مجلة الشبكة/
قام السيد عمار الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة رئيس تيار الحكمة الوطني شبكة الإعلام العراقي بزيارة هي الاولى من نوعها لشخصية سياسية بارزة، مباركاً لها وشاكراً منجزها وجهد ملاكاتها، ومقدما العديد من المقترحات وسط نقاش وحديث معمّق عن استحقاقات المرحلة ودور الشبكة في صناعة الرأي العام العراقي ومكانتها داخليا من جهة وكصوت عراقي موجّه الى الخارج من جهة أخرى.
“شبكة الإعلام العراقي مؤسّسة تقف على أرضية صلبة من الإبداع والتاريخ الطويل في صناعة المنجز وتقديم الشخصيات الإعلامية الرائدة”، تلك كانت بداية الحديث للسيد الحكيم، الذي بدأ الزيارة بلقاء رئيس الشبكة الدكتور نبيل جاسم وعدد من مدراء المديريات بمختلف تخصصاتها وعناوينها، كما سلّط الحديث الضوء على مساحات مظلمة من واقع الإعلام العراقي، إذ دعا الحكيم الى إنشاء الجامعة العراقية للإعلام بالتنسيق بين شبكة الإعلام العراقي ووزارة التعليم العالي على أن تكون الجامعة بسياق مختلف، فلا يراد منها إضافة عددية بقدر الحاجة الى إضافة نوعية قادرة على مواكبة التطور الإعلامي الحاصل وتحديث المناهج المختلفة والمعاصرة والتركيز على الموهبة والمهارة، فالإعلام فن، إذ نعيش اليوم مرحلة إعلام الواقع وصحافة المواطن، ما يجعل التحدي مركّبا في صياغة الفكرة وتسويقها وتعزيزها وتحصينها من أخريات قد يبيتنّ على دحضها او ترويضها او القفز عليها.
السيد عمار الحكيم علّل الحاجة الى جامعة إعلامية متخصّصة وحديثة ومتطورة بالقول: إن المعركة معركة إعلامية واقتصادية وقد يكون الإعلام سلاحا لا يقل أثرا وتأثيرا عن الاسلحة البايولوجية، فكل الدول القوية الحاضرة في المشهد السياسي الدولي حاضرة بجزء من ذلك الحضور إعلاميا، ولا ننسى في هذا التعليل مرحلة داعش وكيف لعب الإعلام دورا في مرحلة الاحباط الاولى وكيف لعب دورا أكبر في رفع المعنويات وقلب الطاولة وغيرها حتى حوّلها الى قشور لا قيمة لها وأن الامر محرز بهذا الوصف إذ إن لشبكة الإعلام الريادة في هذا المجال.
ليس عند الجامعة فقط وقفت دعوة السيد الحكيم خلال زيارته للشبكة إنما تعدت لمفاهيم قد يعتقد البعض أنّها بعيدة عن شخصية معمّمة ذات بعد ديني واجتماعي وقد يفاجأ البعض من طرح السيد الحكيم لمبادرة تفعيل الدراما وبناء مدينة الإنتاج الإعلامي؛ فيمكن لمشهد درامي في مسرحية او مسلسل او فيلم هادف معالجة إشكالات تعجز عنها كتب ومؤلفات ومنابر إضافة الى دور الدراما في تعزيز الثقافة العراقية والهوية الوطنية وعكس الصورة الإيجابية عن العراق، نعم ليست كل صور العراق إيجابية لكن ليست كلها سلبية او غير قابلة للمعالجة.
الدراما في اللقاء المعني انتهت لكونها رسالة حياة ورسالة وطن وصناعة ثقافة وحسبها كنموذج الدراما التركية والمصرية والسورية وننتظر بترقب كبير الدراما العراقية الهادفة، وشبكة الإعلام خير من يدير عجلة هذه المهمة.
زيارة السيد الحكيم واقتراحاته لم تقف هنا فقط بل عزّزها بأهمية الاستعداد لصناعة جبهة إعلامية تتصدّى للهجمات الثقافية التي تريد أن تغزو مجتمعات الشرق من زاوية التطور والحداثة والنموذج الحضاري.
