منتحلو الشخصيات.. بين الهروب من الجهات الأمنية والاحتيال عليها!

إياد الخالدي /

حتى قبل أن تتمكّن قوة من استخبارات وزارة الداخلية في كركوك من مداهمة منزله وإلقاء القبض عليه بتهمة انتحال صفة دولية وتزوير وثائق، كان المتهم الذي يقدّم نفسه بصفة عضو المحكمة الدولية لحل المنازعات الدولية، وممثل المحكمة التركية لحل المنازعات، يعقد اجتماعا مع شخصية سياسية بارزة.
الشرطي الذي انتحل صفة قاض في المحكمة الدولية للمنازعات، عرّف بنشاطاته المتعدّدة والمتنوعة وتظهر صور وفيديوهات نشرها على صفحاته المتعددة على الفيسبوك أنَّه التقى عشرات الشخصيات السياسية والعسكرية والبرلمانية، وأقام عدة تجمعات ومؤتمرات حضرتها شخصيات سياسية بارزة، وأينما حلَّ الرجل حظي بحفاوة وترحيب كبيرين.
ويقول أحد المقربين منه: “لا أدري كيف أقنع الآخرين، لا سيما الذين كانوا يعرفون أنَّه كان شرطيا وبأنَّه نال الدكتوراه وهو بالكاد يعرف الإملاء، ولا أدري لماذا لم يخفّف من نشاطاته وتدخلاته بكل شيء بل وانتقد رئيس المحكمة العليا”، ويضيف “الا أنَّه كان مضبوطا في التعيينات وإن كانت المبالغ التي يطلبها عالية جدّاً”!.
وكان المتهم بحسب مقربين أيضاً يجادل في القرارات التي تصدرها المحاكم، وعلى الرغم من عدم اقتناعهم بآرائه فإنَّهم يتسابقون على كسب وده لا سيما أولئك الذين يبحثون عن وظائف لهم ولأولادهم، فقد ذاع صيته بتعيين أعداد من الباحثين عن عمل بوظائف حكومية وأمنية، مقابل مبالغ كبيرة تمثّل مصدراً أساسياً للأموال التي يجنيها.
وفي صفحته على الفيسبوك، يعلن القاضي المزعوم بين حين وآخر أنَّ محكمة المنازعات الدولية التي ترأسها أصدرت حكما لصالح شركة متنازعة مع دولة، وأنَّها حكمت ببراءة جهة من تهمة ما، ويعلق أحدهم: “اذا كان هذا القاضي الذي تصدر محكمته أحكاما دولية تدين وتبرئ وتحكم في المنازعات الدولية، فمن المؤكد لو كنت مسؤولا واعرف نفسي غاطس بالفساد، قطعا اقدم له ايات الاحترام مخافة ان يدور الزمن وتحال قضايا المسؤولين الفاسدين الى المحاكم الدولية وسأحتاج مساعدته”..) لكن هذا ما حدث في الواقع، إذ يظهر حرس مؤسسة حكومية وهم يؤدون التحية العسكرية للمتهم بينما يهم بدخول تلك المؤسسة للقاء مديرها، وقد نشر المتهم تلك الصورة في صفحته على الفيسبوك التي توثّق نشاطاته اليومية، والقرارات التي تصدرها محكمته، لا بل إنَّ المتهم بانتحال صفة قاض في المحكمة الدولية للمنازعات، منح باحثين مثله في دول أخرى شهادات وإصدار قرارات تمنحهم صفة العضوية في محكمة النزاعات الدولية في مقرها المزعوم في لندن ولعل آخرهم شخص تونسي، يعلن حصوله على عضوية المحكمة ويقدّم الشكر للمتهم على دعمه.
وبحسب مقالة ركيكة ومليئة بالأخطاء نشرها شخص يزعم أنَّه كاتب وصحفي، تحدّث فيها عن مسيرة وكفاح المتهم بقضايا حقوق الإنسان، وقال فيها إنَّ المتهم نال شهادته العليا من الجامعات المصرية، وبجانبها صورة التقطت بتجمع اعتاد المتهم أن ينظمه في عدد من العواصم العربية، وينشره كنشاط له في صفحته على الفيسبوك.
