اياد عطية الخالدي – احمد سميسم – الصور: AfP /
لم تخفِ منظمة الصحة العالمية مخاوفها من مخاطر انتشار فيروس كورونا (كوفيد19)، إلا أن مسؤولي الصحة الدوليين ومن خلال لقاءات على الفضائيات العربية والغربية يشيرون إلى أن نسبة الوفاة بعد الإصابة به لاتتجاوز 2%، أي أقل من نسبة وفيات الإصابة بالإنفلونزا الاعتيادية.
واستناداً إلى المختصين بالمناعة والفيروسات، فإن مراجعة المستشفيات فور ظهور أي عارض بسيط من أعراض كورونا، والتي تشبه في بعضها تقريباً أعراض الإنفلونزا يخفض نسبة الوفيات.
وبمتابعة تقارير المنظمات الدولية خاصة، والصينية عامة، فأن نسبة الشفاء تهدئ المخاوف، لكن على السلطات الصحية في الدول، ومنها العراق، أن تبذل جهودها في توعية المواطنين لتجنب الإصابة به وبتهيئة مراكز الحجر في كل محافظة والوجود المستمر للفرق الطبية في المطارات العراقية والمنافذ الحدودية للفحص الموقعي لكل القادمين، لاسيما بعد أن طوق المرض حدود العراق، وأعلنت الدول المجاورة له عن تسجيل إصابات بفيروس الكورونا المستجد، وأن هناك إصابات سجلت في العراق نقلها العائدون من دول تفشّى فيها الفيروس. ولابد من الإشارة إلى أن الإجراءات الحكومية على الحدود وفي المطارات قد تكون بمستوى خطورة هذا المرض، لكن مخاوف العراقيين بدأت تقل بعد إعلان الحكومة اليومي عن الإصابات الجديدة، علماً أن الأعداد المكتشفة عندنا أقل بالمقارنة مع الأعداد المكتشفة لدول يقل عدد سكانها بكثير عن العراق، ومن بينها الكويت والبحرين. ورغم التحديث اليومي لبيانات وزارة الصحة، فلابد من المزيد من الشفافية في التعامل مع هذا الفيروس الذي يوصف بـ “الذكي جداً”.
الإجراءات
وإذ حظيت التدابير الحكومية العراقية بتقدير منظمة الصحة العالمية بعد اتخاذ قرار حكومي بتعطيل الدوام في المدارس والجامعات مؤقتاً تحسباً لانتشار المرض بين الطلاب، وآخر بتقليص أعداد الموظفين إلى النصف للدوام في دوائرهم، أشرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق ضعفاً في الإجراءات المتخذة في المطارات والمنافذ الحدودية وعدم الالتزام بأوامر خلية الأزمة المشكّلة بموجب الأمر (55) لسنة 2020 بشكل كامل. ورصدت المفوضية قلّة الإمكانيات والمستلزمات المطلوبة لأغراض الفحص والوقاية والعلاج في الموسسات المعنيّة وعدم وجود ستراتيجية محددة للتعاطي مع الموضوع على مستوى المؤسسات والملاكات الطبية.
ويؤكد أطباء عراقيون أن المخاوف هنا لا تنبع من ضغف الإمكانيات، إنما بسبب الفوضى وانعدام الشفافية، فالفيروس يحتاج إلى إجراءات حازمة وشعور بالمسؤولية لدى السلطات والمواطنين معاً، وهنا تكمن العلّة الكبرى.
وبينما يعيش العراقيون على وقع الخوف، وتحاول الشائعات ان تجد بيئة جيدة لنموها، تستنفر دول عديدة جهودها في سباق مع الزمن لإيجاد لقاح لهذا الفيروس.
إجراءات لا تطبَّق!
