احمد سميسم /
جسدت فرشاته العديد من الأعمال المتميزة، لاسيما تلك الملتصقة بواقع وطنه ومعاناته لحقب متعددة، غادر العراق منشدا الحرية والبحث عن آفاق متجددة تجعله يبحر في عوالم الجمال، لوحاته يسودها الحزن الممزوج بالفرح ناتجه عن تجربته المريرة في مجابهة أهوال الحياة.. انه الفنان التشكيلي العراقي علي آل تاجر التقته (الشبكة) فكان هذا الحوار.
الأغتراب والبيئة
* ماذا اضافت أجواء الإغتراب لموهبة الفنان علي آل تاجر؟
– مساحة أكبر من الحرية والإطلاع
* هل ساهمت بيئة كربلاء المقدسة في رسم ملامح الفنان بداخلك؟
– بالتاكيد اثرت مشاهد الحياة اليومية للبيئة الكربلائية (المدينة وبساتينها) في رسم ملامح موهبتي الفنية، فضلا عن تأثيرات مدن أخرى اقمت فيها كالبصرة وبغداد.
* متى رسمت أول لوحة؟ وما كان موضوعها؟
– لم تكن لوحة، انما كان تمثالا صغيرا من الطين جففته وطليته بلون اخضر قمت بتنفيذه ربما في الرابعة من عمري.
* تكاد لا تخلو لوحاتك من حضور المرأة فيها ماسبب ذلك؟
– المرأة تمثل الحياة وجمالها.
* الى اي مدى تبحر في خيالك عند بدء التحضير في الرسم؟
– الى اقرب نقطة مني.
فليفلة وسروط
* هل لديك أجواء وطقوس معينة اثناء الرسم؟
– العزلة في مرسمي والإستماع الى الموسيقى.
* كم تستغرق من الوقت في رسم لوحة ما؟
– لا يوجد وقت محدد فلكل عمل ظرفه الخاص.
* ما قصة لوحة (فليفلة وسروط)؟
– هذه اللوحة رسمتها سنة 2008 وأسمها مقتبس من أحد الأمثال هو (حب فليفلة للسروط). احداث قصة هذا المثل كانت قرب مدينة العمارة حيث أحبت فليفلة السروط وتواعدا على اللقاء وكان يفصل بينهما نهر دجلة ومن شدة لهفة فليفلة للقاء السروط تحول شعرها الطويل الى جسر ليعبر عليه، وتشاء الأقدار ان لايتم هذا اللقاء حيث تعرض سروط وهو على مسافة من النهر الى حادث ولايزال مكانه ظاهرا للمارة وهو عبارة عن تل أثري يدعوه أهالي المنطقة (ايشان سروط)، أما فليفلة التي بقت تنتظر حبيبها على جرف النهر في الجهة المقابلة فلايزال مكانها ظاهرا للمارة مع بقايا الجسر ويدعوه الناس (ايشان فليفلة)، والايشان هو التل الأثري في تعبير أهل الجنوب.
* ما اللوحة التي لم تكتمل لديك؟
– هي حلم لم يتحقق .
* أقمت معرضك الشخصي (عراق) على قاعة (الأورفلي) في عمان ماذا حمل بين طياته؟
– المعرض يلخص ما أراه عن بلدي العراق الذي يمر بمخاض صعب وهو مشتت بين ان يستعيد عافيته ليعيش من جديد، أو ان يبقى متكئا على ماضيه وخلافاته، هذا التناقض يجسده وجهان، وجه الأنوثة الرقيق بمدنيته وجماله وهامشيته، وآخر بذكورته المقدسة وسلطته وخرابه.
* هل تبحث عن اللوحة أم اللوحة تبحث عنك؟
– كلانا يبحث عن الآخر.
المدرسة الفنية
* الذات الإبداعية عند الفنان هل تشكلها المدرسة الفنية التي ينتمي اليها؟
– البيئة والثقافة والتجربة الشخصية للفنان هي الأساس.
* ما مدى قدرة لوحاتك الفنية على إعطاء الصبغة المحلية لهوية الفنان من جهة والصبغة الإنسانية من جهة أخرى؟
– الالتزام بالجوهر الانساني وهو ان جميع الأفراد من جميع الأجناس والأعراق والثقافات يتحركون بشكل متماثل خلال مراحل الحياة، ومن هذه الزاوية يكون النظر الى بلدي وتاريخه وتراثه وهو ما يعطي العمل الفني القدرة على مزج الصبغة المحلية والصبغة الانسانية في ان واحد.
ابداع عراقي
* نشعر في لوحاتك هنالك فرح ممزوج بالحزن وكأنك في صراع مع اليأس؟
– هكذا هو المشهد العراقي الذي نعيشه منذ ولادتنا ونحن تعودنا ان نترقب انهيار الأشياء الجميلة واحدا تلو الآخر وفقدان ما نحب دون ان نتمكن من فعل شيء.
* برأيك كيف ترى الحركة التشكيلية في العراق؟
– الإبداع العراقي معطاء في كل الأحوال والظروف وهو نبع لاينضب.
* هل انت مع الإيغال بالرموز والغموض في اللوحات؟
– نعم اذا كان هناك ما يستوجب ذلك في ظرف ما.
* ما الشيء الذي تحرص على ابرازه في لوحاتك الفنية؟
– أشياء تثير انتباهي دوما واعتقد انها مهمة وعلي ان ارسمها وأوثق تفاصيلها.
أفكار وتأثر
* هل من أفكار جديدة تطمح لتحقيقها في المستقبل؟
– لدي العديد من الأفكار وبالتأكيد ستضاف اليها أخرى مع مرور الأيام .
* اي الاشخاص كان له تأثير في اتجاهك للرسم؟
– الوالدان كانا يرسمان وكان لرسوماتهما وتشجيعهما التاثير الأول بالنسبة لي .
* هل حدث انك مزقت لوحة ما بعد انجازها وما كانت تلك اللوحة؟
– نعم قام اصدقائي بتمزيق تخطيطات كنت قد رسمتها في ظرف ما خوفا عليّ قد تعتبر بنظر بعض الأشخاص انها خطرة وتمس خطوط حمر، وقمت في زمن آخر بتمزيق عدد من التخطيطات التي ربما كانت مواضيعها مختلفة عن النسق العام.