حوار: محسن العكيلي
تصوير: علي الغرباوي/
شابة طموح صقلت موهبتها في أعمال رصينة فتحت أمامها أبواب التفوق والنجاح. شاركت في أعمال عديدة بأدوار متنوعة، ولم تظل حبيسة شخصية واحدة.
على الرغم من قصر تجربتها الفنية، فقد اختيرت من بين مجموعة كبيرة من الفنانات لتشارك في بطولة المسلسل الكبير (آمرلي) مع الفنان الإيراني مصطفى زماني.. الفنانة ناريمان الصالحي كانت ضيفة مجلة “الشبكة العراقية” وكان لنا معها هذا الحوار:
*مقدمة برامج وممثلة.. هل تعتقدين أن الموهبة وصقلها يفتحان أمام الفنان الأبواب أكثر من الدراسة الأكاديمية؟
-بالضبط، لأن الإنسان مهما درس وتعرف على الأشياء ولم تكن في داخله موهبة ما، سوف لن يبدع في مجال عمله، أنا خريجة الجامعة التكنلوجية، لكن كان هناك في داخلي حب وشغف كبيرين لموضوع الفن، استطعت أن استغل هذا الشغف بطريقة صحيحة مع منتجين ومخرجين وكتّاب يسيرون في الطريق الصحيح، لذلك وصلت الى هذه المرحلة.
*إذاً.. كيف كانت البداية؟
-البداية كانت عبارة عن (فريمة) واحدة كومبارس، وأنا لا أخجل من هذه الكلمة التي قد يخجل منها بعضهم، ظهرت في هذه (الفريمة) في مسلسل مع الفنان إياد راضي كمذيعة تلقي خبراً ما من خلال شاشة التلفاز، ومن ثم تطور الأمر لأظهر في حلقتين، بعدها اشتركت في عمل (قط أحمر) مع أحمد وحيد، ومن ثم اشتركت في 30 حلقة من مسلسل (الكادود)، كما اشتركت أيضا في مسلسل (الكاتم)، ثم مسلسل (بغداد الجديدة) وصولاً الى العرض الأكبر الذي اعتبره فرصة حياتي، ألا وهو مسلسل (آمرلي).
دور البطولة
*كيف جرى اختيارك لمسلسل آمرلي من وسط هذا الكم الهائل من الممثلات؟
-جرى ترشيحي من خلال أحد أصدقائي الممثلين، الذي كان من المفترض أن يجسد دور البطولة، لكن جرت بعض التغيرات، وهي إشراك ممثلين عرب في المسلسل، حصلت على دور ثانوي لكنه دور أساسي. وافقت على تجسيد هذا الدور لأن فعل هذه الشخصية قوي جداً، ومن ثم حدث تغيير آخر حين تقرر اختيار الفنان الإيراني مصطفى زماني لتجسيد دور البطولة، وجرى ترشيح أكثر من شخصية لتجسد دور البطلة، لكن ثبت اختياري من بين المرشحين بناء على رغبة الفنان مصطفى زماني.
*هل تعتقدين أن الأعمال المشتركة ممكن أن تكون بوابة لشهرة الفنان العراقي؟
-بالطبع، هذا الموضوع يساعد على الانتشار والخروج من القوقعة التي ممكن أن تحبس نفسك فيها، ومع احترامي لكل الفنانين العراقيين الكبار الذين عملت معهم، لكنك حين تحاول أن توسع عملك وأن تشترك في عمل عربي أو من البلدان المحيطة بك، أعتقد أن ذلك يمثل خطوة في الطريق الصحيح، وأنا أفتخر حين أقول إن أول بطولة لي هي مع الممثل الإيراني مصطفى زماني الذي عرفه الجمهور بشخصية النبي يوسف (يوزرسيف). هذا الأمر كان حلماً صعب المنال.
لن أحبس نفسي في شخصية واحدة
*هل تبحثين عن تنوع الشخصيات أم عن الكم في العمل؟
-أنا على استعداد أن أؤدي ألف شخصية مختلفة، كيلا أسجن نفسي في شخصية واحدة، أو أن يتلبسني دور واحد. في مسلسل (بغداد الجديدة) جسدت دور الشريرة، وفي مسلسل (آمرلي) كانت الشخصية إنسانية جداً، كذلك جسدت دوراً كوميدياً، وفي مسلسل (الكادود) جسدت دور بنت الريف، وعل الرغم من قلة الأعمال إلا أن التنوع كان حاضراً، وكما نوهت فإن كانت هناك ألف شخصية فإني على استعداد لتجسيدها، إذ إن على الممثل ألا يتقوقع في شخصية واحدة حتى يثبت للمشاهد أنه يمتلك طاقة فنية تؤهله لتجسيد شخصيات عدة.