ويتناقل مواطنون عائدون من إيران قصصاً عن الإهمال والتقصير واللامبالاة لدى السلطات والمواطنين، على حد سواء، ممن تخطوا المعابر الحدودية من دون الخضوع إلى إجراءات فحص، ومن دون أن يعملوا هم على حجر أنفسهم احترازياً لضمان سلامة عائلاتهم كحد أدنى لدرجات غياب الوعي، فيما تحدث آخرون عن تهرب مجموعة أخرى من المواطنين، عادوا إلى البلد بعد عبورهم الحدود بطريقة غير مشروعة، خشية أن يتعرضوا لإجراءات تتخذها في الغالب الدول التي يعود مواطنوها من دول تفشى فيها الفيروس، وحتى المواطنون الذين أعلن عن إصابتهم بالفيروس فإنهم عبروا الحدود وعادوا إلى منازلهم من دون تعرضهم لأي إجراء صحي احترازي، وأن الكشف عن إصابتهم جرى أثناء مراجعتهم للمشافي وإبلاغهم الأطباء أنهم عادوا من إيران.
أولى الإصابات
مع ترحيل الطالب الإيراني الذي سجّل أول إصابة مؤكدة بالفيروس إلى بلده، لا يزال هناك 13 شخصاً يخضعون للحجر الطبي حالياً، جميعهم من طلبة المدرسة الدينية التي كان يدرس فيها المصاب الإيراني في النجف. وحتى إعداد هذا التقرير لم تعلن وزارة الصحة ما إذا كانت نتائج فحوصاتهم سلبية أم إيجابية.
وفيما أغلقت البوابات المؤدية إلى داخل مرقد الأمام علي بن أبي طالب لفترة لغرض تعقيمه، وكذلك المدارس في مدينة النجف، خفّت الأرجل في المزارات والمراقد مع التخوف من انتشار الفيروس، إلا من عائلات قليلة، أعلنت وزارة الصحة عن تشخيص المزيد من الإصابات بين المواطنين في عدد من المحافظات من بينها بغداد وكركوك وواسط والسليمانية (مع دفع هذه المادة إلى المطبعة أصبح عدد الإصابات المعلن عنها هو 35 إصابة مؤكدة وحالتا وفاة في بغداد وثالثة في السليمانية
اجتماعات
وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر في حديث لـ”واع” إن وزارته “أعدت مؤسسات صحية للحجر في جميع محافظات العراق والمنافذ والمطارات والموانئ، وأن ملاكات الوزارة مستنفرة في جميع المحافظات”، مؤكداً “توفير الأجهزة المطلوبة من أجل منع المرض من الانتشار وتوعية المواطنين”.
وأضاف البدر “أن وزارته عقدت اجتماعين مع الجانب الإيراني لمنع وصول المرض إلى العراق، ولاسيما أن لدينا حدوداً واسعة مع إيران”، مشيراً إلى “تنسيق بين وزارتي الصحة في العراق وإيران ومكتب منظمة الصحة العالمية في كلا الجانبين وكذلك المكتب الإقليمي لشرق المتوسط”.
وتحدث عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان علي البياتي الى “مجلة الشبكة العراقية”: إن المفوضية رصدت عدم الالتزام بأوامر خلية الأزمة المشكّلة بموجب الأمر (55) لسنة 2020 بشكل كامل.
كما رصدت قلّة الإمكانيات والمستلزمات المطلوبة لأغراض الفحص والوقاية والعلاج في المؤسسات المعنية، وعدم وجود سياق ثابت معمول به في التعاطي مع الموضوع على مستوى المؤسسات والملاكات الطبية وضعف الدور التوعوي مع غياب الوسائل الإرشادية للمواطن.
وأوصى البياتي بالتعامل السريع والعلمي من قبل كافة مؤسسات الدولة في التعاطي مع المرض والمريض والمواطنين بشكل عام.
وحثّ على الإسراع في إجراء الفحوصات المختبرية للعيّنات المرسلة إلى بغداد (حيث الفحص المختبري حصراً) للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض لضمان عدم إطالة مدة حجرهم في المستشفيات بدون مبرر لتقليل العبء على الدولة وعدم تعريضهم للخطورة أيضاً، مع ضرورة تزويد المحافظات كافة بإمكانيات ومستلزمات فحص المرض مختبرياً.
مشدداً على ضرورة إيلاء أهمية بالغة لحماية كافية وحقيقية للكادر الطبي والصحي من ناحية توفير المستلزمات الوقائية اللازمة وحسب المعايير الدولية، إذ انها تعتبر من أهم أولويات العمل في مواجهة المرض لدى منظمة الصحة العالمية، وبالمقابل توجيه الكوادر كافة للتعامل بمهنية وإنسانية مع من لديه أعراض المرض ومراعاة وضعه الصحي والنفسي وعدم التخوف منه أو إشعاره بأنه منبوذ أو غير مرغوب فيه.
