أحمد رحيم نعمة /
لم تبقَ على انطلاق بطولة كأس الخليج الـــ25 في البصرة الفيحاء سوى ساعات تفصلنا عن افتتاح أهم البطولات العربية، التي تعد كأس عالم مصغرة، نظراً لأهميتها ومتابعتها من قبل الجماهير الخليجية التي تطرب لهذا الحدث العربي الكبير.
لقد مضت 44عاماً على استضافةِ العراقِ لبطولة كأس الخليج التي جرت عام 1979، حين احتضن ملعب الشعب الدولي منافسات الدورة الخامسة التي شاركت فيها 7 منتخبات تبارت فيما بينها قبل أنْ ينجح منتخبنا الوطني في التتويج بلقبه الأول، بعد أن فاز في جميع المباريات الست التي خاضها، وتوج حسين سعيد بلقب الهداف برصيد عشرة أهداف، فيما نال فلاح حسن جائزة أفضل لاعب، بينما كانتْ جائزةُ أفضل حارس مرمى من نصيب الكابتن رعد حمودي الذي اهتزت شباكه لمرة واحدة فقط.
وخلال السنواتِ الماضية، وبعد عودتنا إلى الحضن الخليجي من جديد، تعالت الأصوات والمطالبات بإقامة البطولة في العراق، وفي مدينة البصرة تحديداً، بعد تشييد المدينة الرياضيَّة التي تضم الملعب الرئيس (جذع النخلة)، الذي أبهر الأشقاء والأصدقاء الذين زاروه وشاهدوه، فضلاً عن الملعب الثانوي (الفيحاء). إضافة إلى ملعب الميناء المتجدد. كما أن هنالك ملاعب أخرى للتدريب. لكن في كل مرة كانت جهودنا سابقاً تصطدم بالحظرِ المفروض على ملاعبنا من قبل الفيفا. وبعد رفع الحظر الدولي عن ملاعبنا، وفي ظل وجود النيات الصادقة من قبل الأشقاء، بعد إجراء الكثير من التجارب والبروفات والتحسب لكل شيء ما سيجعلنا قادرين على الظهور بالمظهر اللائق أمام العالم، بعد سنوات طوال غابت فيها الملاعب العراقية عن احتضان الجماهير الرياضية.
درجال.. جهود استثنائية
منذ أكثر من شهرين، والكابتن عدنان درجال، رئيس الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم، منهمك ليلاً ونهاراً من أجل تهيئة كافة الأمور التي تتعلق باستضافة الأشقاء العرب، فقد كان درجال قريبا جداً من الحدث، ولم يغادر البصرة لغاية الانتهاء من جميع الأمور التي تخص الملاعب وغيرها من الأمور.
وتحدث درجال عن إنهاء جميع الأعمال وإكمالها في وقت قياسي، عندما قال: “نحيي الجهود التي بذلت لإكمال فندق (موفنبيك البصرة) في الوقت المحدد قبل انطلاق البطولة، وهذا دليل على حرص الجميع في المساهمة بإنجاح بطولة خليجي 25 في البصرة، وإظهارها بصورة مميزة تؤكد على براعة العراقيين في التفوق على التحديات، لقد وصلنا إلى الأمتار الأخيرة لافتتاح البطولة الخليجية في هذا الحدث الذي ينتظره الكثيرون، فالأمور تبشر بخير في مشاهدة بطولةٍ تليق باسم العراق من جميع النواحي، وستكون بوابة لاحتضان البطولات العربية والآسيوية.” وأضاف درجال: “لقد التقينا بوزير الشباب والرياضة الأستاذ أحمد المبرقع ومحافظ البصرة الأستاذ أسعد العيداني، وكان التركيز على توفير جميع مستلزمات نجاح البطولة والسعي إلى تذليل الصعوبات، وجعلها بطولة مميزة واستثنائية تليق بسمعة عراقنا الحبيب والبطولات الخليجية، كما التقيت مدير شرطة البصرة اللواء قاسم راشد ومدير المرورِ اللواء حيدر عبود، وذلك للتباحث بشأن انسيابية المرور وتَسهيل مهمة تنقل الجمهور من وإلى ملعبي البصرة الدولي والميناء، أيضا تابعنا سير الأعمال الجارية في منفذ سفوان الحدودي لإظهاره بصورة جميلة تليق بعراقنا الحبيب.”
إلغاء رسوم التاشيرات (الفيزا)
وعن دخول الجماهير العربية لمتابعة خليجي 25 في البصرة، تحدث الأستاذ أحمد الموسوي، عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم، رئيس اللجنةِ الإعلامية، قائلاً إن “دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه بإلغاءِ الرسوم المترتبةِ للحصولِ على تأشيراتِ الدخولِ إلى العراق (رسوم الفيزا) لكل من يرغب بحضور خليجي 25 التي ستقام في البصرة، وتنطلق في السادس من هذا الشهر، في خطوة تهدف الى دعم البطولة وتسهيل حضور الجمهور لمنافساتها بسهولة وانسيايبة.”
عراق واحد من زاخو إلى البصرة
وفي معرض حديثه عن خليجي 25 في البصرة، تحدث رئيس تحرير جريدة (رياضة وشباب)، الصحفي المعروف جعفر العلوجي، عندما قال: “مع بدء العد التنازلي لبطولة خليجي 25 في البصرة الحبيبة، نكون قد دخلنا رسمياً أجواء البطولة في بصرتنا الفيحاء بين ملاعب المدينة الرياضية وملعب الميناء الأولمبي، التحفة الجديدة التي سيبهرنا الجمهور بألقها بثلاثين ألف حنجرة تهتف من البصرة بصدى الموصل وجميع مدننا الحبيبة، من موعد الافتتاح الرسمي لهذا الملعب وإجراء الاحتفالية الكبرى فيه، وحتى يوم توديع البطولة، سنكون جميعاً في قناة واحدة للإعلام عنوانها العراق المتألق والبصرة المبهرة والنجاح الذي لايوازيه نجاح لتعبيد الطرق لبطولات أخرى.” أضاف العلوجي: “منذ هذا التاريخ ستذوب جميع المسميات الرسمية، الوزارة، الاتحاد، الأولمبية، إذ سيكون عملنا خالصاً لوجه بلدنا العراق الحبيب فقط، ولن تكون للنخوة حاجة، ولن تكون للفزعة أبواب.
الساهر لن يحضر خليجي 25 في البصرة
يقول الصحفي الرياضي نعيم كاظم: “كل الاحترام والتقدير لفناننا القدير كاظم الساهر، سفير الأغنيتين العراقية والعربية، إذ كنا نتمنى أن يحضر افتتاح بطولة الخليج في البصرة، لكن -على ما يبدو- أن ارتباطاته بعيد رأس السنة حالت دون حضوره الى البصرة، برغم الدعوة التي وجهها له الكابتن عدنان درجال لحضور افتتاح خليجي 25 في البصرة، عندما كان وزيراً للشباب، حينها لم يعد الساهر بالحضور أو عدم الحضور! لقد كانت الجماهير الرياضية العراقية تتأمل حضور الساهر لمشاركته فرحة العرس الخليجي بين أحبائه. عموماً العراق لديه عمالقة في الفن الجميل، فلدينا رحمة رياض وحسام الرسام، ولدينا أيضاً جيل رائع من الفنانين الشباب الذين سيسعدون الجماهير الحاضرة في افتتاح خليجي 25 في البصرة، المبدعون العراقيون سيقدمون أروع ما يكون.. إن شاء الله.”