ولكي يدلل المتهم أنَّه قاضٍ فقد نشر على صفحته صوراً مع قضاة من دول أخرى، ويقول مقربون إنَّه كان يقدّم نفسه لهم كقاض في محكمة لتسوية النزاعات الدولية، ومن الطبيعي أنَّهم يستقبلون زميلاً لهم، ويلتقطون معه الصور التذكارية، وهذا هو ما يريده، حتى أنَّ بعض مقربيه يؤكدون أنَّ الرجل كان قد عاش الدور وأنَّه بات يتصرّف كرجل قضاء، لكن مستواه العلمي كثيرا ما يفضحه.
ظاهرة دولية
والواقع أنَّ قصص انتحال الشخصيات مثيرة، ولا تقتصر على بلد دون سواه، وينتحل الناس في المجتمعات العربية وظائف أمنية وعسكرية، بالنظر لما يتمتع به منتحل هذه الشخصية التي يكفي أن يرتدي زيها العسكري من هيبة وتقدير وخوف أيضاً، ما يدفع الجهات القابلة للابتزاز على الرضوخ له، وفي الواقع أنَّ قصص انتحال صفة ضابط بالجيش شائعة في المجتمعات العربية، لكنَّ بعضها مثير ولافت ومنها، نجاح أحدهم في مصر بانتحال صفة ضابط، بهدف الزواج من فتاة، إذ يرحّب الأهل باقتران بناتهم بضباط الشرطة والجيش، وقد ظلّ هذا الشخص يخفي عمله الحقيقي عن زوجته وأولاده على مدى عشرين عاما، وأظهرت صور متعددة له أنَّه كان يرقّي نفسه برتبة أعلى وفقا للسياقات العسكرية كأي ضابط، ولم يكتشف أمره، الا بعد أن أقام حفلة إحالته على التقاعد في أحد الفنادق.
أشهر قضايا الانتحال
وتعد عملية الانتحال التي نفّذها التونسي من أصل يهودي جيلبير شيكلي، أشهر قضايا الانتحال دهشة وإثارة التي تناولتها الصحافة في العالم.
وقد عمد شيكلي إلى إيهام ضحاياه بأنَّه وزير الدفاع الفرنسي لودريان، وكان يطلب منهم أموالا لدفع فديات من أجل تحرير فرنسيين مختطفين في منطقة الشرق الأوسط، مُركِّزاً على أن يكون تحويل هذه الأموال محاطا بأعلى درجات السرية، لا سيما أن سياسة باريس قائمة على عدم دفع فديات لتحرير الرهائن الفرنسيين.
وأطلق شيكلي شرارة احتياله عام 2015، وواصل طريق النصب متجاوزاً شكوك المحققين الفرنسيين الذين تلقوا عدة بلاغات ضدّه.
واعتمد شيكلي في احتياله على طريقة الاتصال بأثرياء فرنسيين وغير فرنسيين، بواسطة شخص يدّعي أنَّه من كبار مساعدي لودريان، مهمته ترتيب موعد عبر برنامج “سكايب” مع الوزير المزعوم. ولإتمام مشهد الاحتيال، جهّز شيكلي مكتبا مشابها في فخامته لمكتب الوزير، ووضع فيه علم فرنسا، وصورة الرئيس الفرنسي – حينها – فرانسوا هولاند، مع الاستعانة بإضاءة خافتة لضمان رؤية منخفضة تشوش على من يحادثونه.
وكاد غي بيتروس لينياك، أحد أباطرة صناعة الخمور في فرنسا، أن يقع فريسة لشيكلي، لولا أن الأخير طلب مبلغا ضخما للغاية، رفض لينياك تقديمه.
وقال ملك الخمور الفرنسية: “لقد بدا (خلال مكالمة سكايب) وكأنَّه لودريان وطلب مساعدتي كخدمة من أجل الوطن. الأمر مخيف لأنَّني كنت سأوافق لو طلب مني مبلغا أقل مما طلب”.
