أحمد رحيم نعمة /
من شمالنا الحبيب انطلق بطل العراق وآسيا بالفنون القتالية الصعبة هاوبير عبد الله، شارك مع المنتخب الوطني العراقي في جميع البطولات القارية، حصل خلال مشاركته على مجموعة كبيرة من الأوسمة المتنوعة أبرزها برونزية العالم في المغرب.
إلا أن أبطال لعبة الكِك بوكسنغ دائماً يشكون الغبن والإهمال والتهميش الذي يصيبهم من قادة الأولمبية العراقية، بل إنهم نسوا إنجازاتهم برغم الأوسمة التي يحققونها في البطولات الآسيوية والعالمية، ما جعل أغلبهم يلجأون الى الاعتزال ويتركون اللعبة الى الأبد.. عن مسيرة بطل آسيا هاوبير وأمور اخرى تصفحناها معه في هذا الحوار:
* متى مارست لعبت الكِك بوكسنغ وفي أي نادٍ تلعب؟
– كنت في البداية لاعباً في لعبة الكونغ فو عام ١٩٨٨ ومن ثم اتجهت لممارسة لعبة الكِك بوكسنغ في عام ١٩٩٣ في نادي أزمر الرياضي، كنت حينها في أوج قوتي.
* ولماذا اخترت هذه اللعبة العنيفة؟
– لأنها تمنحك الثقة بالنفس كي تستطيع أن تدافع عن نفسك، هي رياضة جميلة جداً رغم خشونتها وقوتها ومخاطرها.
*ما الأندية التي لعبت لها؟
-لعبت لأندية أزمر ونوروز في السليمانية ويونيك في بريطانيا.
*هل احترفت في بريطانيا؟
– نعم، لعبت لنادي يونيك ومن خلاله حققت لقب بطولة بريطانيا للمحترفين في سنة ٢٠١٢ وفزت أيضاً بلقب الرينك ماسترس الأوروبية بعد ثلاثة انتصارات في يوم واحد، بعدها فزت بذهبية العالم لاتحاد الـ wku بعد ثلاثة انتصارات متتالية.
*ما أبرز نزالاتك الخارجية؟
– شاركت في بطولات دولية عربية وآسيوية وعالمية عدة مع المنتخب الوطني العراقي لأكثر من ١١ سنة، وفي أبرزها حصلت على ذهبية العرب ٣ مرات و شاركت في بطولة العالم ٤ مرات، ومن خلالها حصلت على برونزية العالم في المغرب وذهبية في هيثرو بريطانيا.
*لماذا هذه اللعبة مهمشة من قبل الأولمبية العراقية؟
– للأسف رغم أن الاتحاد المركزي للعبة الكِك بوكسنغ من ابرز الاتحادات الاولمبية فهو يحصد الميداليات الملونة على الصعد العربية و الآسيوية والعالمية أيضا لكني للأسف أكرر انها لعبة مهمشة ويرجع السبب لأنها رياضة غير اولمبية، لكن الحمد لله سوف تكون من ضمن الرياضات الأولمبية وذلك بعد توثيقها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، أتمنى بعد ذلك ان تتغير خارطة طريق الاولمبية تجاه هذه اللعبة المظلومة أولمبياً وأن تدعمها بشكل مباشر كما تدعم الاتحادات الاخرى.
*أبرز بطولاتك المحلية؟
-أنا بطل لبطولات كردستان لفترة 18 عاماً وبطل ايضا لبطولات العراق المحلية لاكثر من 11 عاماً.
*ما عدد الأوسمة التي حصلت عليها خلال مسيرتك؟
– حصلت خلال مسيرتي بلعبة الكِك بوكسنغ على ١٧ ميدالية دولية منها ٦ ذهبية و٣ فضية و ٨ برونزية.
