محمد علي كلاي يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة

 أحمد رحيم نعمة/

ولد محمد علي كلاي عام 1942 في كونتر بولاية كنتاكي الأمريكية، وتوفي يوم 4 حزيران 2016 عن عمر ناهز 74 عاماً بعد صراع طويل مع شلل الرعاش، من عائلة أميركية سوداء من الطبقة المتوسطة وكان والده ميثوديا، لكن أمه ربته مع أخيه على المذهب المعمداني، قبل أن يعتنق الإسلام ويُغيّر اسمه من كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور إلى محمد علي.

بطولاته

فاز كلاي ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات على مدى عشرين عاماً في 1964 و1974 و1978، وفي عام 1999 توج بلقب رياضي القرن، وهي جائزة مقدمة من مجلة سبورتس ايلاستريتد، كما حصل على نفس اللقب بعد استفتاء اقامته صحيفة لاغازيتا ديلو سبورت الإيطالية بعدما حصل على 71.2% من الأصوات متفوقاً على العديد من الرياضيين ومنهم دييغو مارادونا. كان يصف نفسه بـأنه يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة، وهو صاحب أسرع وأقوى لكمة في العالم حيث تعادل قوتها حوالي 1,000 باوند. اعتزل الملاكمة عام 1981 وقد كان عمره 39 عاما، بعد مسيرة حافلة تضمنت 56 فوزا منها 37 بالضربة القاضية وخمس هزائم، وتوج باللقب العالمي ثلاث مرات. حصل على أول بطولة في حياته عام 1960 وكانت ميدالية ذهبية أولمبية .

إسلام محمد علي كلاي

يقول محمد علي ولدت في كونتر بالولايات المتحدة الأميريكية، تلك المنطقة التي اشتهرت بالدجاج المطهي بطريقة فريدة لاتزال تحمل اسمها، واشتهرت أيضا بابشع ألوان التفرقة العنصرية. كان طبيعيا أن أعاني منذ الطفولة من التفرقة العنصرية بسبب لوني الأسمر، ولعل تلك المعاناة كانت حافزا لتعلم الملاكمة، لكي أتمكن من الرد على من يسيء إلي من أقراني البيض، ولأني أملك قواما رياضيا وعضلات مفتولة، فقد وجدت الطريق نحو هذه الرياضة ممهدا. ولم أكد أبلغ العشرين من عمري حتى تمكنت من تحقيق بطولة الوزن الثقيل في دورة ولم تمض سنوات قليلة حتى تمكنت من انتزاع بطولة العالم للمحترفين من شريرالحلبة! وني ليستون في واحدة من أقصر مباريات الملاكمة، إذ لم تستغرق سوى ثوان معدودة، توجت بعدها بطلا للعالم. . وبين ضجيج هتافات المعجبين، وبريق فلاشات آلات التصوير، وقفت لأعلن أمام ملايين الشهود الذين كانوا حول الحلبة وأمام أجهزة التلفاز إسلامي، مرددا: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وغيرت اسمي إلى محمد علي كلاي، لأبدأ وسط دهشة المشاهدين، معركة أخرى كانت مع الباطل، الذي أزعجه اعلان إسلامي بهذه السهولة والبساطة. إن اتجاهي نحو الإسلام كان أمرا طبيعيا يتفق مع الفطرة، فطرة الله التي فطر الناس عليها، وقد استغرق رجوعي إلى فطرة الحق سنوات من التفكير الممعن.

دفاع محمد علي كلاي عن الإسلام

كانت البداية عندما أعلنت الولايات المتحدة الحرب على فيتنام، وإرسال طلب التحاق إجباري من قبل الجيش الأمريكي لمحمد علي كلاي للذهاب إلى فيتنام والاشتراك في الحرب، ولكنه رفض وقال أنه ضد الحرب الأمريكية لأنها ضد تعاليم القرآن، ونحن في الاسلام لا نحارب إلا في سبيل الله ورسوله، وتم سحب اللقب منه وهو في قمة مجده وإيقافه عن اللعب ومنعه من السفر وكل ذلك لم يغير موقفه من الحرب حتى عاد بعد 4 سنوات واستعاد لقبه من جديد على حساب الملاكم فورمان .ومن المواقف التي أثبتت غيرة هذا البطل على الإسلام عندما كان يلاعب مصارعا قويا وضخما وأسقطه كلاي بالضربة القاضية واقترب منه وهو ساقط على الأرض و ظل يصرخ به بصوت عال what’s my name?? Hah ولم يتوقف حتى خاف الحكم من رد فعل محمد علي، وسأله الصحفيون بعد المباراة عن سبب ردة فعله الغريبة تجاه اللاعب المنافس فقال أنه سخر من الإسلام فكان يجب أن أدافع عن ديني .ومن المفارقات في حياة محمد علي كلاي، أنه يوجد في مدينة هوليوود ممر الشهرة،walk of fame يتم وضع نجمة باسم المشاهير على الأرض بالقرب من مسرح دولبى، لتكريمهم وتخليد ذكراهم، والنجمة الوحيدة التي وضعت على حائط الممر كانت للبطل محمد علي كلاي الذي رفض أن يوضع اسم الرسول صلى الله عليه وسلم على الأرض .

زيارة مكة المكرمة

ذهب محمد علي إلى مكة المكرمة وللمدينة المنورة كثيرا، يطلب من الله المغفرة لما قد ارتكبه من ذنوب في حياته الماضية قبل إسلامه، ويطلب منه – عز وجل – أن يرزقه حسن الختام. وامتلك محمد علي أسرة مسلمة، وحرص على أن يسمي أبناءه وبناته بأسماء إسلامية أصيلة، فلديه من الأبناء والبنات محمد ومريم ورشيده وخليلة وجميلة وهناء وليلى، وهم يتعلمون تعليماً إسلاميا ويذهبون دائماً للمساجد حتى يكونوا على صلة دائمة بربهم ثم بأبناء جلدتهم من المسلمين, توفي محمد علي كلاي يوم 4 يونيو 2016 عن عمر يناهز الـ74 عاما رحمه الله .