يفتش الجيش ويعيّن أمراء أفواجه
وفي الغالب أنَّ منتحلي الصفات العسكرية يحاولون تحاشي الجهات العسكرية، خشية اكتشافهم، لكن منتحلاً لصفة مستشار عسكري لرئيس الوزراء برتبة لواء ركن يسكن منطقة الطوبجي في بغداد، ألقي القبض عليه العام الفائت بعد متابعته من قبل خلية الرصد والمراقبة، كان يمارس الاحتيال على جهات عسكرية، فهو يزور القطعات في الشمال والجنوب، ويقوم بتفتيش الفرق العسكرية المنتشرة في البلاد ويلتقي بقادة كبار في الجيش.
وتظهر صورٌ على صفحة المتهم على الفيسبوك جولاته في مختلف القواطع، كما يظهر في صورة أخرى وهو يتجوّل فيها بالاهوار بحماية قوات عسكرية، ولم تقتصر لقاءات هذا المتهم على القادة، بل كان يحرص على لقاء المحافظين والمسؤولين وشيوخ العشائر، وقد استغل عمله هذا في جني الأموال من خلال قيامه بنقل ضباط من قاطع إلى آخر، وإلى التوسط لدى قادتهم لتسليمهم مهام آمرية الألوية والوحدات، ومن خلالهم نجح بتعيين الجنود في الجيش مقابل مبالغ مادية، وبنى شبكة علاقات مع الضباط، استغلها لتحقيق مكاسب مادية.
وتكشف مصادر مطلعة عن أنَّ المتهم انتحل صفة مستشار برتبة لواء ركن، على الرغم من أنَّه لم يكمل دراسته الابتدائية، وأنَّ مواطنين ساهموا بالإبلاغ عنه قبل رصده وإحالته إلى القضاء بتهمة انتحال صفة أمنية.
ويكشف مقربون من المتهم عن أنَّه واظب على اللقاء بقادة الجيش والأمراء، وكانوا يشعرون بالارتياح بمجرد أن ينقل لهم تحيات رئيس الوزراء، ويتبارون في ما بينهم لتحقيق طلباته.
وقد تمادى المتهم بانتحال صفة مستشار رئيس الوزراء بعد أن وجد نفسه في بيئة تسودها الفوضى إذ كان يعقد اجتماعات مع كبار الضباط، وقام بتفتيش القطعات العسكرية المنتشرة في محافظتي الأنبار والموصل.
ويعلّق أحدهم سمعنا أنَّ من ينتحل هذه الصفات يحاول أن يتحايل من خلالها على مواطنين فقراء، لكن أن ينتحل صفة حتى يحتال على مؤسّسات رسمية أمر لم نسمع به من قبل.
انتحال صفة الأطباء
وتعدّ مهنة الطب من المهن التي تغري كثيرين بانتحالها، وفتح عيادات خاصة لهم يزعمون فيها أنَّهم أطباء، بهدف الكسب المالي، وفي الأسبوع الفائت سقط شخص ينتحل صفة طبيب في الموصل بأيدي مفارز الأمن الوطني التي ألقت القبض عليه، بينما كان يمارس عمله بكل أريحية في عيادته المكتظة بالمراجعين.
وتقول المصادر الأمنية بالمحافظة إنَّ الشخص المنتحل لديه عيادة في حي النور ويصرف الوصفات الدوائية للمراجعين والمرضى خارج الضوابط والتعليمات والقانون، ويمارس هذا العمل منذ عام ونصف العام.
وأضاف المصدر: بعد التحقيقات الأولية اعترف بفعلته واعترف بأنّه حاصل على شهادة ثالث متوسط فقط.
وتعلّق إيمان طاهر وهي مواطنة كانت تزور الطبيب، “كان الله في عوننا، لا أعرف ماذا أفعل، كنت أراجعه منذ عام ووصف لي علاجاً لضغط الدم”.
