محسن إبراهيم – تصوير : يوسف مهدي/
شهدت بغداد مؤخرا مهرجانا سينمائيا كبيراً احتفاء بمرور 67 عاماً على إنتاج أول فيلم عراقي (فتنة وحسن) الذي حظي باهتمام الجمهور ومتابعته آنذاك. ابتدأ المهرجان بعزف النشيد الوطني، ومن ثم قدمت فعاليات مختلفة لمدرسة الموسيقى والباليه, كُرّم بعدها عدد من مبدعي السينما، ممن أحيلوا إلى التقاعد، بشهادات تقديرية تثميناً لعطائهم الفني والسينمائي.
أستؤنف الحفل بعرض عدد من الأفلام المشاركة في أيام السينما العراقية من إنتاج دائرة السينما والمسرح.
عيد سينمائي
بهذه المناسبة قال الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم إن “مهرجان عيد السينما يقام سنوياً في الثاني والعشرين من حزيران، وهو تاريخ عرض أول فيلم عراقي سينمائي خالص هو فيلم (فتنة وحسن)، باعتبار أن الأعمال السابقة كانت ضمن الإنتاج المشترك مع لبنان ومصر. الاحتفال بعيد السينما، برغم قلة الإنتاج وكثرة المعوقات، يعد دعماً للشباب السينمائي الذي يصر على مواصلة إنتاج أفلام سينمائية جديدة شاركت في مهرجانات عديدة، وحصلت على جوائز عدة، وأن هذا العيد،هو أيضاً تكريم لرواد السينما في العراق”، واشار السلوم الى حاجة السينما للدعم، مبينا أن هذا المهرجان سيتبعه مهرجان آخر هو مهرجان أيام بغداد السينمائية، الذي يعد مهرجاناً دولياً، إذ ستشارك فيه أفلام عالمية.”
هيبة السينما
من جهته، وصف الناقد السينمائي فراس الشاروط المهرجان بالخطوة الجريئة والجميلة والمهمة التي تعيد الاحتفاء بالسينما العراقية بعد سنوات من الحرمان والتهميش وتوقف عجلة الإنتاج السينمائي. وقال الشاروط: “أعتقد أنه من الضروري جداً أن نعيد الهيبة الى السينما العراقية، بأن نقدم شيئاً ملموساً، ونتمنى مستقبلاً أن تتحرك عجلة الإنتاج أكثر، وأن نشاهد أفلاماً أكثر، ولاسيما في مسيرة الأفلام الطويلة، إذ أن لدينا كماً هائلاً من الأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية، لكن نتمنى أن تكون هناك جهات داعمة فعلياً للأفلام الروائية الطويلة، كما نتمنى أن تكون بغداد مثل أية عاصمة في العالم لها مهرجان مميز وكبير يقترن باسمها، لكي نثبت أن هذا البلد هو بلد الحضارة والتاريخ، وأنه سيظل مواكباً للتقدم والتكنلوجيا والحداثة في العالم المعاصر.”
تجارب مهمة
فيما قال الفنان ذو الفقار خضر: إن “مهرجان السينما الذي يأتي احتفاءً بالذكرى الـ 67 لإنتاج اول فيلم عراقي، يمثل فرصة مناسبة لمناقشة مستقبل السينما العراقية.” وأوضح أن “المهرجان الذي يمتد الى ثلاثة أيام على صالة المسرح الوطني، يعد أيضاً احتفالاً بمنجز سينمائي عراقي وفرصة لمشاهدة عدد من الأفلام القصيرة من إنتاج قسم السينما في دائرة السينما والمسرح.” مشيراً الى أن “هناك تجارب جميلة بلغة بصرية عالية تحاكي اللغة البصرية المعمول بها عالمياً، بغض النظر عن آلية الإنتاج. واوضح ان قطاع السينما عانى من التهميش، لذلك نقول شكراً لقسم السينما ودائرة السينما والمسرح التي دأبت على الاهتمام بالإنتاج وهي تنحت في الصخر لصنع الجمال والفن.”
مشاركة واعدة
تشارك في المهرجان أفلام من إنتاج قسم السينما في دائرة السينما والمسرح وهي: (آخر حلم) إخراج ملاك عبد علي، (حجل) إخراج لؤي فاضل، (كراج) إخراج علي البصام، (كلاب المدينة) إخراج حسن الشاوي، (فلور) إخراج ياسر موسى، (إجازة) إخراج حيدر موسى، (نوم طويل وممل) إخراج حيدر موسى، (سنة من حياتي) إخراج صائب حداد، (يوم لا ظل) إخراج سرمد ياسين، (أم سرحان) إخراج عمر فلاح، (تواليت) إخراج إياس جهاد.
أفلام الشباب
كذلك عرضت في المهرجان مجموعة من الأفلام العراقية الحاصلة على جوائز عراقية وعربية وأجنبية خاصة بالشباب، وهي: (هناك أجمل)، أنميشن، إخراج حسنين الهاني، (نافذة حمراء) إخراج حسين العكيلي، (5 لتر) إخراج داركو جبار، (أماني) إخراج فاضل ماهود، (كرة) أنميشن، إخراج عدي عبد الكاظم، (كلكامش العظيم) أنميشن، إخراج أنس الموسوي.
وتحدث المخرج الشاب عدي عبد الكاظم عن تجربته قائلاً: “أنا سعيد جداً بالمشاركة في مهرجان أيام السينما العراقية، وأتقدم بالشكر الى دائرة السينما والمسرح لما قدمته لهذا الحفل الرائع، وسعيد جداً بمشاركة فيلمي (كرة)، الذي يتحدث عن الطبقة البرجوازية التي تتحكم بمصائر الشعوب، التي حولت الطبقات المنهكة الى لعبة، وقد حصل الفيلم على جوائز دولية ومحلية.
واضاف: سعيدون جداً بالحراك السينمائي في العراق، ونطمح الى صناعة سينما حقيقية في العراق مثلما يتمنى الجمهور العراقي أن يشاهد أعمالاً بمعايير عالمية.”
الى ذلك، قال المخرج سردار زنكنة:
“هذه ليست مشاركتي الأولى، فقد شاركت سابقاً في مهرجانات عدة في عدد من المحافظات العراقية، ومشاركتي في أيام بغداد السينمائية كانت بفيلم (القطيع)، الذي أتمنى أن ينال رضا واستحسان المشاهدين, فالاحتفاء بالسينما العراقية هو في الحقيقة إضاف لنا زيادة في المعلومات واتاح لنا فرصة للاطلاع على تجارب الآخرين.”