رجاء الشجيري /
الموضة وروادها من مصممين وصحفيين ومصورين، كانت ومازالت الشاغل الذي لا يُمل لدى المشاهير والبسطاء على السواء. ثمة أفلام وثائقية تتحدث عن سير حياة مصممات وصحفيات كتبن في مجلات الموضة وكذلك عن مصوري الموضة والأزياء فكانت باكورة هذه الأفلام كالآتي:
بداية البحث مع الفيلم الوثائقي “the september lssue” وهو يأخذنا الى رحلة كواليس مجلة “فوغ” ورئيسة تحريرها “آنا وينتور” وهي تحضر عدد أيلول ٢٠٠٧ وأجواء الضغط والجهد الذي يتطلبه العدد، كذلك سحر أجواء النجوم والمصممين العالميين أمثال اوسكار دي رنتا، وجان بول غوتييه، وكارل لاغرفيلد، وفيرا وانغ وغيرهم..
كانت آنا ابنة عائلة غنية، والدها مدير تحرير جريدة بريطانية عريقة، وقد تنبأ لها بالنجاح في عالم الأزياء والكتابة معاً.. وشجعها على ذلك لتترك الجامعة بدورها وتعمل بائعة ملابس في المتجر الشهير harrods وتتلقى دروساً في الأزياء فيه أيضاً، كانت تراقب سوق الموضة وتحركاته واحتياجاته، لتخلق بذكائها وتمردها ما كانت عازمة عليه في تغيير الملابس التقليدية، ولكنها لم تترك الصحافة، فقد كانت تساعد والدها وتتعلم منه وتغطي الأحداث الشبابية في الستينيات، بعد ذلك قررت اختيار عالم صحافة المجلات دون الصحف، حتى أصبحت رئيسة تحرير مجلة “فوغ” عام ١٩٨٨، وقد غيرتها جذرياً وكسرت المفاهيم التقليدية في صحافة مجلات الموضة، وقررت طرح صيحات جريئة وبسيطة بعيداً عن التكلف، وغيرت شكل المجلة وتصميمها، واهتمت كذلك بالغلاف. كتبت غريس كودينجتون، محررة موضة، في مذكراتها أن غلاف مجلة فوغ الذي اهتمت به آنا “هو دعم الموقف الديمقراطي الجديد سواء أكان قوياً أم ضعيفاً حول ارتداء الأزياء وأضاف إليها روح الشباب المندفعة بشكل أنيق فضلاً عن أنه زينها بالطاقة المليئة بالثقة ودفع بالمجلة للأمام”.
استعانت وينتور بعارضات أزياء غير معروفات ولا مشهورات، وكانت تمزج في الأزياء التي تنتقيها لهن بين القطع الغالية وتلك الأقل ثمناً لتؤكد أن الموضة الراقية يجب أن تكون متاحة للجميع.
وكان من الملفت أثناء مشاهدة الفيلم الوثائقي عنها وجود الممثلة “ميريل ستريب” التي زارتها لأنها كانت تريد أن تتقمص وترى دور هذه الشخصيات المؤثرة في عالم الأزياء، وهذا يؤكد ما أنكرته مؤلفة رواية فيلم The Devil Wears Prada الذي كان من بطولة ستريب وهي تمثل فيه دور مصممة أزياء عالمية مشهورة إذ أنكرت أن الفيلم كان عن آنا…
في حين تحدث الفيلم الوثائقي “العين يجب أن تسافر” عن ديانا فريلند، وهي من أهم شخصيات الموضة وقد عملت في مجلتي “هاربر بازار” و”فوغ”، الفيلم يروي أفكارها وتأثيرها في عالم الموضة طوال القرن العشرين، وهو من إخراج “ليزا اموردنو” وفيه التقت المخرجة بـ٦٠ شخصاً لإنجاز هذا الفيلم الذي قدم سيرة حياتها.
تقول ليزا عن ديانا “هي مرجع مهم وإحدى الرائدات في الموضة، تميزت بحسها الفني المنفرد وقد كانت سبقت زمانها بأفكارها، فمصطلح رئيسة تحرير في الموضة لم يكن موجودا قبلها بل ظهر بفضلها بعد ٢٤ سنة قضتها في مجلة “هاربر بازار”.
يشتمل الفيلم على تسجيلات معها شخصياً ومع عائلتها وأصدقائها المقربين، ويظهر كيف تمكنت فريلند من إنزال مجلات المودة البراقة من أبراجها العالية ونخبويتها حتى جعلتها مجلة متاحة للجميع وهي تواكب التغييرات الاجتماعية والثقافية والفنية في عصرها…
ملكة الموضة كوكو شانيل
أما شركة Ma Drogue A Moi فقد أنتجت فيلماً وثائقياً عن سيرة حياة ملكة الموضة الأشهر “كوكو شانيل” التي تحولت من طفلة يتيمة في ملجأ الى أغنى وأشهر امرأة موضة في العالم، كوكو التي سحرت العالم بشخصيتها وتصاميمها، كانت تعشق الحرية وتطلقها في ملابسها دون المشدات والموديلات الضيقة، الفيلم يعرض منافستها آنذاك أيضاً الإيطالية “سكيا باريلي” التي كانت أشهر مصممة أزياء في الثلاثينات وتميزت بإحساسها الفنتازي وروح المرح والدعابة في عصر الكساد والجمود. كما تضمن الفيلم مشاهد تسجيلات لكوكو وسكيا وهما تتحدثان عن حياتهما مع متحدثين في مجال الموضة عنهما..
أما عن مصوري الموضة فكان الفيلم الوثائقي الأمريكي “بيل كانينغهام نيويورك” الذي يروي سيرة مصور الموضة والأزياء في صحيفة نيويورك تايمز “بيل كانينغهام”، صدر الفيلم عام ٢٠١٠ وهو من انتاج فيليب جيفتر وإخراج ريتشارد يريس، ويسرد أبرز ما تميز به بيل، إذ عرف عنه أنه كان يصور المشاهير والفنانين في الشوارع دون الإذن منهم، كما أنه أسهم في خلق بصمة خاصة به عبر توثيق اتجاهات الموضة بكامرته…