الفرقة الوطنية لمسرح الطفل.. موسم حافل وعروض مميزة

محسن ابراهيم /

إذا أردت أن تقدم مسرحاً للطفل، أيقظ أولاً الطفل الذي في داخلك. جملة طالما رددها المهتمون بشؤون المسرح, جملة تحمل دلالة فكرية لصناعة مسرح للطفل الذي طالما عانى من التهميش والتغييب الفكري وسط زحمة الفضائيات المليئة بالعنف, هي دعوة لسبر أغوار عالم الطفولة وجعله أكثر بساطة وبراءة.
الفرقة الوطنية لمسرح الطفل عادت بعد انقطاع قسري بسب جائحة كورونا إلى تقديم عروضها المسرحية المخصصة للأطفال في موسم زاخر يتخلله أكثر من عمل سيكون متنفساً فكرياً وثقافياً يرفد عالم الطفولة بالكثير.
خطة واسعة
المخرج حسين علي صالح مدير الفرقة الوطنية لمسرح الطفل قال: منذ أن اوكلت إليّ مهمة إدارة الفرقة عام 2019, وضعت خطة واسعة وشاملة للنهوض بواقع هذا المسرح المهم جداً والغائب تماماً فقد ابتدأنا مشوارنا بعرض مسرحية (عشرة على عشرة) تأليف الفنان ماجد درندش وإخراج حسين علي صالح، استقطبنا فيها أطفالاً من دور الأيتام وبعض المدارس الأهلية واستمر العرض أياماً عدة على خشبة المسرح الوطني ومسرح المنصور في ساحة الاحتفالات وفي الوقت نفسه الذي قدمنا فيه العرض أقمنا ورشة عمل (الممثل بين فنون الإلقاء والاخراج..المسرح الموجه للطفل انموذجاً) وأدارها الأستاذ الكبير مقداد مسلم واشترك فيها ٢٢ مشاركاً من دائرة السينما والمسرح ووزارة الداخلية واستمرت ستة أيام.
بعدها أقيمت ورشة (تصنيع وتحريك الدمى القفازية) إدارتها بجدارة الدكتورة زينب عبد الامير واستمرت سبعة أيام خرجنا فيها بعشرة دمى قفازية جميلة وعرض مسرحي لمسرح الدمى بعنوان (بهلول الأكول) تأليف د.حسين علي هارف وإخراج د.زينب عبد الامير وتمثيل وتحريك أعضاء الورشة..
بعدها أقمنا الورشة التخصصية لكتابة النص المسرحي للطفل وأدارها د.حسين علي هارف واشترك فيها ثمانية أشخاص من الدائرة وخارجها وخرجنا منها بثمانية نصوص لتكون رصيداً لنا في النصوص الخاصة بالطفل والتي سترى النور للعرض المسرحي.
عودة النشاط
بعد ان عُطلت كل مفاصل الحياة في العالم بسبب جائحة كورونا توقفت انشطتنا ما يقارب السنة، وأعادت الفرقة نشاطها المسرحي بعروض مسرحية جديدة كان أولها مسرحية (حدث في مزرعة) تأليف وإخراج محمد كاظم وقدمت على مسرح الرافدين وقد حضرها أطفالٌ من مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية وأعداد كثيرة من الاطفال من خارج هذه المؤسسة, أما العروض التي ستقدم في الأيام المقبلة فهي مسرحية (ذى مويز) تأليف جمال الشاطي وإخراج علاوي حسين ومسرحية (بهلول الاكول) وهو من عروض مسرح الدمى وتعدّ هذه المسرحية تجربة جديدة في دائرة السينما والمسرح في تقديم عروض كهذه، وهذا العمل هو نتاج الورشة التخصصية لتصنيع وتحريك الدمى القفازية, يقوم بتحريك الدمى الفنانون المبدعون علي جواد الركابي وزمن العبيدي واحمد ابراهيم وندى طالب. بالاشتراك مع الممثل المبدع الفنان سعد شعبان، والاداء الصوتي للفنانين المبدعين رحمن مهدي وعمار احمد، وهندسة الصوت الفنان هشام الركابي. والإضاءة المسرحية لكريم مجيد، والإدارة المسرحية علي عادل. وألحان الأغاني والتسجيل الصوتي الفنان زيدون حسين.
ومسرحية (الساحل المصباحي) تأليف محمود أبو العباس وإخراج حسين علي صالح. وهناك تجربة جديدة اختصت بها الفرقة في تقديم عروض مسرحية للأطفال المصابين بأمراض السكر وقد هيئ عرض مسرحي بعنوان (بسمة أمل) تأليف د.مثال غازي وإخراج حسين علي صالح، سيعرض هذا العمل في المستشفيات التي يرقدون فيها، وللموسم الجديد عام ٢٠٢١ منهاج حافل بالورش التخصصية والعروض المسرحية وسيكون ضمن خطة الفرقة ان العرض الذي يُقدم في بغداد يُعرض في كل محافظات العراق، كما أن هناك نية العمل في إقامة مهرجان دولي لمسرح الطفل في دائرة السينما والمسرح من المؤمل ان يقام السنة المقبلة، وهناك مشروع لعرض نشاطات الفرقة والعروض المسرحية في عدد من الدول العربية.
برنامج الفرقة الحافل بما عرض وسيعرض تم ويتم بتعاون ودعم كبير من قبل الدكتور أحمد حسن موسى المدير العام لدائرة السينما والمسرح.