#خليك_بالبيت
احمد رحيم نعمة /
يحظى الرياضيون في جميع بلدان العالم بمتابعة ودعم خاص، لا سيما النجوم الأبطال الذين حققوا الأوسمة لبلدانهم في البطولات الأولمبية وغيرها، إذ يتم تكريمهم بعد الفوز ورفع علم بلادهم، إضافة إلى ذلك يُخصَّص للنجم الرياضي راتب شهري عالٍ يستطيع من خلاله توفير كل ما يحتاجه، بينما نجوم العراق ولمختلف الألعاب الرياضية يعيشون في حال غير سار بسبب التهميش الذي طالهم.
مسألة الرواتب القليلة التي دفعت الكثير من النجوم إلى ترك الرياضة والاتجاه صوب الأعمال الأخرى من أجل معيشة عوائلهم، فالنجم العراقي يتسلم راتباً شهرياً لا يتجاوز 150 ألف دينار.. فمن السبب في تدهور الحياة المعيشية للرياضي العراقي، وزارة الشباب، أم اللجة الاولمبية أو الاتحاد الذي يمثله الرياضي، أمور كثيرة حدثنا عنها بعض المسؤولين ونجوم الرياضة العراقية، فكانت البداية مع مناضل جاسم رئيس الاتحاد العراقي المركزي للقوة البدنية الذي تحدث قائلاً:
تفاوت المرتبات
حقيقة أنّ رواتب اللاعبين تحدّد من قبل اتحاد اللعبة، وهناك تفاوت في الرواتب التي تعطى، فأصحاب الأوسمة يحصلون على راتب أعلى من الآخرين، الاتحاد يضع الرواتب حسب التصنيف، سابقا كانت الاولمبية تصرف رواتب المدربين واللاعبين وحتى الإداريين، لكن اختلف الحال بعد أن تم نقل الميزانية الاولمبية إلى المالية، إذ نرفع الكشوفات إلى وزارة الشباب وتدقق من قبل اللجنة 140 التي شكلت ويتم صرف الرواتب ونحن بدورنا نسلمها للمدربين واللاعبين والاداريين ولغاية الآن، لا ننكر أن هناك تأخيراً في صرف الرواتب من قبل المالية، نتمنى أن يضعوا في الحسبان مآسي النجوم بسبب تأخر الرواتب وهي ليست بالكبيرة، فالاتحاد وضع الرواتب حسب الميزانية المخصصة له وهي في نقصان دائم .
بينما قال علي قاسم عضو اتحاد المصارعة العراقي: إن رواتب المدربين واللاعبين والموظفين العاملين في الاتحاد يحددها الاتحاد المعني وغير محددة بمبلغ، هناك اتحادات تصرف مبلغ 300 ألف دينار للاعبي فرق المتقدمين و150 ألف دينار للشباب، والناشئين 100 ألف دينار حسب ميزانية الاتحاد، ولا علاقة للاولمبية او وزارة الشباب بتحديد رواتب المدربين واللاعبين، هذا ليس من عملهم، إذ من المفروض ومن لجنة القرار او غيرها صرف الرواتب حسب القوائم المرسلة من قبل الاتحاد المعني، لكن نرى عراقيل كثيرة من أجل الحصول على الرواتب.
30% قطع غير مبرمج
أما النجم الذهبي عدنان طعيس بالعاب القوى فقال: يسعى اللاعب في بداية حياته الرياضية إلى التطور، من خلال التدريب المستمر وتطبيق كل ما يمليه عليه المدرب، بل إنه يبذل قصارى جهده من أجل الظهور بالمستوى المميز في المسابقات الخارجية لرفع علم بلاده وعزف السلام الجمهوري، وقد تألق الكثير من أبطال العراق في سوح الملاعب الخارجية رافعين راية الله أكبر، برغم (المنغصات) والامور المادية الصعبة التي يعيشها معظم الرياضيين العراقيين، إضافة إلى ذلك أن أغلب أبطال العراق لم يجدوا من يصغي اليهم من ناحية التعيين والدورات حتى وإن امتلك الشهادة العليا التي تؤهله لمركز مهم في إحدى وزارات الدولة، فالرياضي البطل في دول العالم يكرم ويعطى حقوقاً مميزة، بينما في بلدنا (يدفن)! وهو في عمر الشباب يبحث عن تعيين ولا يجد الا إذا وجد أحد أقاربه قريبا من أصحاب القرار، فمنذ فترة ليست بالقليلة أصبحت رواتب الاتحادات تصرف من لجنة القرار، ويحدد الراتب من قبل الاتحاد، فقد كان على أساس يتم وضع 750 ألف دينار لأصحاب الميدالية الذهبية في دورة الالعاب الآسيوية لكن لجنة 140كان لها رأي، إذ استقطعت 30 بالمئة من الرواتب ولا أحد يدري من قطع هذه النسبة الوزارة ام وزارة المالية، فهذا القطع كان تأثيره واضحا على الجميع.
