بغداد / أحمد رحيم نعمة/
في عام 2005 تعرض نادر إبراهيم الى حادث مؤسف حين كان بعمر الثلاث سنوات، ما أدى الى بتر ذراعه اليمنى، حينها سيطر الحزن على عائلته وتحطمت أحلامهم في أن يكون نادر شاباً ذا شأن في المستقبل.
ولكي يخرجوا ابنهم من حالته الصعبة سمحوا له بممارسة الرياضة، فقد كان يلعب كرة القدم مع أبناء منطقته الذين أحبوه، فصاروا يستدعونه لمرافقتهم الى اللعب معهم، وقد ولد ذلك نوعاً من الارتياح لدى عائلته التي كانت تخشى على نادر كثيراً.
كشف نادر عن إصرار وعزيمة لإثبات جدارته باللعب مع أصدقائه في المسابقات الكروية التي تجري بينهم، ويوماً بعد آخر ارتبط بالرياضة التي أصبحت جزءاً من حياته.
في عام 2017 سمع نادر أن هناك اختبارات في ألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة، فذهب للمشاركة في تلك الاختبارات، ونجح بجدارة، ولقي اهتماماً خاصاً به من قبل المدرب (الزهيري)، الذي شجعه وزرع في نفسه صورة البطل الرياضي. استمر نادر معهم لغاية 2019، ثم انتقل الى اتحاد ألعاب القوى برئاسة (مهدي باقر)، حيث حدث التغيير الكبير في حياته عندما شارك عام 2019 في (بطولة فزاع الجائزة الكبرى) محرزاً فيها ميدالية فضية وأخرى برونزية، بعدها نال أكثر من ميدالية ذهبية في بطولات خارجية كثيرة، كانت أخراها مشاركته في ملتقى الشارقة بالإمارات التي اختتمت مؤخراً، حيث حقق فيها 7 ميداليات ذهبية في فعاليات 400 م و 200م و 100م، كما شارك أيضا في ملتقى تونس الدولي وبطولة غرب آسيا. وفي عام 2023 شارك في ملتقى تونس الدولي، وفي العام الحالي 2024 شارك في بطولة غرب آسيا.
البارالمبية العراقية
يقول نادر: “الحقيقة وبدون مجاملة أن اتحاد العاب القوى واللجنة البارالمبية العراقية بشكل عام يستحقان الدعم الكبير من قبل الدولة لما يقدمان من إنجازات كبيرة للعراق على الصعيد الخارجي، إذ لا ننكر أن هناك دعماً كبيراً من قبل دولتنا التي تكافئ الأبطال وتكرمهم من خلال التألق ورفع العلم العراقي في المحافل الخارجية، إلا أننا نتمنى أن يزداد هذا الدعم من أجل اعطاء دفعة معنوية في تقديم الأفضل في البطولات القارية التي طالما يتألق فيها أبطال البارالمبية الوطنية العراقية.”
إنجازاتي أسكتت المتنمرين
وأشار نادر الى أنه تعرض كثيراً الى التنمر، لكنه كان يسكت المتنمرين بنجاحاته، والآن بإنجازاته، والذين كانوا يتنمرون عليه موجودون ويشاهدون النجاحات التي يحققها في سوح الملاعب الخارجية ونيله الأوسمة الذهبية في البطولات، وهم في حالة ندم لما أطلقوه بحقه في بداية مشواره الرياضي. يقول نادر: “بالإصرار والعزيمة حققت كل ما أطمح اليه، واستطعت أن أسكت جميع الألسن التي كانت تتنمر علي نتيجة الإعاقة، الحمد لله أنني كنت ومازلت في أحسن حال رغم الإعاقة التي كانت قضاء وقدراً، يكفي أن الشخص له قناعة في نفسه، والحمد لله استطعت ان أخطط وأنجح، ولا أعتبر نفسي معاقاً.”
دعم ومساندة
وعن دعمه مادياً ومعنوياً، يقول إن “الداعم الأول والأساس هم الأهل من بعدهم اتحاد ألعاب القوى والأستاذ (مهدي باقر) الذي لم يقصر معنا، وكذلك اللجنة البارالمبية العراقية وزملائي اللاعبون، ومن هنا اقول مرة اخرى ان على دولتنا التي احتضنت الأبطال ودعمتهم ان تدعم ابطال البارالمبية مثلما يدعمون كرة القدم بشكل كبير، فنحن ايضا نمثل العراق ونحقق الإنجازات الكبيرة في الملاعب العالمية، جميع الرياضين العراقيين من الأصحاء والمعاقين يسعون دائما خلال مشاركاتهم الخارجية لرفع العلم العراقي ويفرحون بما يحققونه لهذا البلد الغالي، لذلك لابد من ان يدعم الأبطال من قبل الدولة.”
من أجل العراق
كما يؤكد البطل الرياضي نادر أنه “من أجل العراق سأخطف الوسام الذهبي في الأولمبياد، فطموحي كبير ليس له حدود، إن شاء الله ينصب تفكيري في الحصول على وسام ذهبي في بطولة العالم والاولمبياد المقبلة، وهذا طبعا يتحقق من خلال الجهد الذي سأبذله في الوحدات التدريبية ودعم الأهل والأصدقاء، ان شاء الله سيكون الوسام الذهبي في الاولمبياد من نصيبي وذلك من اجل العراق الغالي، سنحقق الحلم الاولمبي لهذا البلد العزيز الذي احتضننا، ونمنحه كل ما لدينا بالإصرار والعزيمة لتحقيق كل ما نسعى اليه.”