*هل ظلمت في بعض النزالات الخارجية؟
– نعم ظلمت في الدورة العربية التي اقيمت في الجزائر عام ٢٠٠٤ و يشهد الاتحاد بذلك الظلم الذي لحق بي وبسببها تمت عقوبة الحكم الدولي العراقي عمار النعيمي إثر ردة فعله على انتقاد لجنة التحكيم آنذاك، عندما شاهدهم يخسروني علناً.
*برأيك هل يسير اتحاد الكِك بوكسنغ على المسار السليم؟
– نعم، إنه يسير في الطريق السليم، حيث لا يخفى على الوسط الرياضي العراقي في أن الألعاب الرياضية غير الأولمبية تعتبر من الألعاب المغضوب عليها من حيث عدم وجود الدعم والامتيازات (والقاصات)! التي تمتلكها وتتحلى بها الألعاب الأولمبية التي دائماً ما تخرج صفر اليدين من أية بطولة كانت حتى وإن كانت بطولة شعبية! والأمثلة على ذلك حدّث ولا حرج، حيث لم نحصل على وسام اولمبي منذ اكثر من نصف قرن وخصصت الاتحادات الأولمبية ميزانيتها للبطولات العربية والمشاركات الآسيوية فقط دون النظر الى النتائج الاولمبية. عموماً مازالت الألعاب الاولمبية تتفوق على غير الاولمبية عدة وعدداً! فالنتائج التي تحققها الألعاب غير الاولمبية جيدة وتتفوق على شقيقتها الاولمبية والدليل على ذلك مشاركة الألعاب غير الاولمبية في بطولات العالم وحصولها على الأوسمة المتنوعة، مثلاً اتحاد المواي تاي الذي حقق الإنجازات الكبيرة على الصعيد العالمي والحال نفسه بالنسبة لاتحادات الجوجستو والكيوكوشنكاي من ناحية الإنجازات العريضة التي رفعت أسهم الرياضة العراقية، بل إن اتحاد الكِك بوكسنغ تألق في سوح المنافسات الخارجية من خلال النتائج الرائعة التي حققها على ارض الواقع والدليل حصده لـــ22 ميدالية متنوعة في بطولة آسيا الأخيرة التي أقيمت في قرغيستان، فالاتحاد العراقي بالكِك بوكسنغ يسير بشكل علمي ومخطط مسبق لجميع فعالياته، لكن يحتاج الى التركيز اكثر على فتح مدارس للرياضة وادخال كوادر علمية أكثر لتعزيز المدربين، علماً بأنهم السباقون في ادخال الكوادر العلمية لفتح دورات صقل للمدربين لكننا لن نخسر اذا ما زادوا، نتمنى أن يدعم الكِك بوكسنغ من قبل الاولمبية بعد أن أصبح مؤخراً اتحاداً أولمبياً.
*لماذا اعتزلت مبكراً؟
– قررت الاعتزال في عام ٢٠١٤ بعد الفوز بذهبية العالم في لندن حين قررت الاعتزال وانا في قمة عطائي.
*حدثنا عن البطولة العالمية الأخيرة التي أقيمت في السليمانية ومن أقامها؟
ـبعد ان لعبت فترة احتراف طويلة في بريطانيا، تمنيت أن أحقق شيئاً مماثلاً هنا في بلدي وبدعم ومساندة كاملة من الاتحاد العراقي المركزي بالكِك بوكسنغ. من الناحية التحكيمية والإدارية استطعت أن أقيم أول بطولة احتراف دولية عالمية في العراق شارك فيها أبطال العالم ومن دول عالمية مختلفة، في الحقيقة كانت بطولة وكرنفالاً عالمياً رائعاً أقيم في السليمانية.
*ماذا تتمنى؟
ـأن تحظى لعبة الكِك بوكسنغ بدعم القائمين على الرياضة العراقية كونها أصبحت حالياً من الألعاب الرياضية الأولمبية، وبهذه الحالة يمكن للعراق أن يخطف ميدالية اولمبية بعد أن عجزت الألعاب الرياضية الاولمبية من خطفها طوال نصف قرن.