أحمد رحيم نعمة /
منذ عام 2007 التي توج فيها منتخب العراق بطلا للقارة الآسيوية لكرة القدم، والكرة العراقية في انحدار خطير، حتى باتت تخرج من إخفاق لتدخل آخر برغم التغييرات في إدارات اتحاد الكرة. ومع قدوم قيادة جديدة للكرة متمثلة باثنين من نجومها البارزين هما الكابتن عدنان درجال والمهاجم الخطير يونس محمود، كان التفاؤل يسود أوساط الجمهور، لكن الخيبات ازدادت مع نتائج سيئة ومشاركة بائسة في تصفيات كأس العالم التي قاربت على الانتهاء، إذ يحاول الفريق العراقي الإمساك بنصف فرصة اللحاق الى دور جديد لنيل بطاقة التأهل.
تخبطات إدارية ألقت بظلالها على نتائج المنتخب وأسباب أخرى يتحدث عنها لـ “الشبكة” عدد من المدربين والصحفيين واللاعبين:
مدرب الصدفة
يقول أمين سر الاتحاد السابق لكرة القدم أحمد عباس: لقد انتهى الأمل بالحصول على البطاقة الثالثة بعد التعادل مع لبنان، الذي لعب بمستوى يمكن أي فريق من الفوز عليه بسهولة، لكن المنتخب الوطني العراقي الذي قاده بتروفيتش لم يقدم ماهو مطلوب لتحقيق الفوز على الفريق اللبناني.
يوضح عباس: “لست فنياً كي أخوض في تقييم هذا الرجل، الذي كان يحلم بقيادة المنتخب في التصفيات النهائية لكأس العالم الدوحة 2022، حين جاء مع أدفوكات بعقد تم توقيعه في إسبانيا بعد إعفاء كاتانيتش، لكن نتائج منتخبنا الوطني كانت مخيبة للآمال بعد تسلمه مهمة قيادة منتخبنا الوطني العراقي، وفي سابقة لم نعهدها وجدنا أن هذا المنتخب لعب مبارياته بتشكيلات مختلفة في كل مباراة، وهذه إحدى السلبيات التي قام بتشخيصها الفنيون، وقد تكون أحد أسباب النتائج المخجلة للمنتخب، عشرات اللاعبين استبعدوا وأبعد أمثالهم خلال مرحلة التصفيات، لكن السؤال الذي يحتاج الى تفسير هو لماذا لم نستفد من اللاعبين المغتربين؟ فإن كانت مستوياتهم لا تؤهلهم لخوض مثل هذه المباريات، فلماذا تم استدعاؤهم؟ وإن كان العكس، فلماذا لم يشاركوا كي يقدموا خدماتهم للمنتخب وهو في هذه المرحلة الحرجة من التصفيات التي تحتاج الى من ينقذ كرتنا من هذه الكارثة؟ لقد ضاع الحلم العالمي نتيجة التخبطات الإدارية والفنية، وعلينا أن ننتظر سنوات أخرى، وأن نعود إلى الآلام من جديد!”
مستوى فني بائس
فيما أعرب مدرب الفئات العمرية ومخرّج الأجيال الكروية في نادي القوة الجوية كاظم فليح عن حزنه العميق لما آلت إليه الكرة العراقية من انتكاسات متكررة : “في إحدى الدول الفقيرة من دول إفريقيا عملوا على كيفية استقطاب المواهب، فقامت مجموعة من الشباب بتأجير منتدى لغرض دخول الشباب فيه للتعلم، وهذا المنتدى يرتاده المدربون وجرى من خلاله استدعاء مدربي المنتخبات الوطنية، ليبدأو العمل مع هذه الفئات كي يؤسسوا لمنتخب قوي من دون الاعتماد على اللاعب الجاهز.
