محسن ابراهيم /
في العام 1955 بدأ هاوياً حين أهداه والده آلة تصوير, داعب أزرارها بشغف فولد بينهما حب من نوع خاص. أيقن أن هذه الآلة سوف ترافقه طيلة أيام عمره. وعلى مدى42 عاماً من عمره كانت الكاميرا رفيقة دربه,ملوك ورؤساء وأحداث سياسية وثقافية أرشفها الخادي بعدسته, التقط صوراً لعبد الكريم قاسم وجمال عبد الناصر ونهرو وسوكارنو وأنديرا غاندي وتيتو وبريجنيف وجعفر النميري وغيرهم من زعماء العالم, أول مصور لنقابة الصحفيين عام 1959 حين كان الشاعر الكبير الجواهري نقيباً لها والتقط العديد من الصور للجواهري كانت ضمن ملف أعدته جريدة الجمهورية آنذاك, اول مصور عراقي وعربي يتنكر بزي الشحاذين عام 1969 ويعيش معهم ليتعرف على أحوالهم ويكشف زيف تلك المهنة. كان شاهداً على قضايا وأحداث تاريخية مرت بالعراق، بدأت من نهايات العصر الملكي مروراً بالجمهوريات المتلاحقة والانقلابات المتعاقبة، كانت الصورة لديه هي الشاهد وهي الوثيقة.
حقبة تاريخية
تاريخ التصوير الصحفي في العراق رسم ملامحه وصفاته مجموعة مصورين وثّقوا الأحداث والشخوص والأماكن. فكلما تقدم عمر الصورة وتأخر تاريخها غلا ثمنها المعنوي والمادي .والمصور الصحفي الراحل مجيد الخالدي من مواليد بغداد 1941 واحد من اهم المصورين في تاريخ الصحافة العراقية، بدأ التصوير منتصف خمسينات القرن الماضي كهاوٍ، بعدها تتلمذ على يد أشهر المصورين منهم مراد الداغستاني والياس جموعة حتى دخل الصحافة من بوابة جريدة البلاد التي كان يرأسها الراحل فائق بطي. عمل أيضاً منذ عام 1957 في عدد من الصحف كالطليعة والزمان، بعدها عمل في جريدة النور أواسط الستينات والتي كان يرأسها الرئيس الراحل جلال طالباني.
الصحفيون في الستينات والسبعينات يعرفون أن هاتين الحقبتين أفرزتا كبار المصورين، وعلى إثرها تأسست اول جمعية للتصوير في العراق، وكانت المنافسة كبيرة جداً على تقديم أفضل الصور الصحفية، وتحديداً في السبعينات بمجلة ألف باء وجريدة الجمهورية وصحف أخرى، وأبرز المصورين الصحفيين الذين عاصروا مجيد الخالدي هم جاسم الزبيدي وحازم باك وسامي النصرواوي، وكانت هذه الأسماء تتنافس محلياً وعربياً وعالمياً .
أرشيف خالد
مجيد الخالدي صوّر أغلب زعماء الوطن العربي والعالم بداية من نهرو وغاندي وجعفر النميري وتيتو وسوكارنو وجمال عبد الناصر وكل رؤساء الجمهورية العراقية من عبد الكريم قاسم وصولاً الى جلال طالباني والتقط صوراً لأهم الشخصيات الثقافية كالجواهري وعبد الوهاب البياتي وعلي جواد الطاهر وعلي الوردي والعديد من الشخصيات العراقية المهمة. الخالدي تزوج مرتين وأنجب سبعة أولاد من بينهم أربعة يعملون في مهنة الإعلام، وكذلك زوجته الثانية المصورة الصحفية حمزية جاسم .
يعد الخالدي من أوائل المصورين في الصورة الملونة، ففي عام 1976 كان يحمّض ويغسل ويطبع الأفلام الفوتغرافية في منزله بمنطقة الكرادة. عمل في نقابة الصحفيين العراقيين وكان أول مصور لها بعد تأسيسها عام 1959 فزامل الجواهري وأقرانه وعمل مع الشبيبة والأجيال المتعاقبة ليكمل أكثر من خمسين عاماً في العمل الصحفي كان آخرها مع جريدة الاتحاد .
توفي مجيد الخالدي عام 2009 تاركاً لأولاده تاريخ العراق بالأبيض والأسود والملون، اذ لم تنشر من صوره بعد وفاته إلا مجموعة صور تثير الفضول لمعرفة أسرار الأرشيف الكامل .