الفنانة المصرية دنيا النشار لـ“الشبكة”: أنا انتقائية في أعمالي وطموحي بلا حدود

 سامي الجابري/

دنيا النشار.. اسم جديد في عالم الفن المصري، فنانة تسير بخطوات واثقه نحو أضواء النجومية الكبرى، فهي ممثلة شابة واعدة ومثابرة امتزجت لديها الموهبة بالدراسة الأكاديمية، فهي خريجة معهد الباليه وطالبة في المعهد العالي للفنون
المسرحية، حاصلة على الماجستير في فنّ

الإخراج والتمثيل.

برزت من خلال أعمالها المسرحية حين كانت في بواكير بداياتها الفنية، ثم دخلت عالم الدراما والمسلسلات من أوسع الأبواب، وقفت بجرأة وثقة بالنفس فمثلت أمام كبار الفنانين كالفنان الكبير نور الشريف والفنان سمير غانم.

البدايات

تتحدث دينا لـ «الشبكة» عن المقادير التي جعلتها تنجذب نحو التمثيل مع كونها خريجة موسيقى وباليه، فتقول «منذ مرحلة الابتدائية وتحديداً في الثالث الابتدائي بمعهد الموسيقى والباليه بدأ حبي للتمثيل، فعملتُ في مسلسل (الرحايا) مع الراحل العظيم نور الشريف، فأديتُ شخصية ابنته في هذا المسلسل باسم «نوارة»، كان ذلك سنة 2009، وهذا الدور كان بالتحديد فاتحة الخير عليّ».

أهم أعمالها

تستذكر النشار أهم أعمالها الفنية، إضافة إلى (الرحايا) مع الراحل نور الشريف، «هناك أيضاً مسلسل (ترا لملم) ٢٠١٣، ومسلسل (نكذب لوقلنا مبنحبش) من بطولة يسرى ومصطفى فهمي، و(صديقة العمر) ومثلت فيه شخصية ابنة جمال عبد الإله، وفي شهر رمضان الفائت عملت (بنات سوبرمان) ومنه بدأت الناس تعرفني أكثر وأكثر. هناك أيضاً مسلسل (ستات قادرة) هذا العمل الفني الذي أعتز به كثيراً. غير أن آخر أعمالي الذي حاز على إعجاب كثيرين وأخذ أصداءً واسعة هو مسلسل (سلسال الدم).»

سينما

لم تقتصر مسيرة دنيا على التلفزيون وحسب، بل كانت لها أعمال سينمائية أيضاً، ومسرحية أيضاً، ففي السينما تعتزّ بتجربتها في فيلم (كان ليك) وتطمح إلى أن تحقق في المستقبل نجاحاً في السينما مشابهاً للنجاح الذي حققته في عالمي المسرح والتلفزيون، وتتمنى أن تجمعها تجربة سينمائية مع المخرج محمد يس الذي تسميه بالعبقريّ والكاتب المميز ثامر حبيب.

تجارب مسرحية

أما عن تجاربها المسرحية فتتحدث قائلة «اشتغلت في المسرح كثيراً، وكما قلت فإن بداياتي كانت مسرحية، فقد شاركتُ في أعمال متعددة، ووجدتُ أن المسرح عالمي الكبير والجميل الذي من خلاله أستطيع أن أترك بصمتي بشكل واضح، وأن أضيف شيئاً من روحي إلى النصوص التي أؤديها، هذا من جانب ومن جانب آخر، أنا خريجة فنون وموسيقى وإذاعة وتلفزيون، ودراستي هذه مكنتني من أن تكون لي القدرة على إخراج أعمال مسرحية، فكانت مسرحية (اسمع ياعبد السميع) تأليف الكاتب المغربي عبدالكريم برشيد والتي كانت تعرض على خشبة مسرح الطليعة وهي تجربة شيقة منحتني زخماً هائلاً ومعرفةً ستمكنني من إخراج أعمال مقبلة.