كذلك ضروة التأكيد على كافة المطارات والمنافذ الحدودية بعدم التساهل والتقيد بتعليمات خلية الأزمة المشكلة ومعاقبة من يتسبب بأي خلل أو مخالفة للتعليمات، مع ضرورة تزويد المطارات والمنافذ الحدودية بأجهزة الفحص الكافية والمناسبة والمستلزمات الوقائية للكادر والإرشادات الضرورية.
ودعت المفوضية إلى وضع مبادئ توجيهية علمية وواضحة للكادر الطبي والصحي للتعامل مع المريض (أو من لديه أعراض المرض فقط)، وإرشادات واضحة للمواطن أيضاً للتعامل مع العدوى والمرض من ناحية تخصيص مراكز معينة ومحددة لاستقبال المرضى ومن يعانون من أعراض المرض، وخطوط ساخنة في كافة المدن مع تكثيف البرامج التوعوية والإعلامية لغرض تثقيف المواطن وزيادة الوعي الصحي عن المرض.
إضافة إلى إعطاء أولوية للمواقف ومراكز الاحتجاز والسجون فيما يخص توعية النزلاء ومعالجة مشكلة الاكتظاظ وإنشاء أماكن عزل وحجر خاصة لهم في حالة انتشار المرض، وتوفير المستلزمات الضرورية والعلاج، فقد تكون هنالك خطورة حقيقية من تحول هذه الأماكن إلى بؤرة خطرة للمرض في حال انتشاره.
وشدّدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان على ضرورة إيقاف كل التجمعات لأي سبب كان، الدينية منها والاجتماعية والمدنية والسياسية.
منظمة الصحة العالمية
وحذر ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق أدهم إسماعيل، الأسبوع الفائت، من عدم مضي الاستعدادات لمواجهة كورونا على الوجه الأمثل، واقتصارها على الإمكانيات المتاحة، فيما كشف عن تزويد المنظمة للعراق باللوازم المختبرية ومعدات الحماية.
وقال إسماعيل، في مقابلة متلفزة، “إن ظهور الفيروس في إيران دعانا إلى تنظيم اجتماع في وزارة الصحة العراقية، وتقرر إغلاق المنافذ المشتركة مع إيران والتي يبلغ عديدها 21 منفذاً، خاصة مع قرب موسم الزيارات الدينية”.
ولفت إسماعيل إلى “أن الاستعدادات لمواجهة كورونا في العراق تجري على الوجه الأمثل، لكننا نعمل بالإمكانيات المتاحة، مشيراً إلى أن العراق مرّ بحروب عدّة أثرت على الواقع الصحي، ونحن نعترف بالتدهور الحاصل في النظام الصحي العراقي”.
وأكد أن حرارة الأجواء في صيف العراق، والمعدلات القياسية التي تبلغها درجات الحرارة في الصيف، قد تقلل من قلقنا بتفشي الوباء في البلاد.
إلى ذلك، أبدت منظمة الصحة العالمية التزامها بدعم العراق في حصول الأطفال على جميع اللقاحات اللازمة والآمنة والضرورية للتمتع بحياة صحية.
وقالت المنظمة في بيان لها إنه “على مدى عقود عدة، حرصت منظمة الصحة العالمية على دعم الحكومة العراقية في مجالات صحية عديدة، من خلال اللقاحات الروتينية وأيام التمنيع التكميلية التي تستهدف الأمراض التي يمكن الوقاية منها”.
استعداد
كشف مدير صحة الكرخ، جاسب لطيف الحجامي، عن قيام بعض مدراء الوحدات الإدارية بالتحريض على طرد المواطنين العراقيين المشتبه بإصابتهم بفايروس كورونا خارج مستشفيات دائرتنا خوفاً على أنفسهم وعوائلهم، مهدداً بذكر أسمائهم وفضحهم.
