مجلة الشبكة
من مجموعة الشباب الذين ظهروا في العام 2004، وقدموا أعمالاً درامية لاقت استحسان الجمهور، لكنه تميز عن أقرانه في أداء الشخصيات المختلفة في الكوميديا والتراجيديا، فدخل قلوب المشاهدين بلا استئذان. شارك في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية. يعتقد أن العمل ضمن منظومة فنية صحية وصادقة قد يدفع الدراما العراقية إلى الحضور في الصف الأول عربياً.. مع الفنان علي نجم الدين كان لنا هذا الحوار..
*(باب الشيخ) و(الدرس الأول)، وغيرهما من الأعمال كانت نقلة حقيقية في حياتك الفنية.. لمَ لا نشاهد مثل هذه الأعمال الآن؟
-نعم، في تلك الفترة كانت الدراما العراقية تعيش أياماً أفضل، وذات إنتاج غزير، ليس مسلسلا (باب الشيخ) و(الدرس الأول) فقط، إنما كانت هناك أعمال عدة أنتجت في تلك الفترة، حققتُ من خلالها النجاح بشهادة الجمهور والنقاد، مثل (البنفسج الأحمر، ورازقية، وحرائق الرماد، وسنوات تحت الرماد، وقصة حي بغدادي، وسفينة سومر)، وعشرات الأعمال التي أنتجت في الفترة بين 2004 و 2014، بعدها توقف الإنتاج بصوره عامة بسبب وضع العراق الاقتصادي، الحمد لله خلال السنوات الأخيرة أعيدت الحياة للدراما بشكل تصاعدي.
فرص كثيرة
*يرى بعض المتابعين أنكم جيل لم ينل استحقاقه.. مارأيك؟
-بالعكس، أتكلم عن نفسي، الحمد لله، أخذت فرصاً كثيرة أحسد عليها، إذ يكفي أني أكملت دراستي، وجسدت شخصيات كثيرة وأدواراً مُرضية، لكن الفترة التي اشتهرنا بها لم يكن هناك وجود لظاهرة السوشيل ميديا ودهاليزها وإن صح التعبير (مكرها)، التي لا تروق لي.
*ما الذي يحتاجه الفنان العراقي كي ينافس نظراءه في المنطقة؟
-الفنان العراقي، وهنا لابد أن نحدد الممثل العراقي، يحتاج إلى منظومة متكاملة وخلية فنية صادقة منتمية للفن، في نواحي التأليف والإخراج والإنتاج.
*اين يكمن الخلل إذاً؟
-حين يستوطن الخلل والفساد في أي مفصل من مفاصل العملية الإنتاجية (تأليف أو إخراج) سوف يستشري هذا الفساد في كل المفاصل الأخرى، إذ إن التفاحة الفاسدة تفسد التفاحة السليمة.
*أنت مع أن يكون المنتج فناناً حصراً؟
-نعم، فالفنان هو الأعرف بدهاليز العملية الفنية، وهو الأقرب إلى الفنان، فضلاً عن معرفته بالكثير من الأمور الفنية التي تهم العمل، سواء أكانت في النص أو الإخراج، لا ضير طبعاً أن يكون المنتج فناناً، لكن لا أعتقد أن ينجح هذا الأمر في العراق.
*بين التراجيديا والكوميديا.. كيف ومتى يستخدم الفنان أدواته؟
-أدوات الممثل هي كما أدوات صاحب أية مهنة، لكن لدى الممثل مهارة أن يقوم بتوظيف أدواته ما بين الكوميديا والتراجيديا في الزمن والمكان المناسبين، وكل شخصية يؤديها الممثل لابد من أن تكون لها أدواتها حتى يستطيع الفنان أن يقنع الجمهور بما يقدمه، إن كان ذلك في مجال الكوميديا أو التراجيديا.
