رجاء الشجيري /
فنان وكاتب مسرحي وسيناريست امتلك ناصيتي الحلم والواقع معاً..الفن والكتابة والمسرح مدار شغفه.. فالمسرح كان الخامة الاولى لتشكيله.. تخرج في كلية الفنون الجميلة قسم المسرح.
اخذته الحياة وسحبته لصعابها خارج مداره.. وهكذا الى أن غادر البلاد لتنشط في داخله روح الكاتب المتمرد ليكتب الكثير من الأعمال الدرامية في التسعينيات في العراق والاردن مثل “لوثة” وهي سباعية بدوية كما كتب ”رايات الإسلام” و”الهاشميون”، إلا أنه يعد أن نقطة انطلاقه الحقيقة كانت ذلك العمل الدرامي الذي أنتجته العراقية والذي كان عبارة عن سؤال في داخل ناصر طه أن كيف لعبث الحياة أن يحول محبَّين او صديقين الى عدوَّين! ليتحول الى ثلاثين حلقة من”البنفسج الأحمر”..
“مجلة الشبكة” كان لها هذا الحوار معه حول الكتابة والدراما:
* من هم كتّاب السيناريو عالمياً وعربياً الذين أثّرت تجربتهم الكتابية فيك؟
– بداية شكراً لك وللشبكة على هذا اللقاء… عربياً في الحقيقة كان أسامة أنور عكاشة تلفزيونياً، ربما جيلنا تربى على تجارب الراحل الكبير عكاشة، وسينمائياً داود عبد السيد، أما عالمياً فكثر طبعاً ولكني أميل جداً الى بول هاغيس صاحب فلم «كراش» و “في وادي ايلاه» وبالإمكان أن أستعرض كل أفلامه كنموذج بارع في كتابة السيناريو بلا تردد.. وأعشق تماماً جنون كوينتن تارتينو.. وأقف باحترام أمام قدرة ديفيد ماميت في صناعة نص متماسك بلغة درامية مدهشة، وفي التلفزيون عالمياً جورج ار.ار. مارتن صاحب «غيم اوف ثرونز»، هذا كاتب من طراز خاص.
* ما هي خيوط التشابة والاختلاف في بنية السيناريو بين (المسرح _السينما_التلفزيون)؟
– ربما أكون قد أشرت في حلقات قدمتها عن كتابة السيناريو الى هذا الموضوع.. هو أن المسرح مثلاً يعتمد الحوار أكثر مما يعتمد الصورة، لهذا فإن كاتب النص المسرحي وإن التزم ببناء النص الثلاثي الأرسطي فإن الحوار هو وسيلته الأساسية في بناء النص والشخصيات والأحداث، فيما السيناريو السينمائي يعتمد الصورة بشكل أساسي في بنائه، فأنت تكتب قصتك بالصور لا الحوار فقط، والأمر ذاته ينطبق على التلفزيون الى حد ما مع الأخذ بنظر الاعتبار أن النص التلفزيوني يعتمد مساحة حدثية وبنائية أوسع من مساحة السينما والمسرح.
* المتشابه بينها باعتقادي هو أن النص فيها في الغالب يعتمد البناء الثلاثي للأحداث بشكل عام طبعاً مع وجود استثناءات لا مجال لذكرها هنا.
حدثنا عن تجربتك في كتابة العمل الدرامي”البنفسج الأحمر”
– كتبت الحلقات الخمس الأولى منه ثم توقفت لنحو عام، بعد ذلك اتصل بي الفنان حكيم جاسم الذي كان ينوي أن يدخل كمنتج منفذ وطلب مني إكمال النص وعرضه على شبكة الإعلام التي كانت تنوي إنتاج عدد من المسلسلات، وفعلاً بدأت بكتابة الحلقة السادسة، وأتذكر أنى أكملت النص خلال أقل من شهر، أخذت إجازة من العمل وكنت أجلس بين ست الى ثماني عشرة ساعة باليوم في تحدّ غير مسبوق، ولأني فعلاً انغمست بالكتابة بشكل محموم، كنت أكتب كل يوم حلقة وأرسلها للسيد حكيم ويسألني ما الذي سيحدث في الحلقة المقبلة وكنت أجيب لا أعلم سنرى.. كانت بالنسبة لي رحلة ممتعة كتابياً على الورق.
* ما هي طقوسكم في كتابة السيناريو؟
– لن أكون طقسياً مثل صاحب (رجل الرمل) او (الالهة الأميركية) او كاتباً فذاً مثل صاحب (لعبة العروش).. كلاهما عظيمان ويحق لهما ما لا يحق لغيرهما.. لكني شخصياً أحب أن اكتب وأنا استمع للموسيقى وعائلتي محيطة بي.. لا أحب ان أكون وحيداً.. أضع سماعة على أذني واستمع غالبا للموسيقى الغرائبية الملحمية وزوجتي وبناتي في البيت ثم انغمس في الكتابة، أتذكر جيدا أنني كتبت (البنفسج الأحمر) وأنا أستمع الى موسيقى الشاب المجنون أدريان فون زيغلر.
* من خلال محاضراتكم عن كيفية كتابة السيناريو.. أردت سؤالكم ما هو السيناريو النقي او المثالي او الجيد؟ وهل بإمكاننا جميعاً ان نتعلم كتابته؟
– السيناريو الجيد هو المكتوب بطريقة لا تثير ملل المشاهد أياً كانت طريقة كاتبه.. أي فيلم او مسلسل او عرض مسرحي ناجح سرّه الوحيد والأساسي هو أن صنّاعه نجحوا في دحر الملل وشد المتفرج اليه وهذا هو السر الحقيقي لكل الأفلام والأعمال المهمة التي نعجب بها وحصدت النجاح.. وهذه إجابة ضمنية على الشق الثاني في سؤالك طبعاً، وأضيف عليها أن قراءة كتاب – أي كتاب – لن تجعل كتابة السيناريو قضية سهلة.. كتابة وتطوير سيناريو جيد يتطلبان، بالإضافة إلى الموهبة، قدراً كبيراً من العمل الشاق.