وقال الحجامي، في بيان، “إن بعض مدراء الوحدات الإدارية يحرّضون على طرد المواطنين العراقيين المشتبه بإصابتهم بالمرض أو المحجورين خارج مستشفيات دائرتنا خوفاً على أنفسهم وعوائلهم، وأنهم إذا ما تمادوا في ذلك فسوف أذكر اسماءهم وأفضحهم”.
وطالب مدير صحة الكرخ بدعم العاملين في قطاع الصحة وقال “تعلموا من منتسبي الصحة الأبطال نساءً ورجالاً، الذين يتسابقون في خدمة أبناء وطنهم الذين ابتلاهم الله بالمرض بلا خوف ولا تردد”.
وأكد الحجامي، في حديث لـ”مجلة الشبكة العراقية”: أن الاستعدادات قائمة لمواجهة فيروس كورونا، وأن الوزارة أقامت محاجرَ على الحدود والمعابر الدولية والمطارات، مبيناً أن مستشفى الفرات جُهِّز لاستقبال المصابين بالفيروس.
لجنة الصحة والبيئة
من جهته، طالب رئيس لجنة الصحة والبيئة النيابية، قتيبة الجبوري، الخميس، الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع وصول فيروس “كورونا” من إيران وإغلاق المنافذ الحدودية البرية والجوية والبحرية معها.
وقال الجبوري، في بيان، “نطالب رئيس حكومة تصريف الأعمال وخلية الأزمة ووزارتي الصحة والداخلية وجهاز الأمن الوطني والجهات الساندة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع دخول فيروس كورونا من الجارة إيران إلى العراق”.
الكمّامات
وبينما نقلت “واع”، على لسان المتحدث باسم وزارة الصحة، “أن الوزارة تتابع عن كثب موضوع ارتفاع الأسعار واحتكار الأدوية والكمامات”، توعّد المتحدث بـ”محاسبة كل من يحاول أن يفتعل أزمة من قبل دائرة التفتيش في وزارة الصحة، إذ أن أطباء عراقيين وأجانب أكدوا أن الكمّامات لن تكون مفيدة للحماية من الفيروس، وأكدوا على أهمية النظافة واتباع الإرشادات الصحية”.
وأوضح الطبيب حيدر حسن طارش أن الكمّامات مفيدة إن كان مستخدمها مصاباً بالفيروس أو الإنفلونزا العادية أو من العاملين في المؤسسات الصحية، وأن محاولات شراء المزيد من الكمّامات غير مجدٍ. مبيناً أن الكمّامات العادية قد تكون مضرة إن لم تستبدل بعد نصف ساعة لأنها ستتحول إلى ناقل للمرض بدلاً من أن تحمي منه.
ويشكو العاملون في المؤسسات الصحية الأكثر عرضة للعدوى من الفيروس من انعدام وسائل الوقاية البسيطة، بما فيها الكمّامات.
وناشدوا من خلال “الشبكة العراقية” المسؤولين في الوزارة بتزويدهم بالكمامات والمعدات البسيطة التي تقيهم من الفيروس والتي تفتقر إليها العديد من المستشفيات.
من جانب آخر، ناشد عدد من الممرضات في مستشفيات صحة ذي قار “المجلة” لإيصال أصواتهن إذ أنهن يستخدمن “الكلنكس” على شكل كمّامة لعدم وجودها في المستشفيات، وحتى في الصيدليات، وقد تضاعفت أسعارها بشكل مستهجن وجنوني.
لقاح ضد كورونا
تتسارع جهود العلماء والدول في إيجاد لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، ويموّل العمل في معامل إينوفيو “التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة” (Cepi)، الذي تموله، ويجمع في عضويته، حكومات ومنظمات خيرية من شتى أنحاء العالم.
وأنشئ التحالف في أعقاب تفشي فيروس إيبولا في غرب إفريقيا، وذلك لتوفير التمويل لتسريع عملية تطوير لقاحات للأمراض الجديدة.
وتقول الطبيبة ميلاني سافيل، مديرة أبحاث وتطوير اللقاحات في التحالف، إن “المهمة هي التأكد من أن الأمراض المتفشية لم تعد تشكل تهديداً للبشرية، وتطوير لقاحات للأمراض المعدية الجديدة”.
