#خليك_بالبيت
أحمد سميسم/
في السنوات الأخيرة بدأت ظاهرة دخول أغلب الفنانات العراقيات في مجال الإعلام تطفو على أسطح المنصات الإعلامية، فما إن تفتح التلفاز لمشاهدة بعض البرامج حتى تتفاجأ بعدد من (الممثلات) يملأن شاشات الفضائيات بتقديم البرامج التلفزيونية كما لو أنّنا أصبحنا لا نمتلك إعلاميات يقمن بواجبهن الإعلامي!! ماذا لو انقلبت المعادلة وأصبح الإعلامي ممثلاً؟ هل سيثير حفيظة الفنانين وينعت بالدخيل على الفن مثلاً؟!
دخول الفنان في المجال الإعلامي هل سيفقده هويته الفنية أم سيخدم موهبته إعلاميا؟ وهل شظف العيش ربما كان الدافع لزج بعض الفنانات في الإعلام في ظل أزمة إنتاج الأعمال الدرامية العراقية نتيجة ضعف التمويل المالي.
(مجلة الشبكة العراقية) حملت أسئلتها واستطلعت آراء بعض الفنانات العراقيات للوقوف على وجهات نظرهن بهذا الشأن..
أدوات القبول
عن ذلك قالت الفنانة الكبيرة هند كامل: لست مع الممثلة الشابة التي ما زالت في بداية طريقها أن تدخل مجال الإعلام، لكن اذا كانت الممثلة من سني مثلا ولديها كل الإمكانات والخبرة وتريد أن تقدّم برنامجا تلفزيونيا مبنيا على شخصيتها فلا ضير بذلك، كما حصل مع الفنانة العربية الكبيرة (إسعاد يونس) عندما دخلت مجال الإعلام نجحت فيه وبجدارة، لأنّها ممثلة ممتلئة ويمكن لها أن تخوض تجربة كهذه، لكن أن تكون ممثلة ما زالت تبني نفسها في مجال الفن وترغب بالدخول في مجال الإعلام فلا أنصح بذلك، تبقى موهبة معطاءة في الفن أفضل من الخوض في تجربة غير مجدية.
موضحة أن ليس كل فنانة ممكن أن تعمل في الإعلام حتى وإن كان لديها من الخبرة الكثير، هناك مميزات وأدوات ومقبولية يجب أن تتوفر بتلك الفنانة للانتقال إلى فضاء العمل الإعلامي بحسب قولها.
الخوف من الضياع
الفنانة بتول عزيز ترى أن تخصص الفرد في مجال ما يجعله يبدع بشكل كبير في مجال عمله، وما يميّز الممثل عن الآخرين تنوع أدواره الفنية في مختلف الأعمال، دخول الفنانة في المعترك الإعلامي يجعلها تتخذ خطاً واحداً من حيث تقديم البرامج التلفزيونية، فربّما لن يتقبلها المشاهد فيما لو ظهرت تلك الفنانة (الإعلامية) في عمل درامي تلفزيوني، وبيّنت عزيز أنّ هذا لا يمنع أن هناك كثيراً من الفنانات قدمن برامج تلفزيونية بطريقة أشبه بالتمثيل، لذا نجحن في هذا المضمار، أمّا أن يكون هناك توجّه بالأغلب من قبل الفنانات إلى المجال الإعلامي لا سيما في الفترة الأخيرة تحت ذريعة شظف العيش وتوقف عجلة الدراما أراه غير مناسب، على الرغم من أن توقف الدراما أثّر بشكل مباشر في معيشة الفنان وتواصله مع جمهوره، لذا نرى لجوء الفنان إلى تقديم البرامج والخوض في الإعلام، تاركا تخصّصه الفني لربما لفترة مؤقتة، وهناك نقطة يجب أن نقف عندها، ليس الفنانة العراقية وحدها من ولجت عالم الإعلام بل سبقتها الفنانات العربيات في تقديم البرامج، على الرغم من أنّهن لديهن استمرارية في عملهن الفني دون انقطاع، وأيضا بالمقابل هناك فنانات تركن مجال الفن نهائيا واتجهن إلى العمل الإعلامي، لكنّي أبقى مؤمنة بأنّ على الفنانة أن تحافظ على مجالها الفني وتبدع وتقدّم كل إمكاناتها وطاقتها ضمن إطار عملها وتخصّصها حتى لا تفقد هويتها الفنية وتصبح ضائعة بين الفن والإعلام كما تقول عزيز.
ظاهرة جديدة
الفنانة آلاء نجم عبّرت عن رأيها قائلة: بداية علينا أن ننبه على أنّ ظاهرة دخول الفنانة أو الفنان إلى المجال الاعلامي تعدّ ظاهرة جديدة، أي إنّها بدأت وازدهرت بعد عام 2003، إذ لم تكن مثل هذه الظاهرة معروفة سابقا، وحصل هذا نتيجة لأسباب كثيرة منها أنّ الساحة الإعلامية سابقا وأعني قبل 2003، كانت تزدحم بمقدمات البرامج المهنيات والمتمكنات في أداء أدوارهن بل إنّهن تحولن إلى نجمات معروفات حتى اليوم، لنأخذ على سبيل المثال وليس الحصر أسماء مثل، امل حسين، لمى سعيد، خيرية حبيب، خمائل محسن، اعتقال الطائي، مديحة معارج، سهاد حسن، حنان عبد اللطيف، عهود مكي، وراجحة خضير، هذه الأسماء نافسن في نجوميتهن الفنانات العراقيات من حيث الحضور، كونهن كن يظهرن على شاشة التلفزيون أكثر من ظهور الممثلات، حينها لم تفكر الإعلامية بتغيير مهنتها أو اختصاصها من الإعلام إلى التمثيل، وحدث ذات الأمر مع الممثلات اللواتي كن مهنيات ويعتزنّ بموهبتهن وبتوصيفهن كممثلات معروفات ومبدعات، والأسماء كثيرة هنا، إذ لم تفكر أي منهن بالتحول من التمثيل إلى الإعلام، أما السبب الآخر فهو أنّ مفهوم الإعلام والإعلاميات في العالم العربي تغيّر مع وجود العشرات من الفضائيات التي صارت تركز على جمال مقدمات البرامج أكثر من التأكيد على مهنيتها كإعلامية، والسبب الثالث برأيي هو انحسار – كماً ونوعاً – مقدمات البرامج الناجحات في العراق مما دعا المسؤولين في الفضائيات للبحث عن نجمات جاهزات في عالم الفن، ليقدمن البرامج ويمنحن هذه الفضائية أو تلك المزيد من الشهرة وشدّ المشاهدين اليها.
المهم إتقان العمل
الفنانة سولاف جليل قالت: عمل الفنانة في مجال تقديم البرامج لن يفقدها هويتها الفنية، إذ إنّ الفنان ممكن أن يكون مقدم برامج، لأنّه يحسن التعامل مع الكاميرا ويحافظ على لباقة حديثه، لكن لا يمكن للإعلامي أن يصبح ممثلاً إلا ما ندر، لكن هناك بعض الفنانين لم يتقنوا عملهم في تقديم البرامج بسبب عدم حبهم للإعلام، إذ كانت تجربتهم تقتصر على البروز إعلاميا لا أكثر.
النسخة الألكترونية من العدد 362
“أون لآين -5-”