الفنانة هند نزار “طيبة” الخطوة الحقيقية التي فجّرت موهبتي

حوار: أحمد سميسم /

رسمت لنفسها خارطة طريق صحيحة قادتها نحو الأضواء في وقت قياسي، كان حلمها منذ طفولتها أن تصبح فنانة مشهورة رغم رفض أهلها، لأنهم كانوا يتمنون لابنتهم أن تدخل مجال الطب، لكنها استطاعت أن تحصد النجاحات المتواصلة بعد جهد كبير في عدد من الأعمال الدرامية، فكان أول عمل يسند لها دور البطولة في مسلسل “النبي أيوب” من إنتاج شبكة الإعلام العراقي، إلا أن مفتاح الشهرة الكبيرة والنقلة النوعية في حياتها الفنية جاءت بعد مشاركتها في المسلسل التلفزيوني “طيبة” الذي عرض في رمضان الماضي، إذ كان من أهم محطاتها الفنية التي نالت استحسان الجمهورين العراقي والعربي.

هي فنانة لا تؤمن مطلقاً بشيء اسمه “الحظ”، بل كان إيمانها دائماً بالطموح والعمل الدؤوب والإصرار الذي يحقق ثمرة النجاح الحقيقي، كما أنها متأنية في اختيار أدوارها، ما جعلها ترفض أدواراً عديدة لم تلامس شغفها وطموحها اللذين تصبو إليهما.. كما قالت لـ” الشبكة”.
الفنانة الشابة “هند نزار” حلت ضيفة عزيزة على “مجلة الشبكة” فكان معها هذا الحوار الذي لا يخلو من الصراحة:

* دخلتِ الفن في عمر مبكر وكان أهلك من الرافضين دخولك مجال الفن لأنهم كانوا يتمنون أن ترتدي زي الطبيبة، كيف استطعت أن تتخطي حاجز الرفض؟
– هذا صحيح، أهلي كانوا من الرافضين فكرة أن أدخل مجال الفن، لذا واجهت صعوبات، فمنذ البداية كان لديهم هاجس أن أكون طبيبة المستقبل، لكني استطعت ان أقنعهم بطموحي وشغفي في أن أعمل في الفن، ولاسيما والدتي التي كانت رافضة بشدة، لكن بعد حديث طويل بيننا أصبحت ترافقني كثيراً في مرحلة الدراسة الجامعية إلى معهد الفنون الجميلة وكانت مطلعة على أعمالي، ونلت ثقة أسرتي جميعاً من خلال أعمالي الفنية الرصينة التي قدمتها تباعاً.

* كنت تحلمين أن تصبحي في يوم ما ممثلة مشهورة يشار لها بالبنان، اليوم، وبعد أن لامست النجاح، هل حققت ما كنت تحلمين به، أم أن المشوار لم يكتمل بعد؟
– بالتأكيد المشوار طويل بالنسبة لي، طموحي الفني لن يتوقف ما دمت أتنفس، لدي مشاريع وآفاق كثيرة في مخيلتي سوف أحققها في المستقبل، نعم لامست النجاح بعد عناء كبير وبنيت أساساً قوياً ممكن أن ارتكز عليه دون خوف، ولله الحمد أنا راضية عما حققته خلال 9 سنوات من عمري الفني لأني لا أقارن نفسي بأحد ما، بل أقارنها بنفسي وما أنجزته من سنوات مضت وعن ماذا سأحقق في السنوات المقبلة، لذلك أنا راضية، لكن لن أقف عن هذا الحد بل أطمح الى المزيد من حصد النجاحات.
لا اؤمن بالحظ
* هل تعتبرين أنك محظوظة كونك جسدت دور البطولة في أول عمل تلفزيوني لك في مسلسل (النبي أيوب) من إنتاج شبكة الإعلام العراقي بدور (ليلى)؟
– أنا لا أؤمن بكلمة الحظ مطلقاً، ولا اعتبرها مبرراً لتحقيق النجاح، لعبة الحظ ليست في قاموسي، بل لدي الاجتهاد والعمل الدؤوب المتواصل والإصرار والموهبة على تحقيق الذات، لذا، من كل تلك العوامل، تجدني أنطلق بشغف نحو سماء الإبداع بكل ما أوتيت من قوة وإمكانات تؤهلني لأشق طريق الفن، عملي في مسلسل “النبي أيوب” لم يأتِ اعتباطاً، بل وقع الاختيار عليّ بعد أن كان لدي أساس جيد في المسرح الجاد والسينما، ومن خلالهما تم اكتشافي من قبل أساتذة الفن للمشاركة في الأعمال الدرامية، فكان مسلسل “النبي أيوب” الذي أنتج عام 2013 أول عمل افتتح به الدراما العراقية بعد أن خضعت للاختبار وحصلت الموافقة على المشاركة في المسلسل.