طموحي بلا حدود

سألناها (ما طموحاتكِ المستقبلية)؟ فردّت بثقة «طموحي ليس له حدود»، وأضافتْ «أولاً أطمح إلى أن أدخل إلى عالم السينما بقوة وأن أحقق فيه النجاح الذي حققته في الدراما، وأن أشارك في مهرجانات عالمية للأفلام مثل الأوسكار ومهرجان كان، وأن أتنافس على الجوائز، كما أطمح أن اترك تأثيراً ما في السينما المصرية، وأن أسهم في تغيير مسارها للأفضل، وأسأل الله أن يقدّرني على العمل في مصر والوطن العربي.
الموهبة أم الدراسة؟

ثنائية الموهبة والدراسة تتوقف عندها الفنانة النشار مطولاً، فهي ترى أن بعض الفنانين يتعكّز على موهبته وحدها من دون أن تعضدها دراسة أكاديمية جادة، بينما البعض الآخر منهم يكتفي بما تعلمه في دراسته من دون أن تكون له موهبة حقيقية، وكلا الأمرين يمثل مشكلة للفنان بحسب رأيها، وتخلص إلى القول «أنا أرى أن الممثل من الواجب عليه أن يجمع مع موهبته الدراسة الأكاديمية حتى يطوّع الفن عليه أن يدرس ليعرف كيف تقدم الأدوار، فموضوع الدراسة مهم جداً لأي فنان».

تطهير

سألناها «كيف تؤثرين في جمهورك؟» فأجابت «اسمح لي أن أدخل لسؤالك من خلال ماتعلمناه في دراستنا، فهناك نظرية اسمها نظرية التطهير، ملخصها أن الجمهور حين يتفرج على عمل فني وينغمس فيه يبدأ برؤية بشاعة ما يحصل في المواقف الدرامية ويتفاعل ويبكي فيتطهر، يرفض ما يشاهده فيسهم في تطهير ذاته من دون أن يشعر، كذلك لدينا في دراستنا للفن والتمثيل نظرية تنصّ على أن الممثل يجب أن لايندمج مئة في المئة بالشخصية لأن ذلك يسبب له مشكلة.

ضدّ الرقابة

هل يؤثر الفنّ في المجتمع، وهل يمكن لمعضلات كبرى كالإرهاب مثلاً أن تجد لها حلولاً في الأعمال الدرامية؟ كان هذا سؤالنا الذي أجابت عنه النشار بقولها «يمكن بالتأكيد أن يكون للفن تأثير في ذلك، وهنا أستذكر فيلماً اسمه (مولانا) يحكي عن الإرهاب والتطرف في الخطاب الديني، لكن يحزنني أن هذا الفيلم عندما عرض في لبنان قطعتْ منه الرقابة مشاهد لأن فيه كلاماً غير مقنع بحسب آرائهم» وتضيف «أنا أقول أن فكرة الرقابة على الفن غير صحيحة وأنا أرفضها».

تضامناً مع العراق

سألتها عن رأيها في خروج الفنان من النمط التقليدي والحضور في المشاكل المجتمعية والسياسية كما شاهدناه في حضور بعض الفنانين المصريين إلى العراق ومشاركة العراقيين انتصاراتهم على داعش، فأجابت «أنا أحترم هذا النوع من الفنانين وليس مهماً بعد ذلك إن تكلّم عنهم الإعلام بسوء وشوّه صورتهم، المهم أن يكون الفنان مع الناس، مع جمهوره ، إذا كان الفنان مع الجمهور العراقي أو أي جمهور عربي فهو إذن على طريق الصواب لأن الفنان صاحب رسالة.

لا أفكر بالزواج

دنيا التي لا تفكر بالزواج، قد وهبت نفسها للفن بحسب قولها، لا تخفي تأثرها بفنانين عالميين كالأميركي جون ديب، وفنانات عربيات قديمات كسعاد حسني ونعيمة عاكف وشادية وهند رستم، وحديثات كمنى زكي وحنان الترك وأروى جودة ومنة شلبي ودنيا سمير غانم».

العراق عظيم وسينتصر

تختتم دنيا حديثها بالقول «أتمنى زيارة العراق الحبيب مع فنانين، وأشارك العراقيين فرحة انتصاراتهم على الإرهاب، وأقول أن الظروف الصعبة التي حصلت في الفترة الأخيرة للعراقيين ستعيدهم أقوى وأقوى بإذن الله. أتمنى للشعب العراقي كل الخير والسلام والوئام والوحدة لمكوناته لأن العراق عظيم. كما أتمنى لمجلة الشبكة دوام التوفيق والإبداع».