طه حسين – تصوير: واثق خزاعي /
وهو يدخل عامه الثاني بعد المئة لتأسيسه، مازال الجيش العراقي يحقق الكثير من التقدم على مستوى بناء قدراته العسكرية، ولاسيما القوات البرية التي يمتلك العراق فيها أفضل قوات النخبة عالمياً، المتمثلة بالفرقة الذهبية التي كان لها الدور الأساسي في حسم المعارك الكبرى ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
ثمة تحديات كبيرة تواجه الجيش على مستوى الإعداد والتجهيز، ولاسيما في تكنلوجيا الحرب، وقدرته في السيطرة على السماء من دون حاجة لمساعدة خارجية، كما أن الأوضاع السياسية تلقي بتأثيرها على الجيش واستقراره ومَنَعَته.
العراقيون يمتلكون اليوم جيشاً يتحلى بكل معاني البطولة، لكن هناك الكثير من الثغرات يمكن إغلاقها، ولاسيما في ملف الفضائيين، فالفساد إن دخل الجيوش يدمرها من دون أن يكلف الأعداء إطلاقة واحدة.
الجيش العراقي مازال يستند إلى عقيدة راسخة تؤمن بالوطن، فقد خاض رجاله الأشاوس حروباً كشفت عن شجاعتهم وإقدامهم، ولهم مسيرة حافلة بالانتصارات وصولات وجولات في الدفاع عن أرض الوطن والتصدي بوجه الطامعين والحاقدين.
فهو الجيش الذي قارع أعتى قوة ظلامية إرهابية عرفها التاريخ الحديث، المتمثلة بعصابات “داعش”، ونجح بسحقها في وقت قياسي.
تاريخ وحاضر مشرفان
مستشار رئيس الوزراء للشؤون الأمنية والسياسية، الدكتور حسين علاوي، أكد أن الجيش العراقي يمتلك تاريخاً وحاضراً مشرفين، فمنذ تأسيسه في السادس من شهر كانون الثاني عام 1921، وحتى الآن، كانت له مواقف مشرفة في الدفاع عن قضايا وحقوق الشعب العراقي ضد كل القوى التي حاولت النيل من كرامته وعزته، فضلاً عن مساندته ومشاركته الفعالة في غالبية الحركات الثورية التي شهدتها البلاد لتغيير الواقع السياسي والحياتي للشعب العراقي، فيما كانت لهذا الجيش العظيم مواقف بطولية كبيرة في مساندة قضايا الأمة العربية، وفي الدفاع عن الأراضي العربية في فلسطين العزيزة وفي حرب تشرين، ومساهمته الفعالة في الدفاع عن أرض سوريا الحبيبة، ومساندة الشعب والجيش المصريين إبان العدوان الثلاثي على مصر، إذ ما زالت شواهد وقبور شهدائنا تروي قصص بطولات هذا الجيش وتضحياته من أجل نصرة الشعوب المظلومة ضد قوى الشر والإرهاب العالمي.
خطط لتطوير قدراته
وبين علاوي أن الحكومة العراقية تخطط لتطوير إمكانيات وقدرات الجيش العراقي ضمن أولوياتها، وتحرص على تنويع مصادر التزود بالأسلحة المتطورة والحديثة من مناشئ عالمية معروفة عدة، لضمان تفوق قدرات القوات المسلحة على قدرات وإمكانيات العصابات الإجرامية والإرهابية.
وأضاف علاوي أن الحكومة تدعم مشروع تصنيع الأسلحة والأعتدة محلياً من خلال إعادة عمل هيئة التصنيع الحربي، التي باشرت فعلاً بصناعة الأسلحة والأعتدة والمعدات العسكرية، الخفيفة والمتوسطة، -كخطوة أولية- لسد حاجة الجيش العراقي من تلك الأسلحة ولتكون بداية لصناعة حربية متطورة في البلاد من خلال الخطة التي رسمتها الحكومة للوصول بالصناعة الحربية في البلاد إلى مستوى الطموح الذي يؤمن حاجة البلاد من جميع الأسلحة والمعدات الضرورية.
قدرات متطورة
الخبير الأمني، الدكتور فاضل أبو رغيف، أوضح أن الجيش العراقي يمتلك قدرات قتالية عالية المستوى، ولاسيما في الحروب البرية من خلال الخبرة التي اكتسبها على مدار السنين في محاربته للقوى الإرهابية المتمثلة بعصابات داعش، التي تعد من أخطر العصابات الإجرامية وأعتاها، إلا أن قواتنا الأمنية تمكنت من سحقها وهزيمتها في مدة قياسية، لم تتجاوز سنوات قليلة، في حين أن اكثر المتفائلين توقع أن تستمر الحرب لعشرين سنة أو أكثر، لذا فإن عدداً من صنوف القوات العراقية كانت في المقدمة من حيث التصنيفات العالمية لما تمتلكه من قدرات قتالية عالية، كقوات مكافحة الإرهاب -على سبيل المثال- التي هي واحدة من صنوف قواتنا الأمنية المسلحة. مشيراً إلى أن سبب تراجع تصنيف الجيش العراقي ضمن التصنيفات العالمية -بشكل عام- هو بسبب أن التصنيفات تعتمد على عديد القوات، فضلاً عن عديد الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها كالطائرات والدبابات والمدرعات والقطع البحرية وغيرها، التي تحصى ضمن بيانات التصنيفات العالمية.
الحاجة إلى معدات نوعية متطورة
ولفت أبو رغيف إلى أن هذه الإمكانيات التي أشرنا إليها تمكِّن القوات العراقية من تحقيق الانتصار في غالبية المعارك البرية التي تخوضها، غير أن الحروب الحديثة باتت تعتمد بشكل كبير وأساسي على التكنلوجيا، إذ أن غالبية المعارك باتت تحسم من خلال استخدام المعدات والآليات المتطورة تكنلوجياً كالطائرات بدون طيار، والمسيرات، والطائرات الحديثة التي لايمكن كشفها رادارياً، والصواريخ بعيدة المدى التي تصيب أهدافها بدقة عالية، فضلاً عن حروب المعلومات التي تُكسب عادة من خلال امتلاك الجيوش معدات اتصال ذات تكنلوجيا عالية ومتطورة تخوض من خلالها حرب معلومات تمكنها من كسب المعركة من خلال زعزعة صفوف العدو وبث الرعب بين أفراده بإيصال المعلومات الحقيقية والدقيقة عن سير المعركة، لتتمكن من كسب المعركة إعلامياً.
وهذا هو أكثر ما تحتاجه قواتنا المسلحة حالياً لتكون قادرة على إدارة أية معركة والخروج منها منتصرة دون الحاجة لمساعدة أي طرف دولي آخر، كما يحصل الآن من خلال مساعدة قوات التحالف الدولي للقوات العراقية من خلال تقديم الدعمين الجوي والمعلوماتي لقواتنا المسلحة في حربها ضد عصابات داعش الإرهابية.