محسن ابراهيم /
ليس من السهل أن يحول المرء حياته من مهندس إلى مخرج سينمائي في هولندا كان عليه اتخاذ القرار الصحيح، وضعه ذلك الاختيار أمام تحديات قوية تجاوزها وتم الاختيار وأصبح مراد مخرجا ليحول ما في خلجات نفسه إلى الشاشة وهذا ماكان يحلم به منذ الطفولة إذ لم تكن الفرصة متاحة أن يدرس السينما في بغداد، وفي بريطانيا تحقق الحلم.
الهندسة والسينما
ولد جعفر مراد في بغداد وهاجر إلى هولندا في تسعينيات القرن الماضي وحصل على بكالوريوس في الهندسة الالكترونية من جامعة (اوترخت) وعمل في مجال الهندسة لفترة طويلة، وعند زيارته لأحد ستوديوهات هوليوود، قرّر أن يصبح مخرجا سينمائيا، توجّه إلى بريطانيا لدراسة السينما، وحصل على شهادة الماجستير في الإخراج والتصوير والمونتاج وكتابة السيناريو من جامعة (هالام)، وحصل مشروع تخرّجه على المرتبة الأولى.
أسهمت الغربة في بلورة موهبة مراد وتغيير مساره من الهندسة إلى السينما، اشتغل في بداياته الافلام القصيرة وحقق نجاحا واضحا من خلال اشتغاله لأفكار جديدة في تلك الأفلام التي يهتم معظمها في المعالجات النفسية والاجتماعية وهو يعبّر عمّا مرّ به العراقيون في المهجر، ومن أهم تلك الأفلام (بايسكل ولا داعي لحبر وهارمونيكا وشوكولاته ساخنة والعودة إلى فيكتوريا وخلف المرآة وفيلم ليفربول)، يعد جعفر مراد من المخرجين القلائل الذين درسوا على أيدي أساتذة مختصين في بريطانيا، دخل إلى قناة (bbc) ليمارس التمثيل مرة ومونتيرا مرة أخرى إلى أن استطاع أن يبدأ الخطوة الاولى في إخراج الفيلم الأول.
شارك مراد في مهرجانات عربية وعالمية، في معظم الولايات الاميركية لا سيما في هوليود وسان فرانسيسكو، وفي عدد من دول أميركا الجنوبية ومعظم الدول الاوروبية، إضافة إلى مهرجانات عربية في مصر والمغرب وليبيا وبالتأكيد العراق. كما حصل على لقب سفير السينما العراقية في مهرجان كام السينمائي بمصر.
أربع جوائز
البحث عن موضوع مهم يكتب ويخرج كعمل وثائقي بحاجة إلى جهد كبير والمواضيع التي يزخر بها المجتمع العراقي مواضيع متعددة وكثيرة، لكن هناك موضوع واحد لامس مشاعر المخرج مراد وهو حرب الخليج وما صاحبها من تداعيات كبيرة أثرت في الشعب العراقي.
وصمة عار هو أول أفلام جعفر مراد الوثائقية، تتحدّث قصة الفيلم عن الظلم الكبير الذي طال فئة كبيرة من الشباب العراقي، الذي كان ضحية حرب الخليج عام 1991، ركّز المخرج على مدينة البصرة وعدّها انموذجا لباقي مدن العراق، الفيلم من إنتاج 2020 الذي حقق أربع جوائز من مهرجان ريو دي جانيرو البرازيلي وهي أفضل فيلم عالمي وأفضل فيلم وثائقي وأفضل سيناريو وأفضل مخرج، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها فيلم عراقي هذا النجاح في نفس المهرجان وأول حالة في تاريخ المهرجان أن يحصل فيلم على هذا الكم من الجوائز. فضلا عن حصوله على جائزتين في السويد من مهرجان السويد السينمائي ومهرجان ستوكهولم وأربع جوائز من بريطانيا.