فيقف الحكيم طويلا عند ظاهرة المخدرات والمثلية وأخواتها، ويرى أن الحل الاول بصناعة جبهة إعلامية موحّدة، ويقول: لذلك فإن للشبكة مكانة الأخت الكبرى للفضائيات الأخرى وتمتاز بالحياد ومتبوعيتها للدولة العراقية ما يجعلها على مسافة واحدة من الجميع دون منازع او مشكّك ولا سيما أن الاستقرار السياسي يؤهل الشبكة الى التحرك بحرية أكثر.
كما شهدت الزيارة تجوال الحكيم في أروقة الشبكة حيث اطلع على بنيتها وتطورها ووجد الكثير من المتغيرات والمنجزات التي شاهدها وقرأ واقعها في عيون أبنائها قبل غيرهم، الأمر الذي دعا الحكيم إلى دعوة الحكومة للاهتمام بها وفتح نوافذ الدعم لها للانطلاق بشكل أوسع وأفضل؛ لمَ لا وهي المؤسسة الأم التي تتكئ على عراقة تشكيلاتها وعراقية اهتماماتها ووطنية خطابها.
كذلك زار السيد الحكيم ستوديوهات القناة الرياضية واستذكر دورها في رسم ونقل الصورة المغايرة لخليجي البصرة وانتقل الى ستوديوهات القناة العامة والاخبارية ووصفها بأنها ذات المتغير الأكبر قياسا بسابقاتها من السنوات من حيث الشكل والمضمون والسياسة والستراتيجية، الأمر الذي عزّز وجودها ومتابعيها ورؤية أصحاب السياسة والمجتمع لها.
كما لم ينسَ الحكيم الذكرى 87 لتأسيس أقدم إذاعة عراقية فقد كان حاضرا ومهنئا ومباركا وشارك كادرها ذكراهم بباقات الورد وبطاقات الكلام وكعكعة الميلاد، شاكرا لهم دورهم في الحفاظ على الإرث والديمومة والتألق.
وقبل نهاية الزيارة أراد الحكيم ترك بصمته في المكان، فزار متحف الإعلام العراقي وانبهر بما فيه من مقتنيات وأهداه كاميرا قديمة الصنع وثمينة من حيث النوع والقدم.
بعدها غادر السيد الحكيم أسوار الشبكة مبقياً أبواب ونوافذ الدعوات لدعمها واستمرارية استقرارها من خلال دعوة مجلس النواب لإقرار التعديلات الخاصّة بقانونها لتوفير المناخ المناسب لتقدم وتطور أكبر وسط رعاية حكومية لمؤسّسة الدولة وناقل رسالتها الى العالم.
في ختام جولته زار السيد عمار الحكيم والدكتور نبيل جاسم شيخ المذيعين الاستاذ خالد العيداني في منزله للاطمئنان على صحته إذ ألمت به وعكة صحية جعلته طريح الفراش، متمنين له في ذات الوقت الصحة والعافية.
من جانب آخر زار الدكتور نبيل جاسم وعدد من مدراء شبكة الإعلام العراقي الاستاذ والشاعر المعروف حسن المرواني صاحب رائعة “أنا وليلى” في منزله للاطمئنان على صحته والوقوف على متطلباته إن وجدت، زيارة رسمت البهجة على وجه السيد المرواني تثمينا لأصالة محبيه وزملائه الذين كان له الفضل الأكبر في رسم طريقهم المهني ولاسيما المتعلّق منه باللغة العربية بوصفه الخبير اللغوي في شبكة الإعلام العراقي، وتخلّلت اللقاء مساجلات شعرية من عيون الشعر العربي بين المرواني والدكتور نبيل جاسم وباستذكارات شعرية مضيئة للمتنبي والبحتري وأبي العلاء المعري، كما زار السيد رئيس الشبكة المصور محمد كامل خزعل الذي تعرّض لحادث سيارة أثناء الواجب والذي ثمّن زيارة الدكتور نبيل جاسم والسادة المدراء في شبكة الاعلام العراقي .