وتضيف “كان المراجعون يقبلون على عيادته ليس لأنَّ كشفيته قليلة، بل لأنَّه يهتم بنا، ويسألنا كثيرا، على العكس من بعض الأطباء الذي يريد أن ينتهي منك كي يستقبل الآخر”، وبسخرية يتساءل حميد إبراهيم “هسه لازم نطلب من الطبيب منا وجاي يطلع صورته من جان بالجامعة لان الشهادة مو ثقة هم تزوّر، أرواح الناس مو لعبة”!
سفراء الإنسانية!
وعلى الرغم من أن صفة سفراء الطفولة والسلام ليست وظائف حكومية، لكن دعادتها ازداد عددهم، وتشير العديد من المؤشرات إلى أنَّ أغلب من ينتحلون هذه الصفات يمارسون أعمالهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما الفيسبوك وتوتير.
ويقول المحامي يعقوب يوسف إنَّ أغلب من ينتحل صفة سفير، لا يدرك أنَّه يمارس فعلا يعاقب عليه القانون، وقد تصل أحكامه إلى السجن لعشر سنوات وغرامات مالية كبيرة.
ولفت إلى وجود تسميات ما أنزل الله بها من سلطان كسفير الإنسانية وسفير الحب والسلام، وسواها من التسميات، التي يحاول أصحابها إضفاء نوع من المنزلة الاجتماعية على أنفسهم.
وأعرب عن استغرابه لأنَّ جهات حكومية وشبه حكومية تتعاون مع منتحلي هذه الشخصيات من دون أن تتأكد من مزاعمهم، ومن أين حصلوا على هذه الصفات التي تتيح لهم ممارسة بعض الأنشطة غير القانونية.
والواقع أنَّ الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها هي التي تلجأ إلى التعاون مع شخصيات عامة لها مكانة في منطقتها للقيام ببعض الأعمال الإنسانية، وتمنحهم صفة سفير كـ(سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة) وهو تكليف تشريفي لمشاهير العالم من قبل المنظمات المختلفة للأمم المتحدة، وهي ليست صفة سياسية دبلوماسية كالتي يحملها سفراء الدول المختلفة لدى الدول الأخرى. وأهداف هذا التكليف هو المساعدة في دعم مختلف القضايا التي تعالجها الأمم المتحدة؛ سواء كانت اجتماعية أو إنسانية أو اقتصادية أو متعلّقة بالصحة والغذاء. فالغرض من استخدام المشاهير أن شهرتهم تسهم في نشر الوعي والدعم تجاه هذه القضايا. ويمكن لهذا التكليف أن يكون على مستوى دولي أو إقليمي أو محلي في نطاق دولة الشخصية الشهيرة. ومن الشخصيات التي حصلت على لقب سفير من قبل الامم المتحدة الممثلة انجلينا جولي والمطرب كاظم الساهر والممثل عادل إمام.
وتروي زميلة أن شخصا رفض الانصياع لإشارة رجل المرور، طالبا منه فسح الطريق أمامه، لأنَّه سفير، وعندما سأله رجل المرور، سفير في أي بلد أنت؟ فأجابه سفير في العراق، وعندها لم يتمالك الشرطي من إطلاق ضحكته والسخرية من ذلك الشخص العراقي والسفير في العراق ويسوق سيارة برقم غير ديبلوماسي، ليجيبه الشخص بعصبية: “أنا سفير الإنسانية”.
رأي رسمي
ويرفض الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء خالد المحنا تسمية عمليات انتحال الشخصيات لا سيما الأمنية بالظاهرة، مبينا أنَّها تصرفات فردية، يجري رصدها ومتابعتها من قبل الأجهزة الأمنية العراقية بتعاون مع المواطنين، ونتفق معه في هذا الرأي.
ظاهرة عالمية
ويضيف اللواء المحنا لمجلة الشبكة العراقية إنَّ عمليات انتحال الشخصيات كانت موجودة، ولا ترتبط بوضع سياسي وعسكري، فهي تجري في أكثر الدول أمنا واستقرارا، وأنه بنفسه ألقى القبض على شخص مصري قبل العام ٢٠٠٣ كان ينتحل صفة طبيب، كما أنَّ أجهزة الأمن كانت تلقي القبض باستمرار على شخصيات تنتحل صفات عسكرية وأمنية.
