محسن إبراهيم – تصوير/ حسين طالب/
على قاعة قرطبة في فندق المنصور ميليا، وبمشاركة 15 دولة عربية منها مصر والإمارات والمغرب وتونس وفلسطين واليمن والجزائر والسودان وسلطنة عمان وجيبوتي وموريتانيا والكويت، استضافت دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة العراقية الاجتماع الثاني للجنة الخبراء من أجل إعداد الصيغة النهائية لملف آلة العود لإدراجها ضمن التراث الثقافي غير المادي للإنسانية في منظمة اليونسكو.
حضارة وتاريخ
الأمين العام للّجنة الوطنية العراقية للتربية والثقافة والعلوم (مجيد كامل عبد الله)، بعد أن رحب بأعضاء اللجنة، ذكر أن “هذا العمل إنما يدل على الحرص الواضح من جميع الأطراف على حضارة العراق وتاريخه الممتد عبر الأزمنة، إذ ننقله الى الإخوة العرب، الذين هم بدورهم يعرفون قيمة وتاريخ البلد، فهذا العمل الذي يجمعنا تحت مظلة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والعلاقات الثنائية المتميزة التي يتحلى بها الأشقاء العرب، كان ومازال الجسر الأساس والوسيلة الأهم في استدامة الشراكة الثقافية بين البلدان العربية.”
اهتمام حكومي
أضاف الأمين العام: “لا يخفى عليكم ما مدى اهتمام الحكومة العراقية، متمثلة برئيس مجلس الوزراء، التي رسمت منهاج عمل يتمثل في الحرص على إنجاز كل ما يصب في مصلحة تراثنا الوطني، واجتماعنا اليوم هو من أجل استكمال منجز ثقافي عربي جديد يضاف الى المنجزات الثقافية المهمة السابقة، ألا وهو إدراج العنصر الوطني العراقي (مضيف القصب) وكذلك إدراج العنصر العربي المشترك (حرفة النقش على المعادن) على اللائحة التمثيلية لعناصر التراث الثقافي غير المادي للإنسانية لمنظمة اليونسكو، كما أن الاجتماع هو من أجل استكمال ملف آلة العود من أجل إدراجه على لائحة اليونسكو.”
ملف مميز
من جانبه قال الأستاذ (فراس تركي)، معاون مدير دائرة العلاقات الثقافية العامة: “بدورنا نقدم شكرنا وتقديرنا الى دائرة العلاقات الثقافية والى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، لدورهما الفاعل في التعاون والتنسيق مع الدول العربية في توفير الظروف من أجل تسهيل تسجيل الملفات العربية المشتركة، لغرض إدراجها على لائحة اليونسكو. وخير مثال هو العراق الذي كان له الدور الريادي في ثاني ملف عربي مشترك، ألا وهو آلة العود وما يرتبط بها من مهارات وفنون أداء، بعد إدراج ملفات عدة، واليوم نواصل جهودنا المشتركة ونشهد إعداد الملفات النهائية ومنها إنجاز ملف آلة العود، الذي نتأمل أن يكون من الملفات العربية المميزة التي سيكون لها صدى واسع على المستويين العربي والدولي، وذلك لأهمية آلة العود التي تعد من الآلات الموسيقية التراثية التي تعود في أصولها الى أقدم الحضارات في العالم. شكر وتقدير الى الموسيقار نصير شمّة لما بذله من جهود من أجل تقديم الملف. في هذا الاجتماع جرى نقاش يتعلق بصياغة ترشيح آلة العود لإدراجها على القائمة التمثيلية للتراث غير المادي لمنظمة اليونسكو. وسبق أن كان هناك اجتماع في شهر أيلول الماضي في بغداد، وشرعنا في العمل اليوم ونحن في مرحلة متقدمة، وجرى جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بالملف الذي هو في الأساس ملف فني يضم مجموعة من الوثائق والمكونات، لعل من أهمها استمارة الترشيح، وهي عبارة عن مجموعة من الأسئلة ترتبط بمعيار معين للوصول الى كيفية ترشيح الملف بمشاركة المجتمعات المحلية. وكما تعلمون فإن آلة العود تعد أقدم الآلات التي عرفتها البشرية، وهي تمثل ذاكرة وتاريخاً وعنواناً للهوية الحضارية، لذا فإننا نحاول أن نبرز هذه الثقافة التي تشكلت بفضل آلة العود، بما فيها ما يتعلق بالمهارات والجانب الحرفي في صناعة العود والعزف عليه. وهنا نجد تقاليد فنية مختلفة حتى في عدد الأوتار وطريق العزف، كما اتفقنا ايضاً على المظاهر والممارسات الاجتماعية المتعلقة بآلة العود، لأنها ترتبط بإحياء الكثير من الاحتفالات، لأن العود عنصر مهم في إرثنا الحضاري، كما أننا وجدنا في بعض البلدان أن هناك أنماطاً موسيقية لا تستقيم إلا بوجود العود.”