أميرة محسن/
يبدو ان لعبة كرة القدم تسير نحو عالم التقنية الحديثة في ادارة مبارياتها بعد الأخطاء التحكيمية المتكررة لأهم المباريات، لاسيما وان اغلب مباريات الدوريات الكروية العالمية طبقت تقنية الفيديو، حيث سبق أن استخدمت تقنية الفيديو المساعد للحكام للمرة الأولى في النسخة الأخيرة من كأس العالم للأندية التي أقيمت في اليابان، إذ يقوم الحكم بإيقاف المباراة عندما يشك في قرار ما ويذهب إلى الفيديو الذي يكون موجوداً خارج المستطيل الأخضر ويتأكد من الحالة ثم يتخذ القرار، واستخدمت هذه القنية في الدوري الإماراتي. ويفكر الاتحاد السعودي في تجربتها بعد ادخال الحكام في دورات تكثيفية على هذه التقنية، فهل تطبّق التقنية في الدوري العراقي المليء بالأخطاء التحكيمية؟
اتحاد الكرة العراقي يعلن .. ولكن
قبل أيام اعلنت لجنة الحكام في الاتحاد العراقي لكرة القدم عن استخدام تقنية الفيديو في المباريات المقبلة من الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم. وجاء قرار اتحاد الكرة بعد المشاكل والاعتراضات من قبل الأندية العراقية على مستوى التحكيم خلال المواسم الأخيرة، إذ ارتُكب الكثير من الأخطاء التحكيمية التي سببت جدلا واسع النطاق في الشارع الرياضي ووسائل الإعلام التي دائما ما تحمّل الحكم العراقي المسؤولية، ما زعزع الثقة بقراراته والمطالبة بالحكام الأجانب، وتجربة تقنية الفيديو ربما تحل هذه المشكلة خصوصا ما يتعلق بالأخطاء المؤثرة.. عن هذه التجربة كان لمجلة “الشبكة العراقية” استطلاع حول هذا الموضوع فكان اول المتحدثين رئيس لجنة الحكام في اتحاد الكرة طارق احمد الذي تحدث قائلا:
قريباً تطبق تجريبياً
قررت لجنة الحكام وبالتعاون مع الشركة الناقلة للدوري الممتاز، استخدام تقنية الفيديو ابتداءً من الجولة المقبلة بشكل تجريبي. واوضح أنه من المؤمل أن يتم استخدامها بشكل دائم في حال نجاحها، خصوصا بعد الأحداث التي رافقت مباريات دوريِّنا مؤخرا والتي ساهمت بضجة كبيرة حول الحالات التحكيمية في المباريات المهمة. واضاف ان هذه التقنية التي سوف تطبق في ملاعبنا وعلى دوريّنا، مرتبطة بالشركة الناقلة التي تقوم بتهيئة اجهزة متطورة ذات تقنية عالية يمكن ان تعيد اللقطة من 30 الى 45 ثانية في البداية واذا توفرت سوف نستخدمها للتجربة. وايضا يكون هناك حكم دولي من النخبة من الذين يمارسون المهنة وليس من المتقاعدين، وستكون هناك دورات للحكام الذين يجلسون خلف هذه الأجهزة وهم من حكام النخبة وبشرط تكون المباريات منقولة وليس مسجلة. وتطبق على ملاعب الشعب وكربلاء والبصرة، واذا كانت هناك اشكالية ما مسموح لحكم الساحة ان يطلع على تلك الصورة ولايسمح للاعب او المدرب ان يشاهد الخطأ، وهي تقنية جديدة وحديثة في ملاعبنا نرجو ان نوفق في تطبيقها.
مشاكل صغيرة
من جانب آخر، التقينا مدير الشركة الناقلة لمباريات الدوري وسألناه عن الأجهزة فقال: لدى الشركة اجهزة وتقنيات عالية وذات جودة عالية. ولكن هناك بعض المشاكل الصغيرة سوق نجتازها ان شاء الله ونعمل معا على انجاح هذه التجربة .
صعب تطبيقها حالياً
فيما قال حكم الساحة الدولي حسين تركي حول تجربة التقنية: انها فكرة راقية جدا وتحد كثيرا من أخطاء الحكام. لكنها تحتاج الى ثقافة وفهم من قبل من يعمل عليها، لكن للأسف في الوقت الحالي يصعب تطبيقها في دوريّنا لأنها تحتاج الى تقنية عالية جدا ودقة ووضوح، خصوصا يجب ان يكون تصوير الحالة واضحا ومن عدة اتجاهات.
أخطاء الحكام جزء من اللعبة
أما الحكم الدولي هيثم محمد فقال: ان استخدام تقنية الفيديو تم اعتمادها من قبل الاتحاد الدولي وتم تطبيقها في عدة بطولات واظهرت نجاحها. وقد تم تطبيقها في دوري الإمارات العربية، وقد لا تلقى قبولا في بداية الأمر عند بعض المتابعين لأنها في رأيهم تبعد المتعة في كرة القدم كون أخطاء الحكام جزءا من اللعبة وتمثل استمرارية للعب، لأن لعبة كرة القدم مبنية اساساً على الأخطاء. لكن في رأيي ان استخدام هذه التقنية في دورينا ضروري جدا، للتخلص من الاتهامات التي توجة ضد الحكام مع العلم انها تقلل من هيبة الحكم كون القرار لايعود له.
سبحان الذي لايخطئ
الحكم محمد لؤي صبحي يقول: من ناحية الفكرة هي جدا ممتازة ومعمول بها في كل دول العالم وموافق عليها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولكن هناك سؤالاً: هل لدينا من يعمل بها على اكمل وجه بحيث تكون مفيدة للدوري وليس العكس. اذا طبقت هذه التقنية فيجب ان تملأ الملاعب بالكاميرات وبوجود خبراء في ذلك. هي بالنهاية ستكون خير عون للحكم لأن الحكام يواجهون صعوبة وضغوطا في مباريات الأندية وسبحان الذي لايخطئ. وتوجد لدينا في كل دور 5 مباريات ولكن ليس جميعها تنقل فكيف يتم التعامل معها؟
تجربة صعبة
من جانب آخر، حصلنا على آراء بعض مدربي الفرق الكروية فكان لقاؤنا مع الجنرال باسم قاسم مدرب منتخبنا الوطني فقال حول هذه التجربة: هي تجربة صعبة وليست بالسهلة تحتاج الى خبرة كبيرة واجهزة حديثة عالية الوضوح كي يرى الحكم الجالس أمامها مالم يرَه حكم الساحة. هي تجربة تساعد على الحد من الأخطاء التحكيمية التي قد يقع الحكم فيها عن غير قصد.