*إدارة الإنتاج وتقديم البرامج.. هل تأكل من جرف الفنان أم أنها إضافة إلى مسيرته؟
-إدارة الإنتاج تأكل من جرف الفنان طبعاً وأكيد 100% ، بعكس تقديم البرامج، الذي هو مجال من مجالات الحضور الفني والتواصل مع الجمهور الحبيب. وأعتقد أن كثيراً من الفنانين العرب قد لجأوا إلى تقديم البرامج مثل نور الشريف وأيمن زيدان وآخرين.. وكانت إضافة جميلة في تاريخهم الفني.
نوعية مميزة
*هل ترى أن التركيز ينصب على النوعية في اختيار الممثل أم على الكم؟
-أنا مع الكم، إذ لابد لهذا الكم أن ينتج عملاً مؤثراً وولادة نوعية مميزة، أتمنى الابتعاد عن الشخصيات المشهورة السلبية لتسويق النتاج الفني، لكن لامانع من استثمار من يتمتع بشخصية إيجابية من المشاهير.. إن وجد.
*أنت مشغول الآن بعمل فني مسرحي جديد.. حدثنا عن هذا العمل؟
-نعم، ومنذ الشهر التاسع أنا أتمرن على هذا العمل المسرحي الوطني التربوي، الذي يحث على الأمن والحب والسلام في المناطق المحررة من بلدنا الحبيب. عرضنا العمل في محافظتي ديالى والأنبار، وبصدد عرضه في محافظتي نينوى وبغداد. العمل من تأليف المتمكن الكاتب حسين النجار، والمبدع المبتكر غانم حميد. أتشارك البطولة مع النجم المتألق محمد هاشم، والمبدع المحبوب ناهي مهدي، والملهمة هناء محمد، والفنان الرائد محمود شنيشل، والشاب الواعد نجم المستقبل أحمد غانم، والشابة الواعدة نجمة المستقبل محبة. بمصاحبة المايسترو جعفر خصاف، والدكتور أمير لتصميم وتنفيذ موسيقى العمل، والدكتور حيدر غني لتصميم وتنفيذ إضاءة العمل، وستار سعداوي لإدارة المسرح.
*وكيف هي أصداء العمل؟
-حقق العمل نجاحاً باهراً بشهادة المتلقين والنقاد، العمل عبارة عن أربع لوحات متصلة منفصلة، قمنا بتجسيد شخصيات مختلفة عدة بالنسبة لكل ممثل يلعب دوراً يختلف باختلاف اللوحات، وهذا الأسلوب جديد، أو إن صح القول إن العمل به قليل.
شغف ومسؤولية
*هل تشعر بحرية أكبر وأنت على خشبة المسرح؟
-المسرح هو المتنفس للفنان وشغفه الأول، نعم، أشعر بحرية أكثر وأنا على خشبة المسرح، فالمسؤولية هنا أكبر لأسباب عدة، منها أن الخطأ لايمكن إعادته، وأيضاً أكون على اتصال مباشر مع الجمهور، حيث أشعر بالتواصل معهم، إذ إن لكل فعل رد فعل.
*هل تؤمن بنظام (الكروبات) في المشهد الفني؟
– نعم، أؤمن بنظام (الكروبات)، فهذا النظام معمول به على المستويين العربي والعالمي، وهناك ممثلون يعملون مع أكثر من (كروب)، وأنا من هؤلاء الممثلين، وبدون غرور طبعاً، نتيجة أن تألق الممثل نفسه يكون محط أنظار مخرج أو منتج ما، لديه (گروب) خاص به.
*دائم الحضور في الفعاليات الإنسانية والاجتماعية.. هل على الفنان أن يكون في تماس مع مجتمعه أم العكس؟
-أشعر بالتطهير أثناء وجودي في المحافل الإنسانية والاجتماعية، وهنا أتكلم عن الجانب الإنساني، ولا أعلم إن كان على الفنان أن يكون حاضراً، المهم في الموضوع هو البعد الإنساني، لأن الفنان إنسان أولاً وأخيراً.