ويؤكد اللواء المحنا أنَّه على الرغم من عدم وجود إحصائيات بشأن أعداد المنتحلين لصفات أمنية وحكومية، فإنَّ المعطيات تؤشر أن غالبية المقبوض عليهم كانوا ينتحلون صفات أمنية وعسكرية بهدف الابتزاز وتحقيق مكاسب أمنية.
ويدعو المحنا المواطنين للإبلاغ عن كل من يشكّون بأنَّهم ينتحلون الشخصيات، مبينا أنَّ التحقيقات كشفت عن أن عددا كبيرا من المنتحلين للشخصيات يمارسون الخداع والتضليل باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وانتحال صفات ومسميات، تدفع البعض إلى الوثوق بهم.
وبحسب المادة ١٦٠من قانون العقوبات العراقي المعدل يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على عشر سنوات كل من انتحل وظيفة من الوظائف العامة أو من وظائف القوات المسلحة، أو قوى الأمن الداخلي، أو الأجهزة الأمنية أو الاستخبارية أو تدخّل فيها أو أجرى عملاً من أعمالها أو من مقتضياتها بغير حق وذلك دون صفة رسمية أو إذن من جهة مختصة .
وإذا كان المنتحل ارتكب جريمة التزوير أو استعمال المحررات المزورة وثيقة أو هوية تعود إلى القوات المسلحة أو قوى الأمن الداخلي أو الأجهزة الأمنية أو الاستخبارية، عُدّ ذلك ظرفا مشدّدا.
رأي علمي
وتقول حلا العمير المختصة بعلم النفس للمجلة، إن هناك دوافع عديدة ليس من بينها التكسب تدفع بعض الأشخاص إلى انتحال صفات وشخصيات حكومية، من بينها إنَّهم يحاولون تعويض إحساس داخلي بأنَّهم غير مهمين، وأنّ بعضهم يسعى إلى الحصول على مكانة في محيطه ومجتمعه، وهناك من كان يحلم بأن يعمل في مهن وصفات الشخصيات التي انتحلها، ولهذا فهم ينجحون بتقمّص هذه الشخصيات؛ سواء الأمنية او الوظيفية الأخرى، ولا نستغرب اذا ما سمعنا أن أحدهم تقمّص دور طبيب وأعطى وصفات طبية عالجت بعض الناس، أو حتى أنَّهم يجرون عمليات بسيطة، لكن بالتأكيد أن هذا النجاح محدود وهو بالتالي يدفع إلى أعمال وتصرفات خطيرة تلحق الأذى بالأفراد والمجتمع.
وتبيّن العمير أن انتحال الشخصية يندرج تحت أنواع الاضطراب النفسى الشديد، ويمارسه الأشخاص ممن تعرّضوا إلى فشل وصدمات نفسية عنيفة أو أشخاص يعانون ما يمكن تسميته بالحرمان الاجتماعي، مثل الفشل في الحصول على وظيفة او مكانة او منصب مما كان يتطلع إلى تحقيقه لكنَّه ولأسباب عديدة لم يفلح في بلوغها، فلجأ إلى تعويض الفشل بانتحال الشخصية التي كان يحلم بها وهو أمر ناجم عن إحساس بالنقص المتولد لديه، وهذا النوع يعد الأكثر شيوعا بين المهووسين بمرض الانتحال ممن يدعون شخصيات أخرى مغايرة عن شخصياتهم الحقيقية.
وبالطبع هناك نوع آخر ممن ينتحل الشخصيات لم يتحصل على مؤهل جامعى متميّز، ولكنَّه ينتحل شخصية الطبيب أو الضابط سعيا نحو جني المال، وذلك النوع ينطبق عليه وصف الشخصية السيكوباتية التى تعانى أعراض السلبية واللا مبالاة وعدم الاكتراث حيال تصرفاتها مع الآخرين، وهنا يقوم بتزييف هويته الحقيقية منتحلاً شخصية أخرى لتحقيق أغراضه حتى ولو على حساب غيره.