المسيطر الجزيئي
ويموّل التحالف برنامجين آخرين يطوران لقاحاً لفيروس كورونا الجديد.
وكشفت منظمة الصحة الدولية أن جامعة كوينزلاند تعمل على إنتاج لقاح “المسيطر الجزيئي”، والذي تقول إنه “يتيح إنتاج لقاح على نحو سريع ومحدد في مواجهة مسببات أمراض فيروسية عدة”.
كما انضمت شركة مودرن إنك في ولاية ماساتشوستس إلى المعهد القومي الأميركي للحساسية والأمراض المعدية لتسريع أبحاثها.
وتنسق منظمة الصحة العالمية الجهود الرامية لإنتاج لقاح جديد. وتقول المنظمة إنها تتابع تقدم عدد من المنشآت البحثية، بينها ثلاثة مراكز يدعمها التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة.
وعلى الرغم من تسريع الجهود المبذولة للتوصل إلى لقاح لهذا الفيروس الجديد، لا يزال البحث في مرحلة مبكرة في جميع المرافق التي تتسابق لإيجاد لقاح جديد. وعادة ما تستغرق التجارب السريرية وقتاً طويلاً، ويفضل إجراؤها في محيط تفشي المرض.
ولا توجد ضمانات بأن أياً من التصميمات الحالية ستكون آمنة وفعالة بدرجة كافية لاستخدامها على المصابين في الصين.
تقول آنا ماريا هيناو-ريستريبو، المسؤولة في برنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، “لقد طورنا إطاراً لتحديد اللقاحات المرشحة التي يجب اختبارها أولاً”.
ومن المتوقع أن تقرر منظمة الصحة العالمية أي لقاح سيتم اختباره على البشر أولاً في الأيام المقبلة.
وأعلنت شركة إينوفيو أنها ستتعاون مع شركة للتكنولوجيا الحيوية في بكين يمكنها المساعدة في إدارة التجارب البشرية التي من المقرر أن تبدأ في الصيف.
ثق بجهازك المناعي
وأكدت الدكتورة رغد السهيل- دكتوراه مناعة وفيروسات والأستاذة في كلية العلوم- جامعة بغداد، في حديث لـ “الشبكة العراقية”، على ضرورة ترك المخاوف والرعب غير المبرر من الفيروس، مبينة “أن هناك خلية ملكة عظيمة داخل جسمك تسمي الخلية البلعمية phagocytic cell موجودة في دمك وفي الأنسجة وفي الأعضاء أيضاً، في كل مكان هي موجودة معك، إنها الملكة في المناعة، مهمتها ابتلاع كل الميكروبات لتفتتها وتطحنها إلى فتات داخلها فتقضى عليها. ليس هذا فحسب إنما ترسل الأوامر والرسائل لباقي الخلايا لتطلق صواريخها ورصاصها على المعتدى الذي ينتهك حرمة جسدك..طبعا الآلاف منها موجودة داخل جسمك. انظر لشكلها لتعرف أنها ليست بسيطة أو سهلة في الحروب! إنها أساس المناعة. أنا شخصياً أحب هذه الخلية جداً.. لكنها رقيقة تتأثر بانفعالاتك فتتعطل.. امنحها الثقة والغذاء لتمارس مهمتها فقط.. لله ما أبدع في خلقه”.
من جانبه، أكد الطبيب في وزارة الصحة حيدر حسن طارش “أن فيروس كورونا لايحتاج إلى أموال طائلة لمواجهته قدر الحاجة إلى مواطن مسؤول، وملتزم، ومثقف صحياً، وإلى سلطة تنهض بواجباتها بمسؤولية أخلاقية ووطنية. وإذا كنا غير قادرين على خلق سلطة بهذا المستوى، فإن علينا أن نتكاتف ونتحمل المسؤولية. من يشعر بأعراض الفيروس فليحجر على نفسه ويحفظ أهله وأقاربه وجيرانه وأصدقائه من العدوى. ومن نجح بعبور الحدود دون تفتيش بطريقة قانونية، أو غير قانونية فعليه أن يراجع نفسه، وعلى المقربين منه أن يقدموا له النصائح”.