أميرة محسن – تصوير: صباح الربيعي /
لعبة الشطرنج من الألعاب الرياضية الذهنية الصعبة التي تستحوذ على جل وقت اللاعب من إعداد ودراسة ومتابعة، وقد حقق العراق في هذه اللعبة كثيراً من الإنجازات على صعيد البطولات الخارجية، ومن بين أبرز نجوم الشطرنج العراقي لاعبة المنتخب الوطني العراقي رويدة سعد التي حلّت ضيفة على (مجلة الشبكة العراقية)، فدار معها هذا الحوار:
الشطرنج يفوق دراسة الطب
*سبب اختيارك لعبة الشطرنج دون غيرها؟
– أنا تولد 2001 طالبة مرحلة ثانية (هندسة ليزر) في الجامعة التكنولوجية، مارست لعبة الشطرنج بعمر 6 سنوات ومنذ ذلك الحين وأنا لاعبة المنتخب الوطني للفئات العمرية ولغاية الآن لم أمارس غيرها، لأني توارثت لعب الشطرنج من جدي وأمي وأبي وعماتي وأعمامي؛ فأنا من عائلة رياضية شطرنجية وعائلتي لها باع طويل في هذا المجال الرياضي وجدي يعد أحد مؤسسي رياضة الشطرنج في محافظة كربلاء المقدسة وأحد رواد العراق المميزين.
*بماذا يختلف الشطرنج عن الألعاب الرياضية الأخرى؟
– يختلف الشطرنج عن باقي الألعاب الرياضية بأشياء كثيرة، فهو علم بحد ذاته ويفوق دراسة الطب من حيث الصعوبة والمتابعة و دائما يبحث عن التجدد والتطور المستمر ويكون اللاعب في رحلة بحث متواصلة إذا أراد أن تكون له بصمة في عالم الـ 64 مربعاً.
حصاد الميداليات
•أي الأندية مثلت ؟
– لعبت مع عدة أندية من فرق المقدمة بالشطرنج في العراق، إذ بدأت مع نادي الفكر التخصصي للشطرنج في محافظة كربلاء المقدسة، وبعد الانتقال إلى بغداد لعبت مع نادي الهدف التخصصي للشطرنج ومن ثم الانتقال إلى نادي الاتصالات الرياضي وهذه الأندية جميعها أندية تنشط في الدرجة الممتازة، فانا بطلة العراق لعدة سنوات من فئة ٦ سنوات و٨، ١٠، ١٢، ١٤، ١٦، ١٨، ٢٠ تناوبت خلالها على المراكز الثلاثة الأولى وحصدت أوسمة الذهب والفضة والبرونز وحصلت على ذهبية دوري النساء للسنوات العشر الأخيرة مع أندية الفكر والهدف والاتصالات.
*أهم المشاركات الداخلية والخارجية؟
– كثير من الإنجازات حققت على الصعيد الداخلي والخارجي، منها ذهبية بطولة البليتز للإناث عام ٢٠١٥ في بطولة الفئات العمرية في محافظة كربلاء المقدسة، وفضية بطولة العراق الدولية الخامسة لعام 2017 بالشطرنج السريع، وبرونزية بطولة العراق الدولية الرابعة بالشطرنج الكلاسيك لعام 2016، ومثلت العراق بالشطرنج في بطولة آسيا في سري لانكا بعمر ١٠ سنوات، شاركت مع المنتخب الوطني للفئات العمرية دون ١٢ عاماً في بطولة آسيا في إيران وحققت المركز الرابع في بطولة العرب للفئات العمرية للإناث دون ١٦ عاماً في تونس وحققت ٦ ميداليات؛ ذهبيتين وفضيتين وأخرى برونزية في بطولة غرب آسيا بالشطرنج في دولة الإمارات العربية مع نادي الاتصالات الرياضي.
اللعبة لم تتأثر بالوباء
*برأيك لماذا الرياضة النسوية العراقية متأخرة، وهل هناك دعم لها؟
– يعاني الشطرنج من الإهمال الحكومي والرياضي، بل إن الألعاب الفردية عامة والشطرنج على وجه الخصوص لا يحظى برعاية أصحاب القرار، إذ لا يوجد مقر لاتحاد اللعبة ولا يزج اللاعبون في المعسكرات الخارجية للاحتكاك مع لاعبي الدول الغربية المتطورة بلعبة الملوك والذكاء، ولغاية الآن لا يوجد مكان نشغله لممارسة معشوقتنا أو التواجد بشكل يومي للتدريب والتطوير في مقر نزاول فيه اللعب والاطلاع على الكتب والدراسات البحثية في هذا المجال.
*ما تأثير فايروس كورونا على المشاركة في البطولات الخارجية وحتى الداخلية؟
– على عكس باقي الألعاب، الشطرنج ازدهر واستمر في فترة الحظر جراء تفشي فيروس كورونا وبالإمكان ممارسة اللعبة أونلاين وعبر منصات شطرنجية عالمية مثل Lichess والبرنامج الآخر chess.com والبرنامج chess 24 ولهذا لم يتأثر الشطرنج بل على العكس من ذلك تماماً كثرت البطولات المحلية والعربية والآسيوية وحتى العالمية.
كفاءات تدريبية عالمية
• تقييمك للشطرنج العراقي؟
– الشطرنج العراقي يسير بكل رشاقة فقد خطا خطوات فاعلة ومؤثرة، لا سيما بعد استدعاء رئيس اتحاد الشطرنج الدولي السيد كيرسان المجينوف عام 2018 وتمت تلبية الدعوة، هذا الحضور أعطى زخماً كبيراً ودفعة معنوية للشطرنج العراقي، واتحادنا المركزي يعمل جاهداً على استقطاب الكفاءات التدريبية العالمية ممن يحملون ألقاباً عالمية لرفع مستوى وكفاءة اللاعب والمدرب العراقي.
* أصحاب الفضل في مسيرتك الرياضية؟
– أدين بالفضل للاتحاد المركزي لما يقدّمه من إمكانيات لرفع مستوى اللاعب العراقي ويعمل على تذليل العقبات ومواجهة التحديات لخلق أجيال شطرنجية يشار لهم بالبنان، فهو صاحب الفضل علينا جميعاً كلاعبي منتخب، وأدين بالفضل لجدي الرائد الشطرنجي والمربي الفاضل محسن حسين عزيز كونه دعمني منذ نعومة أظافري ثم الوالد والوالدة ولا أنسى جميع المدربين الذين عملوا على تدريبي ومنهم غسان محمد علي والمدرب سامح صادق والمدرب المصري الكوتش محمد إبراهيم، والمدرب المغربي الراند ماستر رشيد حفاظ.
أسعى للفوز ببطولة العرب
*أي الفرق الرياضية تشجعين؟
– أشجع المنتخب الوطني العراقي في جميع مبارياته وبطولاته، أما على مستوى الأندية فأشجع نادي النوارس الزوراء الرياضي، أما عالمياً فأنا من مشجعات النادي الملكي ريال مدريد الإسباني.
*ما دعم الاتحاد لكم؟
– في ضوء الميزانية الضعيفة عمل اتحاد الشطرنج العراقي بكل ما يستطيع ولكن نأمل الكثير وسقف المطالب يزداد، ولكن للأسف العين بصيرة واليد قصيرة.
*ماذا تتمنى رويدة؟
– اتمنى الفوز ببطولة العرب للنساء وأمنّي النفس بالحصول على الألقاب الدولية.