ارتبطت بأغاني الشجن والحنين المقامات الشرقية.. التراث الذي شكل هوية موسيقانا

بغداد / عادل مكي/
الموسيقى العربية جزء لا يتجزأ من الثقافة والتراث العربي الزاخر بالجمال، وهي أصيلة تمتاز بتنوعها وثرائها، فهي تعتمد على نظام موسيقي معقد يشمل المقامات الموسيقية والطربية (ذات نغمات خاصة)،

هذه المقامات تُعزف على مجموعة واسعة من الآلات الموسيقية التقليدية مثل العود والقانون والناي والرق، ثم اضيفت لها بعد التطور الزمني (الكمنجات) و(الأوركنات) و(الجلوات) و(الكيتارات)، وآلات النفخ الهوائية العديدة بعد أن جرى الانفتاح على العالم الغربي.
تعتمد الموسيقى على المقامات الموسيقية العربية أو الشرقية التي تفيض بالعاطفة والتعبير الشخصي، التي استخدمت للتعبير عن مشاعر الحزن والفرح والسعادة والأمل والحنين والوجد والفقد والرحيل. إذن، فهي متجذره وعميقة الأصول، لأن إرثها الحضاري إرث فني كبير عميق الجذور، إذ يرتبط كل مقام موسيقي عربي بمزاج وعاطفة معينة.
ولفهم كل مقام غنائي موسيقي، يتطلب الأمر دراسة مستفيضة للموسيقى والتقاليد الموسيقية التي ترتبط بها.
تكمن صعوبة حفظ المقامات الغنائية العربية في عوامل عدة، منها (تعدد المقامات)، إذ إن لكل مقام خصائصه ونغماته الفريدة، ما يجعلها تحتاج إلى جهد لتذكرها وتمييزها. هناك أيضاً (التغيرات الدقيقة) إذ يمكن أن تختلف المقامات الغنائية بتفاصيل صغيرة، ما يتطلب انتباهاً دقيقاً وتركيزاً عند تحديدها وتنفيذها، ثم الجمع بين النغمات والإحساس بها، بالإضافة إلى معرفة النغمات الصحيحة لكل مقام، يحتاج المغني أيضاً إلى القدرة على نقل الإحساس المناسب لكل مقام من خلال صوته وأدائه في التدريب والتجريب، ما يتطلب حفظ المقامات الغنائية العربية، إذ إنه يحتاج الى الكثير من التدريب والتمارين المستمرة لتعزيز ذاكرته الموسيقية وتطوير مهاراته الصوتية.
وفيما يلي أبرز المقامات العربية وألوانها وخصائصها:
مقام (الحجاز)
وهو من المقامات العربية الأصيلة التي استخدمت بشكل كبير في أغانٍ مثل (بحلم بيك) لعبد الحليم حافظ، و(أنا بانتظارك) لأم كلثوم، وأغنية (فوك النخل) لناظم الغزالي، وأغنية (سالفتي صمتي) لرياض أحمد. كذلك يستخدم هذا المقام في الأذان.
مقام (البيات)
غنت فيه فيروز أغنية (سألوني الناس)، وأم كلثوم في (حب إيه)، ورياض أحمد في (آن الأوان ومابعد رجعة)، وعبد الحليم حافظ في أغنية (سواح)، وأغنية (ربيتك ازغيرون حسن ليش انكرتني)، وأغنية (ياصياد السمج صدلي بنية)، ويعتبر هذا المقام من أجمل المقامات العربية.
(مقام الكرد)
غنت فيه أم كلثوم أغنية (حب إيه) و(انت عمري) و(حيرت قلبي معاك)، وفيروز في (نسم علينا الهوى). يصلح هذا المقام للأغاني الثورية.
(مقام الصبا)
هو مقام الحزن واللوعة والاحتراق والبكاء. غنى فيه محمد عبدة أغنية (الأماكن)، وأم كلثوم (هو صحيح الهوى غلاب).
(مقام النهاوند)
هو مقام السلطنة والتطريب. غنى فيه رياض أحمد أغنيته الشهيرة (مرة ومرة) وأغنية (واجب بالروح اشريك)، وفيروز في أغنية (حبيتك بالصيف حبيتك بالشتا)، ورضا الخياط أغنية (بين العصر والمغرب).
(مقام العجم)
ويسمى مقام الرجولة أو المراجل، غنت فيه وردة الجزائرية أغنية (في يوم وليلة) وسيد درويش (زوروني كل سنه مرة).
( مقام السيكاه )
غنت فيه أم كلثوم (سيرة الحب) و(للصبر حدود)، وعبد الحليم حافظ (اي دمعة حزن لا) ورياض أحمد (أحبك ليش ما أدري).

(مقام الرست)
غنت فيه فيروز أغنية (من عز النوم)، وأم كلثوم (أروح لمين)، وفائزة أحمد (أنا قلبي ليك ميال)، ورياض أحمد (بالله سلم سلام) وأغنية (لا عالبال ولا عالخاطر)، ويسمى هذا المقام (ملك المقامات).
بالإضافة الى المقامات العربية، فإن هناك أيضاً الإيقاعات العربية التي يتجاوز عديدها الـ (١٢٠) إيقاعاً، وهي إيقاعات متشعبة استخدمت منها خمسة او ستة إيقاعات في معظم التلاحين والأغاني العربية أبرزها (الوحدة الكبيرة) (والرمبة) و(المقسوم) و(الملفوف) و(البلدي) و(الهجع) و(الجورجينا) و(الهيوه) و(السامري). كذلك هناك إيقاعات إفريقية وهندية وزنجيه وفارسية وتركية، استخدمت أخيراً في معظم الألحان الحديثة.