* ذاع صيتك بصورة غير مسبوقة من خلال عملك التلفزيوني (طيبة) الذي عرض في شهر رمضان الماضي، هل كانت طيبة تمثل نقلة نوعية في حياتك الفنية ومفتاح الشهرة لك؟
– بلا شك عملي في مسلسل “طيبة”، الذي رشحني له الفنان محمد هاشم، أضاف لي الكثير، فمن خلاله حصلت على شهرة واسعة بين الجمهورين العراقي والعربي، رغم أني معروفة قبل اشتراكي في المسلسل، إلا أنه لا ينكر قد منحني نجومية على نطاق واسع، “طيبة” هي الخطوة الأولى الحقيقية بالنسبة لي في عالم الفن، التي فجرت الموهبة التي في داخلي وحققت طموحي والمستوى الذي كنت أتمنى ان أصل إليه.
* علمت أن هناك 30 فنانة قد رشحن لتجسيد دور “طيبة”، كيف وقع الاختيار عليك دون الأخريات؟
– نعم كانت هناك 30 فنانة شابة رشحن للاختبار لتجسد واحدة منهن دور “طيبة”، أنا كنت آخر فنانة منهن خضعت للاختبار من قبل إدارة المسلسل، بعدها قالوا لي أن ليست هناك فنانة سواك ستؤدي الدور، دخلت بعدها في رحلة أبعدتني عن العالم عبر تصوير المشاهد الذي استغرق 85 يوماً، إذ أن الشخصية كانت محورية وتتركز حولها جميع أحداث المسلسل، مررت بأيام متعبة جداً وحصدت ثمار التعب بعد عرض المسلسل.
لن أعود لتقديم البرامج
* هل هناك أوجه تشابه بين هند نزار وطيبة؟
– لا أعتقد ذلك، “طيبة” لا تشبهني مطلقاً، كونها تختلف عني تماماً، “طيبة” تعرضت للخداع والمكر بسبب طيبتها وعفويتها، لذلك انا مترفعة عن هذه الأساليب، وقد تخطيتها في الواقع، وكنت أحقد على طيبة عندما أشاهدها في التلفاز في مشهد صراخها على والدتها، وبالمقابل أحب طيبة اللطيفة البريئة الناعمة في مشاهد أخرى من المسلسل، لا أخفيك سراً أني تعرضت إلى ضغوط نفسية بسبب طيبة، ولاسيما بعد انتهاء المسلسل، وأصبحت أتأثر وأبكي كثيراً من أبسط الأشياء في حياتي، لكني استطعت أن أتخطى ذلك لأخرج من جلباب طيبة.
* خضت تجربة تقديم البرامج التلفزيونية، كيف تقيمين هذه التجربة؟ وهل ستمضين فيها؟
– لن أمضي في مجال تقديم البرامج بعد الآن رغم نجاحي فيه، تركت الإعلام منذ فترة ليست بالقصيرة بسبب أني أردت ان أركز على عملي كممثلة وأتمسك بهويتي الفنية بعيداً عن المجالات الأخرى، لربما قد أعود الى تقديم البرامج ذات الطابع الإنساني فقط.
* ما حلمك الذي تسعين إلى تحقيقه بشغف؟
– خطواتي المقبلة ستكون نحو العربية بإذن الله، وهناك مشاريع وأعمال عربية فنية خليجية ستكون انطلاقتي منها بالتنسيق مع أعمالي الفنية العراقية.
* ماذا تقولين للذين راهنوا على فشلك؟
– تضحك طويلاً… ثم تجيب: نعم هناك من راهنوا على فشلي من الوسط الفني، لكنهم خسروا الرهان بامتياز بسبب النجاح الذي حققته، فضلاً عن دعم الجمهور الكبير لي وإيمانهم بموهبتي وطاقاتي، وهذا ما لمسته من آراء الناس في الشارع وثنائهم على ما قدمته، والقادم أفضل إن شاء الله.

رؤية المخرج
* على الرغم من نجاح مسلسل طيبة، إلا أنه لا يخلو من الهفوات التي رافقت العمل، مثلاً المبالغة في النظرات الطويلة (الصفنات) في المشاهد، فضلاً عن بعض المشاهد التي لم تعرض على الرغم من التنويه لها خلال أحداث المسلسل!؟ ما تفسيرك؟
– لا يوجد عمل متكامل مئة بالمئة، إذ لابد من حدوث الأخطاء، لكن لو قارنا المسلسل على مستوى الدراما العراقية سنجده عملاً جيداً من حيث التقنية الحديثة في الصورة والإضاءة والألوان وحتى الأزياء المستخدمة الرائعة، أما الهفوات التي ذكرتها فأحترمها، لكن المعني بها مخرج المسلسل الذي له رؤيته وتصوره وليس لي الحق أن أتدخل في عمله.
* ما الشيء الذي ندمت علية ندماً كبيراً؟
– ندمت على مشاركتي في أحد المسلسلات العراقية -أعتذر عن البوح به- إذ لم أكن في مستوى الطموح من حيث الأداء والظهور.
* هل هناك دور ما تحلمين بتأديته؟
– ربما ستفاجأ لو قلت لك إني أحلم أن أؤدي دور (الولد) في الدراما!، باعتقادي أن مثل هذه الأدوار تبرز إمكانات وطاقات ومهارات الممثل المخزونة في العقل الباطن والإلهام الإبداعي، لذا فهناك طرق يمكننا توظيفها في مجال الفن لمساعدة عقلنا الباطن على القيام بإنجازها المبتكر في أجمل صورة فنية.
* ما أخبار قلبك؟ لمن يدق؟
– بكل صراحة قلبي لا يدق لأحد، أصبحت أفكر بعقلي أكثر مما أفكر بقلبي وأنجر لعاطفتي، حالياً ليست لدي أية علاقة ارتباط برجل ما، أسخّر وقتي كله للعمل، لكن قد يحين الوقت لذلك في الظرف المناسب.