حوار: محسن إبراهيم/
وسط أجواء الفن الحقيقي ترعرع أمير إحسان، فقد نهل من عائلته معنى الفن الملتزم، وكان التأثير واضحاً لجده الفنان الراحل عبد الستار البصري. صقل إحسان موهبته والتحق بمعهد الفنون الجميلة، متجهاً صوب المسرح الذي يعتبره المدرسة الأولى لكل فنان. وبعد أن صقل المسرح موهبته، اتجه إلى التلفزيون ليشارك في أعمال مهمة، منها (آمرلي) و(خيط حرير). مع الفنان الشاب أمير أحسان كان لنا هذا الحوار:
*البيئة والطفولة والعائلة لها تأثير خاص على حياة الإنسان.. كيف كان تأثيرها عليك كفنان؟
-أنا من سكنة منطقة الكاظمية، هذه المنطقة الساحرة بالجمال والحب والطقوس، التي كان لها تأثير حقيقي علي كإنسان أولاً وفنان ثانياً. طبيعة عائلتي كانت السند والأساس الأول لي. أبي كان داعماً لي منذ دخولي إلى معهد الفنون الجميلة وحتى هذا اليوم، وكذلك جدي الفنان الكبير عبد الستار البصري، الذي لم يبخل علي بأية معلومة أو ملاحظة لتطوير موهبتي، كذلك خالي الفنان محمد البصري، فهم كانوا الأقرب لي.
*عبد الستار البصري مدرسة فنية كبيرة، وأنت حفيد هذه المدرسة، ما الذي تعلمته منه؟
– علمني جدي الانتماء والحب والإخلاص والالتزام في العمل الفني، وهذه كانت أهم الأمور التي يجب على الفنان أن يتعلمها.
*صقلك المسرح، ثم اتجهت إلى التلفاز.. هل تعتبر أن المسرح هو بمثابة المدرسة الأولى؟
-المسرح هو المعلم الحقيقي للفنان، لذا يجب على الممثل أن يتعلم التمثيل اولاً من المسرح، وبعدها يتجة إلى التلفزيون، لا العكس.
*أين أنت من المسرح الآن؟
-شاركت قبل فترة زمنية قصيرة في مسرحية بعنوان (وين رايحين) للمخرج الدكتور حيدر منعثر وبطولة نخبة من نجوم الفن العراقي، وعرضت على خشبة مسرح الرشيد، وكانت تجربة استمتعت بها كثيراً، وقريباً ستجرى إعادة عرضها.
*تقمص الشخصية يحتاج إلى جهد ومران كبيرين.. كيف تعاملت مع الشخصيات التي جسدتها؟
-استعداد الممثل لتجسيد الشخصية التي يمثلها عامل مهم لنجاحه، ودرجة إتقانه لها، وفي العادة تحصل بروفات قبل التصوير بمدة زمنية، وأنا في العادة اقرأ السيناريو أكثر من مرة وأدرس الشخصية بالشكل الصحيح من كل الجوانب، مثل المشاعر، والإحساس، وطريقة الحديث، وطريقة المشي، وعلاقة هذه الشخصية بالشخصيات الأخرى، لكي يظهر في النهاية التكوين الحقيقي للشخصية في العمل الفني.
*هل تبحث عن تنوع الشخصيات أم الكم؟
-تنوع الشخصيات بكل تأكيد. الكم ممتع، لكنه قد يذهب بك نحو نفق مظلم.
*في مسلسلي (آمرلي) و(خيط حرير)، كان الشر هو ماهية الشخصيات التي مثلتها.. ألا تخشى أن توضع في هذا القالب؟
-أنا أحب تجسيد الأدوار المعقدة والنفسية، لأن مثل هذا النوع من الأدوار يكون صعباً ويحتاج إلى دراسة عميقة لكي يخرج إلى المشاهدة بالطريقة الصحيحة، لكني لا أخشى أن أكون بهذا القالب، ومع أن تجسيد هذا النوع من الشخصيات يكون صعباً للغاية، لكنه ممتع لي في تجسيده.
*شخصية تتمنى أن تجسدها؟
-أتمنى أن أجسد دوراً تاريخياً عن حياة الإمام علي بن أبي طالب، فهذا شرف كبير لي.
*هل أنت مع فكرة أن الدراما تتيح لنا رؤية أذهان الآخرين؟
-طبعاً، إذ إن المسلسلات وأشكال الدراما التلفزيونية، يكمن تأثيرها في أنها تخلق جسراً من الترابط العاطفي بين الأبطال والمشاهدين، حين يتحول أبطال المسلسل إلى رفقاء روحيين يأخذون حصة لا بأس بها من تفكير الناس وعواطفهم، ويحتلون مكانة مميزة في مناقشاتهم أيضاً، لأن الدراما التلفزيونية تجذب بعض الناس لیس لحبھم للدراما، ولكن لأنھا تتیح لھم نوعاً بارعاً من التلصص على أحوال وبیوت الآخرين.
*هناك من يحكم على العمل ربما من حلقتين.. كما حصل مع أعمال عدة توقفت عن البث.. مارأيك؟
-الثقافة والوعي يلعبان دوراً أساسياً في مثل هذه الأمور، ومن الخطأ الحكم على مسلسل من حلقة أو حلقتين، بل يجب أن تكتمل المشاهدة بما لا يقل عن عشر حلقات.
*من يتحمل دخول الطارئين إلى الوسط الفني؟
-الوسط الفني هو من يتحمل دخول الطارئين، وكذلك لا توجد قوانين نقابية تمنع مزاولة مهنة التمثيل لكل من هب ودب.
*حصدت مؤخراً جائزة أفضل ممثل شاب.. ماذا تمثل لك الجوائز؟
-أنا أعشق التمثيل، ومشروعي في الفن يتجاوز الجوائز، لكن الفوز بجائزة الهلال الذهبي لأفضل ممثل شاب قدم لي دفعاً معنوياً كبيراً.