كرة القدم العراقية تسير الى الهاوية، فمن يريد النجاح نسقطه، والمنتج نحاربه، هذا ماجنيناه من عصر الديمقراطية!! أنا يعتصر قلبي الألم لما آل إليه وضع منتخبنا الوطني والمستوى البائس الذي ظهر عليه في هذه التصفيات، وأود أن أطرح سؤالاً هو: هل أن استدعاء اللاعبين إلى المنتخب الوطني يخضع لرغبات بعض المتنفذين في الاتحاد؟ وهل أن التشكيلة يجري وضعها بتأثير خارجي يفرض على المدرب؟ وهل أن التبديلات تخضع لهذه الإرادات أيضاً؟ لا ادري، لكني أسمع ما يشير الى هذه الأمور الغريبة.”
يتابع فليح: “بعد مباراة لبنان، الفقيرة فنياً، بات ملايين العراقيين يتحسرون ألماً ولوعة على فقدانهم فرصة كانت متاحة أمامهم للوصول الى نهائيات الدوحة 2022، لقد كنا قادرين على اقتناص إحدى بطاقتي التأهل مع منتخبات كان أغلبها في متناول يد منتخبنا الوطني قبل سنوات، نعم، لقد فشلنا -قبل اليوم- مرات عدة بالوصول الى النهائيات، لكن ليس بهذا المستوى الفني البائس للمنتخب ولا بالآلية.”
الإدارة الكروية
من جانبه، قال الصحفي الرياضي عبد الكريم ياسر: “نمتلك منتخباً كسيحاً يعتبر الأسوأ في تاريخ الكرة العراقية، إذ لم نتمكن من تحقيق فوز واحد في تصفيات أهم بطولة، الجهاز الفني لا يستحق أن يقود منتخب تنتظر الفرحة منه ملايين العراقيين، إذ لم يستقر على تشكيلة واحدة، بل يغير التشكيلة في كل مباراة.” وأضاف “أن عدنان درجال يتحمل النسبة الأكبر من مسؤولية هذه الكارثة، ثم يونس محمود، وجميع أعضاء الاتحاد الذين عليهم أن يواجهوا الجماهير لتوضيح الأسباب، وإلا فإن سكوتهم هذا لا يعني سوى شيء واحد فقط، ألا وهو المصالح الشخصية وامتيازاتهم التي يحصلون عليها من مناصبهم، دون النظر إلى عشاق كرة القدم الذين يعدون المنتخب بلسماً لجراحاتهم التي أصابتهم بها دهاليز السياسة وما نتج عنها! حتى وإن تغير المنتخب سيبقى الوضع كما عليه، وإذا ما ظلت الإدارة الكروية تتخبط في عملها، فسوف نظل نترحم على أيام زمان، حيث الأمجاد والأفراح على الصعد الكروية كافة.”
حل الفريق هو الأسلم
أما المدرب ثائر عدنان فقال: “المشكلة ليست في خسارة المنتخب أو عدم الصعود إلى نهائيات كأس العالم، المشكلة الحقيقية في هذا الوقت هي هؤلاء الكاذبون وماسحو الأكتاف لمصالح شخصية، الذين يقولون إن هذه هي إمكانياتنا، وهذا هو اللاعب العراقي، ويحاولون بكل الوسائل إيصال ذلك إلى الشارع الرياضي، أسألهم لماذا لم يكن هذا القول والطرح عندما كان المنتخب يخسر مع الاتحاد السابق، ولماذا لم يكن هذا الطرح حين كان يحيى علوان مدرباً، أو راضي أو حكيم شاكر أو باسم قاسم؟ مع حفظ الألقاب.”
التخطيط أساس النجاح
ويقول المدرب عدنان أبو سعدية: “لقد خرجنا من التصفيات وأبعد المدرب الأجنبي من المنتخب، فهل سينجح الفريق في مقبل الأيام؟ لا أعتقد ذلك، فالتخطيط أساس نجاح مهمة أي منتخب كروي، وإذا ما أردنا أن نعود الى الأمجاد، فما علينا سوى تطوير الدوري الكروي، الذي تبرز من خلاله المواهب الكروية التي ربما تعود بكرتنا الى الواجهة بعد سلسلة من الانتكاسات.”