سميرناصر/
صور جميلة وفعاليات منوعة، عكست واقع الفن العراقي المتميز، من خلال الرقصات الفولكورية والدبكات الكردية التي أمتزجت مع الموسيقى الشعبية والأغاني التراثية، والملابس الملونة (المزركشة) والأداء السريع والايقاع الفريد من نوعه..
تجسدت جميعها في احياء التراث والأدب والفنون والفولكلور العراقي، هذه الدبكات والفعاليات الراقصة سجلت حضورا كبيرا على مستوى المهرجان العالمي الذي اقيم في دولة السويد مؤخرا، فكانت بحق أكثر اثارة ودهشة ومحط جذب وأعجاب جميع الحاضرين من الشعب السويدي ومن شعوب العالم الأخرى التي تابعت بشغف ولهفة منهاج المهرجان الفني الغنائي الموسيقي الراقص، الذي يعد الأول والفريد من نوعه في العالم، وبمشاركة واسعة للفرق العراقية الكردية، فضلا عن مشاركة بعض الدول العربية والأوروبية، وابرزها فرنسا وامريكا والبرازيل والمانيا وبوليفيا والارجنتين والنمسا وايطاليا وسوريا وبنغلاديش ولبنان وفلسطين ومصر، علاوة على الدول الاسكندنافية ومنها السويد والدنمارك والنرويج وفلندا.
في هذا المهرجان والكرنفال الجميل، استعرضت الفرق الفنية العربية والعالمية لوحاتها الراقصة التي عكست واقعها التراثي والحضاري والفني من خلال الاداء الجميل والمميز لأعضاء هذه الفرق التي انتشرت في ساحات العرض وحضرها اكثر من (50 ) الف متفرج من جميع بلدان العالم ، وكان للفرق العراقية حضور أستثنائي ومختلف تماما عن بقية المشاركين، كونها قدمت الدبكات والرقصات الكردية التي ابهرت الحاضرين وحققت نجاحا كبيرا على صعيد المهرجان.
اختيار الملابس الملونة
في حوار سريع اجرته “الشبكة” مع مسؤول فرقة نوروز الكردية فرهاد صديق صالح للحديث عن مشاركة الفرقة ضمن المهرجان العالمي فقال: الفرقة التي تشارك الان في المهرجان تأسست عام 2000 وتضم اكثر من 20 فتاة شابة، جميعهن من كردستان العراق ومن اللاتي تتراوح اعمارهن من 17 – 22 عاما، ويمتلكن الخبرة العالية في مجال اداء الرقص الكردي على انغام الموسيقى الشعبية، فأستطعن جذب انتباه الجميع بالاداء الرائع لهذه الفرقة المعطاء التي اثبتت وجودها وكيانها وتميزها المستمر في المحافل العربية والدولية، والتي تقدم الفعاليات الراقصة بشكل ملفت للنظر من خلال اختيار الملابس الملونة التي تكون عادة في غاية الجمال والروعة، مؤكدا ان الهدف من تأسيس الفرقة هو جمع الشابات والشباب العراقيين الكرد في خيمة واحدة وجعل ارتباطهم بالفن وبالتقاليد الشعبية الموروثة من أهلنا في العراق، مشيرا الى ان عضوات الفرقة يتلقين التدريبات اليومية على أيدي مدربين ماهرين من ذوي الاختصاص في مجال فنون الرقص الفولكلوري والشعبي، حيث اكتسبن خلال السنوات الماضية الخبرة الكبيرة في الاداء النموذجي والصحيح ، ومن خلال تقديم الفعاليات المختلفة في العديد من المشاركات الفنية التي اقيمت في مناطق عديدة من السويد، مؤكدا ان الفرقة احيت الحفلات الفنية المتميزة التي نالت اعجاب واستحسان الحاضرين، ومنها الحفل الذي اقامته السفارة العراقية لمناسبة الاسبوع الثقافي العراقي في العاصمة السويدية ستوكهولم وبحضور سفير العراق في السويد، وقال ان الفرقة قدمت العديد من الدبكات الكردية المنوعة خلال هذا المهرجان، وقد تم اختيار افضل الأغاني والألحان الكردية التي تلائم الذوق العام للجمهور الذي حضر المهرجان من مختلف الاجناس والشعوب، ما جعل الجمهور السويدي والجمهور من الشعوب العربية والأوروبية الأخرى يصفقون للفرقة بحرارة وينبهرون كثيرا لما قدمته من أغان عراقية تراثية قديمة بصحبة الموسيقى الشعبية، وما تحمله هذه الأغاني من موروث فني عريق، حيث نقلت هذه الفعاليات الصور الجميلة وابرزت الوجه المشرق للعراق المحب للتآخي والسلام، وكذلك في احياء الفولكلور العراقي الجميل الذي قدم الى هذا الجمهور الوفي من الذين قطعوا كل هذه المسافات البعيدة ليحضروا المهرجان، ونراهم هنا وهناك يتابعون عن كثب هذه الفعاليات بأنتشارهم الواسع والكثيف في الشوارع العامة والساحات المخصصة للعروض المختلفة، وهناك من الجمهور الذي غصت به الفضاءات والساحات السويدية الخضراء وهم يفترشون الأرض لمتابعة ومشاهدة جميع الفعاليات الراقصة التي استمرت لأكثر من خمس ساعات متواصلة، وقال تلقت الفرقة تشجيعا كبيرا من قبل الجميع وان هذا التشجيع يحفزنا اكثر على تقديم الاحسن والأفضل والأجمل، موضحا أن الفرقة حصلت على العديد من الجوائز التقديرية، ومن المؤمل ايضا وخلال الفترة المقبلة تطويرعمل الفرقة وزيادة عدد اعضائها ودمج طاقات متميزة أخرى، فضلا عن اختيار المزيد من الأغاني والدبكات الكردية الجديدة خلال الموسم المقبل.
متابعة العروض العراقية
من جانب آخر كان للجالية العراقية والعربية في السويد حضورها المتميز في المهرجان، وقد جاءت الى السويد من المناطق والدول القريبة منها، لتحتشد على جانبي الطريق وتحيي وتشجع الفرق المشاركة، معبرين عن دهشتهم وفرحتهم وسعادتهم بجميع العروض والفعاليات التي اقيمت ضمن هذا الكرنفال الجميل، وكانت هناك على هامش المهرجان احاديث لـ ( الشبكة ) من قبل العوائل العراقية ، حيث اجمعوا على ان المهرجان كان ناجحا ومتميزا بكل تفاصيله وفقراته ومنهاجه الحافل، كونه يجمع اصحاب الفن الرفيع والراقي في العديد من الدول العربية والأوروبية ومن جميع انحاء العالم. وقد استمتعنا كثيرا بأداء الفرق الموسيقية العراقية بالذات التي ابدعت بأدائها المتألق واختيارها للأغاني.