أحمد رحيم نعمة /
هي من الفتيات اللوآتي قدمن أنفسهن بكل جدارة في عالم الكرة المستديرة، مع انها مارست اغلب الالعاب الرياضية، لتستقر اخيرا على لعبة كرة القدم التي استهوتها أحبتها منذ الصغر في أزقة محافظتها واسط.
إنها نجمة المنتخب الوطني العراقي النسوي ونادي القوة الجوية (نادية فاضل) التي التقتها “الشبكة” فكان معها هذا الحوار:
عائلتي وقفت معي
تقول نجمة المنتخب العراقي ونادي القوة الجوية نادية فاضل: منذ الصغر وأنا ألعب كرة القدم في أزقة المنطقة مع شقيقي، لقد كان حلمي أن أصبح لاعبة معروفة ،كنت ألعب الكرة يومياً، في البداية مارست أكثر من لعبة منها كرة السلة واليد والساحة والميدان فالطائرة، كما شاركت في بطولات التربيات حينها، وأخيراً كان استقراري على كرة القدم كوني أعشقها، لقد كان أهلي داعمين لي في مسيرتي الرياضية بل شجعني كل من والدي ووالدتي وهذا الشيء جعلني أتجاوز كل عقبة تقف أمامي، لأن مجتمعنا كما هو معروف يعتقد دائماً بأن ( البنية عيب تلعب طوبة) وكثير من هذا الكلام نسمعه في الشارع الرياضي خصوصاً اذا كنا نرتدي الزي الرياضي، لكن كل هذه الأمور جعلناها خلف ظهورنا وأكملت مسيرتي الرياضية بفضل دعم وتشجيع أهلي لي، والحمد لله وصلت لهدفي المنشود الذي كنت أحلم به، حيث لعبت لنادي النفط ومن ثم القوة الجوية فالمنتخب الوطني العراقي بالخماسي والساحات المكشوفة.
ألعاب كثيرة
تضيف نادية: الألعاب الرياضية النسوية كثيرة مثل كرة السلة والطائرة واليد والتنس وألعاب القوى تمارسها الفتيات في بادئ الأمر، لأن أغلب هذه الألعاب تمارس في المدارس، فتصبح للفتاة لياقة بدنية بعدها تتجة اللاعبة الى اللعبة التي تحبها فتمارسها وتنجح فيها بشكل كبير، وأنا كنت إحدى اللاعبات اللواتي مارسن الألعاب الرياضية جميعها ومن ثم البقاء او التفرغ الى اللعبة التي أحبها وهي كرة القدم حيث تألقت فيها بشكل غير عادي فشاركت مع فريق نادي النفط في بطولات الخماسي لكرة القدم ومن ثم الساحات المكشوفة، وبعدها إيضاً لعبت في نادي القوة الجوية لفريق الخماسي والساحات المكشوفة في أكثر البطولات المحلية، حققنا من خلالها المركز الأول للجوية.
وعن الفرق بين الخماسي والساحات المكشوفة تقول نادية: الفرق شاسع جداً، فالخماسي يحتاج الى لياقة بدنية عالية، ومهارة تختلف عن المكشوفة، فاللاعبات اللاتي يتقنّ وينجحن في ساحة الخماسي فإنهن بلا شك يكوننّ ناجحات في الساحات المكشوفة وقد تفوقت الكثير من الفتيات اللواتي مارسن الخماسي ومن ثم اللعب في الساحات المكشوفة.
الدعم المادي
أعربت نادية عن أملها في دعم الرياضة النسوية من قبل مسوؤلي الدولة عندما قالت: رياضتنا النسوية تفتقد أموراً عديدة أولها انعدام الدعم المادي والمعنوي، بل أن الاهتمام برياضتنا النسوية معدوم، هذه الأمور جميعها لم تطور الرياضة وإنما يبقى الحال كما هو عليه من حيث المشاركة فقط في البطولات الخارجية دون أن نحقق نتائج جيدة، عكس بلدان العالم التي تطورت كثيراً بسبب وجود الدعم الكبير لمنتخباتها النسوية، فعلى سبيل المثال البلدان العربية القريبة تطورت منتخباتها بشكل لافت نتيجة دعم مسوؤلي الدولة لها بينما نحن نفتقد أبسط الأمور، فالأندية الرياضية تدعم فرقها النسوية لاسيما نادي القوة الجوية الذي ألعب لفريقه حيث قدم لنا دعماً مادياً ومعنوياً جيداً. انا وبقية اللاعبات نشكرهم لما قدموه للرياضة النسوية في النادي خصوصا د. رشا طالب التي حرصت على مساعدتنا والوقوف دائماً الى جانبنا في كثير من الأمور، وهذا الدعم أعطانا الحافز لتقديم كل ما هو مفرح وتحقق ذلك من خلال حصولنا على الدوري النسوي لأكثر من موسم.
وشكرت نادية المدربين الذين أشرفوا على تدريبها وقالت: كثير من المدربين أشرفوا على تدريبي منهم الكابتن رياض نوري والمدرب علي حسن والكابتن علي حسين عودة، وهناك مدربة لها فضل كبير علي عندما كنت في البداية كونها أول من اكتشفتني وعلمتني أموراً كثيرة كنت أجهلها، وعن طريقها وصلت لهذا المستوى، هي مدربة النشاط الكشفي الرياضي في واسط والتي أكنّ لها كل التقدير والاحترام لما قدمته لي.
إهمال واضح
وعن الإهمال الذي يصيب الرياضة النسوية تحدثت نادية بكل صراحة قائلة: إن الإهمال الواضح تجاه الرياضة النسوية هو نتيجة التعمد والقصور الواضح من الجهات المعنية تجاه الرياضة النسوية، بل أنه ليس وليد اليوم وإنما لسنوات من الإهمال، فقد عانت نون النسوة خلال المرحلة السابقة من تقصير واضح من قبل الأندية والاتحادات، حيث ألغت الأندية فرقها النسوية، حتى أن بعض الاتحادات الرياضية قامت بإلغاء ألعابها بسبب الحالة المادية الصعبة التي تعيشها، وهذه الأمور جعلت رياضتنا النسوية في بحر الأحزان. وفي العام الماضي والحالي بدأ العمل على عودة الألعاب النسوية من خلال دعم بعض الأندية، لاسيما نادي القوة الجوية الذي احتضن أغلب ألعاب النساء، لذلك كانت الفرق النسوية للجوية ومازالت تحرز المراكز الأولى في البطولات المحلية. عموماً نتمنى أن يكون الدعم جيداً للرياضة النسوية، لاسيما من اتحاد الكرة العراقي إذ يتوجب عليه أن يدعم المنتخب الكروي النسوي دائماً من أجل مشاركات عراقية ناجحة في البطولات الخارجية، فالمنتخب العراقي النسوي يمتلك مجموعة جيدة من اللاعبات المميزات وباستطاعتهن تحقيق الانتصارات لو توفر لهن الدعم والإسناد والمتابعة من قبل أصحاب الشأن الرياضي.