انتظار (الفرج)
وأشار مدرب المنتخب العراقي بالعاب القوى فراس راضي إلى الظلم الذي أصاب المدربين واللاعبين من قبل لجنة القرار عندما قال: بالنسبة للرواتب تحدد من قبل لجنة الاتحادات في لجنة القرار 140 سابقاً وباقية لغاية الان، فأنا مدرب منتخب وطني راتبي 250 الف دينار بعد استقطاع 45٪ أصبح 120 الف دينار عراقي، علماً لدي إنجازات آسيوية وعربية وإقليمية، للعلم أنّ الوزارة قامت بإلغاء رواتب رؤساء وأعضاء الاتحادات وعدّت عملهم طوعياً وهي المسؤولة عن وضع سلم رواتب اللاعبين والمدربين خارج إرادة الاتحادات، وهذا الشيء غير موجود إطلاقا في جميع بلدان العالم، بطل يحصل على أكثر من وسام ويرفع علم بلاده ويعزف له النشيد الوطني ويتقاضى راتباً لا يتجاوز 150 الف دينار، ما يجعل الرياضي العراقي يترك الرياضة ويبحث عن عمل لكي يعيل عائلته او ينتظر (الفرج)! من أصحاب القرار الرياضي.
حبنا للرياضة جعلنا نستمر
وقال صاحب الوسام الذهبي في دورة الالعاب الآسيوية بلعبة الكك بوكسنغ عام 2018 ريكان العبوسي: الرياضي العراقي طموح ويسعى لتقديم الشيء المميز في البطولات الخارجية من أجل إسعاد أبناء شعبه الذين ينتظرون الفرحة، لكنه يصدم بواقع مرير اسمه (الاتكيت)!! والمجاملات لهذا الاتحاد او ذاك، إذ أصبح بدون جدال تفضيل لعبة على أخرى، والدليل أن اتحاد الكيك بوكسنغ (مضطهد) ومحارب ومهمش من قبل جميع السلطات الرياضية، فأكثر من ستة أشهر وأبطال الكيك بوسكنغ الذين خطفوا الاوسمة الذهبية ينتظرون الرواتب من لجنة القرار، والراتب الشهري لا يكفي ليومين إذ يبلغ 100 الف دينار ويقطعون 30% منه، نستلم 70الف دينار فقط، هل من الممكن هذا المبلغ يعيل عائلة الرياضي، فلولا حبنا للعبة والرياضة ما واصلنا المشوار، أنا بالنسبة لي أعمل كعامل بناء بأجور يومية لإعالة عائلتي وبعد العمل أذهب للتمرين، نتمنى من وزير الشباب أن يراعي ويدعم الابطال الذين حصدوا الأوسمة في البطولات الآسيوية المهمة.
لا رواتب ولا تعيين
ويقول اللاعب علي عبد الله بطل العرب وآسيا بالتايكواندو: لقد حققت الكثير من الاوسمة في البطولات الخارجية ورفعت العلم العراقي وعزف السلام الجمهوري لي في البلدان التي ضيفت البطولات الا أني لم أحصل على شيء من الدولة، لا تعيين ولا راتب ولا أي شي يذكر، رغم أني فنيت زهرة شبابي في خدمة بلدي، إذ يبدو أن بعض الألعاب الرياضية التي طالما حققت الأوسمة الذهبية في المسابقات الخارجية لم تجد من يصغي أو يتابع نشاطاتها ويكرمها، بل تجاهل المسؤولين الرياضيين نتائج الاتحادات جميعها، باستثناء كرة القدم صاحبة القدح المعلى! لقد عانى رياضيو العراق من الغبن الشديد الذي أصابهم، حتى وإن حققوا الاوسمة المتنوعة في البطولات الآسيوية والعالمية، برغم السنين الطويلة التي مرت وما زال أبطالنا يعيشون تحت خط الفقر! عكس رياضيي الدول العربية الذين ينعمون بتكريم ومتابعة من قبل قادتهم، إذ يعيش رياضيوهم حياة الملوك، بينما أبطالنا في حال يرثى لها، لا سيما اذا حصلت للرياضي إصابة في مسابقة ما يكون مصيره الاعتزال والبحث عن مصدر رزق يعيل به عائلته.