الشبكة العراقية
“إذا أردنا أن نظهر للعالم أحداثنا التاريخية والدينية، فيجب أن نتوجه إلى السينما العالمية، وأن نعلم الآخرين بأننا نريد أن نعرض هذا الفيلم للعالم أجمع، ولا يجب أن يكون ذلك دون خطة عمل. وأنا كمخرج أعتقد أن هذا الفيلم راعى كل هذه الملاحظات الفقهية والقانونية”.” هذا ما قاله المخرج أحمد درويش عن فيلمه (القربان).
قصة الفيلم
الفيلم من تأليف وإخراج الإيراني أحمد رضا درويش، الذي كان يعرف مسبقاً أنه سوف يضطر إلى السير في طريق صعب لإنشاء وعرض مثل هذا العمل التاريخي، الذي قد لا يخلو من المخاطر التاريخية. انطلق درويش لتقديم رواية سينمائية لحركة عظيمة إلى الجمهور. في البداية قام بالكثير من الأبحاث والدراسات عن تاريخ حادثة كربلاء، ولم يقصر في استشارة أهل العلم في هذا الاتجاه. ومن الناحية القانونية استعان بآراء المستشارين في المواضيع التاريخية والأسس الشرعية والفقهية للفيلم إلى ما بعد الانتهاء من السيناريو. باشر عملية تصوير فيلمه بالتزامن مع أربعينية الإمام الحسين في مدينة (يم) التابعة لمحافظة كرمان وسط إيران، واستمر من خلال تصوير 250 مشهداً للفيلم في مدن أخرى، منها (شهداد وأصفهان وشاهرود ورباط كريم)، لتنتهي بعد عام في ضواحي طهران، وقد أنشئت جميع أعمال الديكور داخل إيران، بالإضافة إلى ذلك جرى تصوير أكثر من 60% من الفيلم في الأماكن الطبيعية.
تتناول قصة الفيلم أحداث ما بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان، التي تبدأ برسالة يزيد خليفته إلى والي المدينة المنورة للحصول على بيعة الإمام الحسين (ع). (بكير بن هور) شاب شغوف وباحث عن الحقيقة، هو الساعي الخاص الذي جرى تكليفه بتسليم الرسالة، وفي المدينة المنورة علم بكير بمضمون الرسالة التي لا تطلب البيعة فقط، وانما يتعلق الأمر بقتل الإمام الحسين (ع). رأى بكير الإمام (ع) في مكة وتعرف على أفكاره، وشهد كتابات أهل الكوفة لدعوة الإمام الثالث للشيعة، وبعد ذلك أحداث محرم سنة 61 هـ واستشهاد الإمام الحسين (ع) وأصحابه، تلك بعض المواضيع التي صورها هذا الفيلم. كان بكير بن هور حامل رسالة يزيد إلى المدينة حاضراً في هذه الحوادث مع أبيه (الحر بن يزيد الرياحي)، وهما أول من وقف أمام قافلة الإمام، لكن مع مرور الأحداث وفي يوم عاشوراء، أدرك بكر وأبوه حقيقة الحسين (ع) فانضموا إلى جيش الإمام (ع).
جوائز
الفيلم حائز على جوائز عدة، منها جائزة (كريستال سيمورج) في مهرجان فجر السينمائي الـ32، حيث حصل المخرج أحمد رضا درويش على جائزة (البيرق الذهبي)، عن تأليف وإخراج فيلم (القربان)، كما حصل الموسيقار العالمي (استيفان فربك) على جائزة العنقاء البلورية عن تأليفه موسيقى الفيلم. شارك الفيلم في عدد من المهرجانات في العراق، حيث اقتنص جوائز عديدة منها جائزة أفضل فيلم في مهرجان بغداد الدولي عام 2015، ثم جائزة أفضل فيلم برأي الجمهور في مهرجان بغداد عام 2015، والجائزة الخاصة بأفضل إخراج في مهرجان الغدير الدولي بالنجف عام 2016، وشهادة تقدير ووسام مهرجان النهج الثالث في كربلاء عام 2017.
شارك في تمثيل أدوار الفيلم عدد من الفنانين الإيرانيين والعرب، أبرزهم: بوريا بور سرخ، وحسين بور شيرازي، وفرهاد قائميان، وبابك حميديان، وبهادر زماني، وأنو شيروان أرجمند، ومهتاب كرامتي، وشقايق فرهاني، وليلى بلوكات، وزهرة حميدي. ومن سوريا الفنانون جمال سليمان، وطلعت حمدي، ورضوان عقيلي، وفواز سرور. ومن العراق الفنان جواد الشكرجي. ومن الكويت داوود حسين. ومن لبنان فادي إبراهيم.