حاورته: أميرة محسن /
يعتبر نادي الكرخ من أبرز الأندية العراقية المتخصصة في تخريج اللاعبين، من حيث وجود جميع الفئات العمرية لكرة القدم فيه. وبرغم توقف الدوري للفئات العمرية لفترة طويلة، لكن إدارة النادي سعت إلى احتضان المواهب الكروية ولمختلف الأعمار، بل إن غالبية لاعبي الأندية السابقين والحاليين تخرجوا في المدرسة الكرخية التي عدّت من أهم المدارس الكروية في العراق.
وفي هذا الموسم، ومع انطلاق دوري الشباب لكرة القدم، قدم نادي الكرخ فريقاً شبابياً يشار إليه بالبنان، وذلك بوجود أكثر من موهبه في الفريق، الذي يشرف عليه نجم المنتخب الوطني العراقي السابق، المدرب الحالي الشاب (عباس حسن)، الذي أعد وهيأ أكثر من لاعب في الفريق الذي يقدم دائماً سمفونيات كروية رائعة في دوري الشباب. عن الدوري الشبابي وبعض الأمور الأخرى، حدثنا عباس حسن في هذا الحوار:
*متى عملت في مجال التدريب؟
– الفترة التي دربت فيها الفئات العمرية كانت منذ عام 2015، مع وزارة الشباب والرياضة، وتحديداً في المدرسة التخصصية لرعاية الموهبة. وبعدها عملت في أكثر من أكاديمية، منها داخل العراق، مثل أكاديمية نادي الطلبة، وأكاديمية التميز، وأكاديمية ريال بيتيس الإسبانية في بغداد، وما زلت. وفي الخارج افتتحنا أكاديمية العراق في الصين وعملت سنتين هناك في احتضان أبناء الجاليات العربية بشكل عام وليس فقط أبناء الجالية العراقية، ومع الأندية أعمل الآن مع شباب نادي الكرخ كمدرب أول للفريق الشبابي الذي يشارك حالياً في الدوري العراقي.
*لماذا لم يكن هناك اهتمام بالفئاتِ العمرية طيلة السنوات السابقة؟
– نعم، لم يكن هناك اهتمام كبير بالنسبة للفئات العمرية في العراق، كما هو معمول في بقية الدول المتقدمة في كرة القدم، بالشكل الذي نتمناه كرياضيين، والسبب هو انعدام ثقافات بعض إدارات الأندية في الاهتمام والتعامل مع هذهِ الفئات، باعتبارها الرافد الحقيقي للفريق الأول، هنا تبقى إمكانية الأندية في الناحية المالية، لأن الدعم معدوم تماماً في هذا الخصوص، والشيء الآخر هو أن هناك أندية لديها الإمكانيات لكنها تفتقر إلى ثقافة التطوير والتعامل مع هذهِ الفئات.
* وحالياً، هل سيستمر الدوري؟ ولماذا يتوقف دائماً؟
– من وجهة نظري، أعتقد أن الدوري الشبابي سوف يستمر، وذلك لوجود عقوبات صارمة من قبل اتحاد كرة القدم على الأندية التي لا تشارك، ما وضع غالبية الأندية أمام الأمر الواقع وأجبرهم على المشاركة في الدوري. لكن السؤال هو: هل أن دوري الشباب منظم بالشكل المطلوب؟ .. بالتأكيد الجواب (لا)، لأن ما نتمناه هو أن يكون الدوري بشكل عام متساوياً مع الدوري الممتاز، وأن تكون المباريات قبل مباريات الفريق الأول بساعات لاكتساب الدافع المعنوي وخلق أجواء التنافس الصحيح تحت أضواء الإعلام والجمهور.
*نادي الكرخ صانع نجوم الفئات العمرية، حيث نجد فيه دائماً اللاعب الموهوب..
– نعم، نادي الكرخ يشهد له التاريخ بتخريج عدد كبير من النجوم الذين مثلوا الأندية الكبيرة والمنتخبات الوطنية على مختلف الأجيال.
*من يكتشف اللاعبين أصحاب المواهب؟ المدربون أم أن اللاعب لديه موهبه فطرية؟
– شكراً على هذا السؤال، فبعد أن عملت في مجال التدريب، ودخلت دورات تدريبة كثيرة، وجدتُ أن أكبر أكذوبة في الرياضة هي الادعاء باكتشاف اللاعبين، فاللاعب الموهوب الذي لديه إمكانية عالية هو من يفرض نفسه في الملاعب، بحيث يكتشفه حتى من يجلس على المدرجات، فاللاعب هو الذي يفرض نفسه على الجميع بموهبتهِ الفطرية، أما المدرب فهو الذي يعرف كيف يحافظ على هذهِ الموهبة ويطورها. أما أن هناك مدربون يطلقون على أنفسهم اسم المكتشفين، فما ذلك إلا أكذوبة في تاريخ الرياضة، إذ أن الكثير من هؤلاء كانوا يمارسون التزوير وغيره لغرض الحصول على النتائج وللتغطية على فشلهم .
*بماذا يختلف الجيل السابق عن الحالي؟
_ ربما يكون الاختلاف في التدرج الصحيح لغالبية اللاعبين السابقين من الناحية الفنية، أما من الناحية الانضباطية، فطالما أن اللاعب لم يكن من ضمن الفئات العمرية وتحت إشراف مدربين تربويين أكفاء فإنه بالتأكيد سيكون بعيداً عن السلوكيات المطلوبة وكذلك الأمر في الجانب التربوي .
*ماذا قدمت لكم إدارة الكرخ؟ كيف هو دعمهم للشباب؟
– الحقيقة أن إدارة نادي الكرخ المتمثلة بالأستاذ (كريم حمادي) وأعضاء الهيئة الإدارية المحترمين، منذ تسلمنا المهمة وهم متابعون وداعمون للفريق من قريب وبعيد، واهتمامهم ورعايتهم ليس فقط لفئة الشباب، وإنما لجميع الفئات العمرية، كذلك في الألعاب الأخرى، وهذا يحسب لهم لإدراكهم أهمية هذهِ الفئات.
*ماسبب عدم زجك ضمن الكوادر التدريبية للمنتخبات الوطنيه العراقية؟
– أنا أعتقد أن مهمتي مع شباب نادي الكرخ -كمدرب أول- هي محطة تجريبية بالنسبة لي، فإذا وجدت لدي القابلية والقدرة على قيادة ونجاح الفريق، فسوف يكون اسمي ضمن مدربي المنتخبات الوطنية إن شاء الله.
*لاعب حالياً يشبه عباس حسن في اللعب؟
– أجد نفسي في أيمن حسين في كونه قريباً لمواصفاتي .
*كيف وجدت الكرخ لاًعبا ومدرباً؟
– أنا سعيد جداً بأن أعود إلى عشي الأصفر الكناري كمدرب لفئة الشباب، وبكوني الهداف التاريخي الأول لنادي الكرخ.. أسأل الله التوفيق في مهمتي، إذ أني نجحت فيه كلاعب، وتسلقت إلى سلم المنتخبات الوطنية بفضله، وأحاول أن أصبح ناجحاً في التدريب.. من خلاله أيضاً.