*على ذكر دورك في مسلسل (الكادود).. كيف استطعتِ أن تتجاوزي موضوع اللهجة الجنوبية؟
-بصراحة كانت هناك معاناة كبيرة، فكما يعرف المشاهد أن البيئة تختلف من منطقة الى أخرى، رافقنا الكثير من الأخطاء أثناء المسلسل، وكان المفروض أن يكون هناك مراقب لغة أو لهجة يرشدنا الى النطق الصحيح للمفردة، على سبيل المثال أنا ذكرت لفظ (يمّة) وفي مقطع آخر (أمي)، ولو كان هناك مراقب للهجة ماكنّا وقعنا في هذه الأخطاء. اعتمدنا على الذاكرة في نطق الكلمات، فضلاً عن استشارت كبار الفنانين الذين اشتركوا في العمل أمثال الكبار إنعام الربيعي وسامي قفطان وعواطف السلمان.
أخطاء فنية
*كيف يتغلب الفنان على شخصيته الحقيقية حين يؤدي دوراً مناقضاً لشخصيته؟
-لدى كل إنسان هناك جانبان، الخير والشر، يستطيع أن يتحكم فيهما، وكمثال فإني حين أغضب سيظهر الشخص الشرير في داخلي، لكني في وقت الهدوء وحين أكون مع أطفالي فمن المؤكد سيظهر جانب الخير، الحمد لله أزعم أني امتلك السيطرة على الجانبين، وأستطيع أن أجسد أية شخصية، ولاسيما أن ملامحي قابلة للتغير، وهذا أمر يحسب للفنان أولاً وأخيراً كي يجسد أدواراً متعددة ليقنع المشاهد بما يقدمه.
*هل تؤمنين بنظام الكروب في العمل الفني؟
-هذا واحد من الأخطاء التي اكتشفتها في العمل الفني برغم قصر تجربتي الفنية، نعم هناك (كروبات) معينة من مخرجين وممثلين وكتّاب، إذ تشاهد هذا (الكروب) هو ذاته في كل عمل فني، وأعتقد أن هذا الأمر سيفقد العمل الفني قيمته الفنية وسيشعر المشاهد بالملل والتكرار، في رمضان المقبل ستظهر وجوه جديدة من خلال مسلسلات رمضان، وهذا شيء صحي، فلكل فنان أو وجه جديد الحق في الظهور على الشاشة وأخذ فرصته، التنوع جميل والمشاهد يحب أن يشاهد وجوهاً جديدة كسراً للملل والتكرار.
*بين تقديم البرامج والتمثيل.. لمن تميل الكفة؟
-تقديم البرامج شيء جميل جداً، ولاسيما إن كانت البرامج ترفيهية أو اجتماعية أو فنية وقريبة من الناس، بعيداً عن البرامج السياسية، في هذه البرامج ممكن أن تكون على الطبيعة أكثر دون تكلف، وحتى في البرامج الصباحية أناقش الناس باللغة الدارجة، إذ كلما كنت قريباً من الناس ستصل إليهم أكثر، اما بالنسبة للتمثيل فهو شغفي الأول وحلمي الكبير. أعتقد أن الكفتين متساويتان .
الدراما تتطور
*من خلال مشاركاتك في أعمال عديدة.. ماهو تصورك عن الدراما؟
-أعتقد أن الدراما في تطور واضح وملحوظ، وهذا ما شاهدته من خلال الأعمال التي شاركت فيها، او من خلال متابعتي للأعمال الأخرى، السنة التي مضت كانت أفضل من سابقتها، والسنة المقبلة ستكون أحسن، ومن خلال مناقشتنا للأعمال هناك قصص جميلة جداً لم تطرح سابقا، فضلاً عن الاهتمام بالديكور والإنتاج ومعدات العمل، كل هذه الأمور ستصب في مصلحة الدراما وتطورها، ومن الضروري أن نغادر المنطقة الرمادية في الدراما، لاحظ الإنتاج العربي الذي سبقنا بكثير، ولاسيما في مجال الكوميديا، على الرغم من أننا نمتلك ممثلين كوميديين رائعين جداً وعلى مستوى عال، لكن المشكلة تكمن في النص.
*هل ستكتفين بالظهور في الدراما التلفزيونية؟
-بالتأكيد الفنان يطمح الى أكثر من ذلك، هناك عمل سينمائي كبير بالنسبة للإنتاج والإخراج، وهو عمل عراقي عربي مشترك، ونحن الآن في مرحلة قراءة النصوص، وإذا جرت الأمور على ما يرام سوف أستغني عن الأعمال الرمضانية هذه السنة وأكتفي بمسلسل آمرلي لأتفرغ للعمل السينمائي.