العازف نوري الجبوري لـ(الشبكة):أطمح أن أقود حفلًا موسيقياً وسط بغداد

أحمد سميسم /

عمل مع كبار المطربين العراقيين والعرب وأذهلهم بسحر أنامله الذهبية ، كان من بين الطلبة الأوائل في معهد الفنون الجميلة لدى تخرجه عام 1984 متخصصاً في آلة (الكمان)، خاض رحلته الفنية متنقلاً بين البلدان العربية والأوروبية بمشاركة أشهر الفرق الموسيقية وبصحبة ألمع المطربين حاملاً “آلته” وإحساسه على كتفه لتلامس أنامله شغاف القلب كحبّات مطر ينثرها على المسرح بكل ترافة وإحساس، كما لم يبخل في إعطاء خبرته للآخرين ليقدم دروساً نظرية في الأنغام الموسيقية في بروكسل.

إنه العازف والمؤلف الموسيقي “نوري الجبوري”، التقته مجلة “الشبكة” في هذا الحوار:

متى بدأت موهبة العزف تنمو لديك؟

لدي اهتمام بالموسيقى منذ الصغر، فكنت أتردد على مركز شباب الطليعة في منطقة القاهرة ببغداد حيث نشأتي وولادتي، وأمارس العزف على الإيقاع والإنشاد مع فرقة (الكورال). كان ذلك عام 1975، بعدها التحقت بالدراسة في معهد الفنون الجميلة متخصصاً بـ (آلة) الكمان على يد الأستاذ (محمود حمد)، وكنت من الطلبة الأوائل آنذاك .

لماذا تخصصت في آلة (الكمان) دون غيرها من الآلات الموسيقية ؟

في بادئ الأمر عند دخولي معهد الفنون الجميلة لم يكن اختياري لآلة الكمان بل آلة العود التي كنت أحبها كثيراً، لكن أحد أصدقائي في المعهد نصحني أن أترك العود وأذهب الى الكمان لأنها آلة جميلة وفيها إحساس عال، وفعلاً أخذت بنصيحته وطلبت من الأساتذة أن أغيّر اختصاصي الدراسي من العود الى الكمان وفعلاً تم ذلك، ووجدت عالماً آخر مع هذه الآلة المحبّبة لدي .

ضد الإرهاب

قدمت عزفاً منفرداً في شوارع بروكسل تضامناً مع العراق ضد الإرهاب، كيف كانت الأصداء هناك؟
نعم، وجدت تعاطفاً كبيراً من قبل العرب والأجانب، عندما رأوا علم العراق وبعض اللوحات المكتوبة والعبارات المنددة بالأعمال الإرهابية في العراق، علماً أن أسرتي وأولادي رافقوني خلال العزف في شوارع بروكسل، وهذا العمل وفاء بسيط أقدمه لأبناء شعبي الصابر تضامناً مع أسر الشهداء رحمهم الله جميعاً .

كمان عمره مئة عام!

ما قصة آلة الكمان التي بحوزتك ؟

هذه الآلة الموسيقية عمرها مئة وعشرون سنة، فهي عزيزة على قلبي وأعشقها، وأقول إنها بصراحة في معزّة أولادي، كنت قد اقتنيتها بمساعدة الفنان الموصلي خالد محمد علي، ولو عرضت للبيع لحصلت على مبالغ خيالية، لكنني لن أفرط بها أبداً.
هل تحقق حلم حياتك في إنتاج (اسطوانتك) الموسيقية أم أن الموضوع مازال معلقاً ؟

ان شاء الله سوف يتم العمل برغم بطء سيره بسبب انشغالي في أعمال أخرى، وهو جهد مشترك مع زملائي الموزعين والعازفين، وأهديه الى أهلي في العراق، وأيضا هنالك عمل موسيقي اسمه (غريب على الخليج) من إنتاج قناة العراقية الفضائية سيعرض قريباً .

مالذي تطمح إليه مستقبلاً ؟

طموح الإنسان لا يتوقف عند حد، أنا أطمح إلى أن أقود حفلاً موسيقياً من تأليفي يقدم في دول أوروبية كبيرة ويسجل ويبث في جميع أنحاء العالم، كما أحلم أيضاً أن أقدم حفلاً في الهواء الطلق وسط بغداد وأن أرى الناس مبتهجة وسعيدة.

المرزوق سرق لحني!

كيف تعاملت مع الملحن الكويتي (فواز المرزوق) عندما اكتشفت بأنه قام بسرقة لحنك (غريب على الخليج) ووظفه في الموسيقى التصويرية للمسلسل الكويتي (ثريا) ؟

نعم أنا كتبت في مجلة (سيدتي) حول سرقة لحني وتوظيفه في المسلسل، ووصلني اعتذار من شخص قريب من الملحن الكويتي فواز المرزوق يقول فيه بأنه توارد أفكار ليس إلا وأنه لم يقصد أن يسرق اللحن، برغم أن لحن المسلسل كان بنفس الجملة اللحنية التي أعددتها في (غريب على الخليج)، الفنان العراقي دائماً ما يكون عرضع لسرقة أعماله الفنية بسبب غياب إجراءات حماية حقوق المؤلف.
مَن مِن المطربين العرب عملت معهم في الفرق الموسيقية ؟

عملت مع عدة مطربين أذكر منهم الفنان حسين الجسمي، والفنان محمد عبده ، وراشد الماجد، وعبد الله رويشد، وعبد المجيد عبد الله وآخرين، فضلاً عن عملي مع معظم الفنانين العرب في جلسات (وناسة) .

متى تقول للآله الموسيقية اصمتي!

حين يقف قلبي! وعندما أرى الناس عازفة عن سماع الموسيقى .

أولادك هل لديهم موهبة الفن ؟

ابنتاي كانتا في مدرسة الموسيقى والباليه، لكنهما عند سفرنا من العراق الى الأمارات تركتا الفن، وأولادي أيضا متذوقون للموسيقي والفن، فضلاً عن أن زوجتي رسامة تشكيلية ومتابعة جيدة لأعمالي.

هل جاءت شهرتك من خلال ظهورك مع الفنان كاظم الساهر ؟

أنا عملت في فرقة الإذاعة والتلفزيون منذ عام 1983 خاصة في برنامج “أصوات شابة” مع الفنان فاروق هلال، وأيضا مع الملحن الراحل طالب القره غولي، وحسن الشكرجي، وكنت معروفاً على مستوى العراق، لكن عند عملي مع الفنان كاظم الساهر خرجت من إطار المحلية الى العربية والأضواء والشهرة.