أميرة محسن/
أعرب اللاعب الدولي السابق حيدر جبار عن حزنه للظروف الصعبة التي مرت وتمر بها الكرة العراقية التي فقدت بريقها خلال السنوات الأخيرة.
يقول حيدر إن أسباب انتكاسة الكرة العراقية هي الأخطاء التي وقع فيها المسؤولون الرياضيون، منها التغيير المتكرر في الكوادر المشرفة على قيادة المنتخب العراقي، إذ أن أكثر من مدرب عمل لدينا خلال فترة التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم في قطر 2022، وبالرغم من سهولة المجموعة التي لعب فيها المنتخب العراقي، لكنه لم يظهر بالمستوى المطلوب في جميع المباريات التي لعبها، بل إن الكوادر الأجنبية التي أشرفت على المنتخب لم تقدم شيئاً يذكر للفريق طيلة الإشراف عليه، بالرغم من وجود مجموعة جيدة من المواهب، فضلاً عن توفر المستلزمات كافة.
واضاف: “بدون مجاملة، نحن نحتاج الى تخطيط طويل الأمد من أجل الصعود الى نهائيات كأس العالم، كما نحتاج الى تفعيل دوري الفئات العمرية، إذ أن هناك شحة في المواهب خلال الفترات السابقة بسبب نسيان الفئات العمرية.”
وتابع: “أتمنى أن تعود كرتنا الى سابق عهدها، إذا ما عملنا بروح واحدة، وابتعدنا عن المجاملات والمحسوبية (والواسطات)! يومها يمكن لكرتنا أن تتقدم وتجاري وتتغلب على المنتخبات الآسيوية، اما إذا ظل الحال على ما هو عليه فستبقى انتكاساتنا مستمرة!
إبعاد غير منطقي
المدافع الدولي السابق حيدر جبار أشار الى أن إبعاده عن تدريب منتخب شباب العراق كان بسبب كذبة واحتيال من قبل بعض أعضاء اللجنة التطبيعية السابقة، الذين كانوا يشرفون على الكرة العراقية، فقد اختلقوا أكاذيب غير منطقية لإبعاد الكادر التدريبي، بالرغم من النتائج الجيدة التي تحققت للفريق، فقد كان الفريق يضم مجموعة مميزة من المواهب الشبابية التي كنا نطمح أن تكون مستقبل الكرة العراقية.
دوري ضعيف
وعن مستوى الدوري الكروي العراقي، وفقدان المواهب التهديفية والدفاعية قال جبار: “الحديث عن الدوري الكروي العراقي محزن للغاية، فهو بدون طعم لأنه يفتقر إلى اللاعبين السوبر، الذين يستطيعون الدفاع عن ألوان الكرة العراقية في المحافل الخارجية، لقد فقدنا المهاجمين والمدافعين الجيدين، لذلك تراجعت كرتنا، بل أصبحت في حال مزرٍ، بحيث صار يمكن لأي فريق إحراز الأهداف في مرمانا.” مبيناً أن قوة المنتخب تأتي من قوة الدوري، حيث تفرز المباريات القوية اللاعبين الواعدين الذين يمكن الاستفادة منهم في المنتخبات الوطنية، وهذا الشيء غير وارد في دورينا الحالي، في السابق، أي في جيلنا، كان الدوري قوياً جداً وممتعاً، بوجود نجوم الزوراء والجوية والشرطة والطلبة والأندية الاخرى، المباريات كانت قوية بوجود هؤلاء النجوم في الفرق، كان اللاعبون يتسابقون لتقديم العرض الجيد في المباريات من أجل استدعائهم الى صفوف المنتخب الوطني، لقد كانت لدينا تشكيلات عدة في المنتخبات، إذ أن المنتخب الوطني كان فيه فريقا ألف وباء، إضافة الى المنتخب الأولمبي الذي لا يقل شأنا عن الوطني في العطاء والنتائج الرائعة التي يحققها في البطولات الخارجية، كما كانت لمنتخب الشباب صولات وجولات في الملاعب الخارجية، فقد تسيد القارة الآسيوية أكثر من مرة نتيجة زحمة النجوم الموجودة فيه، كذلك منتخب الناشئين الذي كان يضم نخبة من النجوم الذين تخرجوا في مدرسة عمو بابا، والحال نفسه بالنسبة لمنتخبي الأشبال والبراعم، لقد كانت الساحة الكروية العراقية تعج بالنجوم في الأندية العراقية كافة، أما الان فإن الحال لا يسر صديقاً ولا حبيباً، من حيث فقدان اللاعب السوبر الذي يعتمد عليه في المباريات المهمة.”
ختم جبار قوله: “إذا أردنا أن نحقق الانتصارات للكرة العراقية، وأن تعود كرتنا الى ما كانت عليه من إبداع وأمجاد، فما علينا إلا أن نستعين بكادر تدريبي معروف، مواكب للدوري العراقي من اجل استدعاء اللاعبين الجيدين، وأن يعطى الكادر التدريبي فترة مناسبة من أجل انسجامهم، مع توفير المعسكرات التدريبية، يومها ستأتي النتائج السارة للكرة العراقية، أما إذا ظل المنتخب يومياً بتشكيلة مغايرة من مباراة لأخرى، فستبقى كرتنا في تراجع، حتى وإن استقدمنا أفضل المدربين.