سنان السبع/
من المسرح المدرسي بدأ شغفه بالمسرح يكبر يوما بعد آخر، قدم عمله المسرحي الأول «المعلم جبار» وهو لم يبلغ بعد التاسعة من عمره، ليستمر معه هذا الحب مع دخوله معهد الفنون الجميلة ببغداد فكلية الفنون الجميلة.
هذا الحب انتج العديد من الأعمال المسرحية كان فيها ممثلا ومخرجا، وعشرات المسلسلات الدرامية وعدد من الأفلام السينمائية، إنه المخرج المسرحي والممثل اياد حامد الذي التقته «الشبكة» في السويد حيث يقيم.
¶هل كانت بداياتك من المسرح أم التلفزيون؟ وماذا اضافت إليك دراستك في معهد وكلية الفنون الجميلة؟
ـأعتقد أن البداية تكاد تكون واحدة لجميع الفنانين الذين دخلوا هذا المضمار، ولا أقصد هنا العراقيين فقط، فالمدرسة هي الحاضنة الأولى والحقيقية للمواهب، وهكذا كانت بداياتي مع المسرح المدرسي حيث اشتركت في مسرحية (المعلم جبار) وأنا في الصف الثالث الابتدائي، ومنها اصبت «بفايروس» الفن المسرحي، ومازال يرافقني حتى اليوم. ولا أعتقد أني سأشفى منه.
أعمال مرحلية
¶هل تعتقد أن الدراما نجحت في تصوير حالة العراق ما بعد ألفين وثلاثة وتقديمها الى المتلقي العربي بكل تفاصيلها اليومية وأحداثها المختلفة؟
ـ للأسف، أغلب الأعمال التي اتخذت من السياسة ثيمة أساسية لها قد فشلت، وفشلها لم يكن في الدراما فقط، بل حتى الأعمال المسرحية سواء كانت عالمية أم محلية أصابها الفشل ذاته، إذ تسقط هذه الأعمال في المباشرة والدعائية والسطحية وكل هذه النقاط تجعل منها آمالا آنية أو أعمالا مناسبات مرحلية لاترقى الى الخلود، لذا نرى عبر التأريخ المسرحي العالمي والمحلي أسماء مؤلفين وأعمالا خالدة، في حين ذهبت عشرات الأعمال الى الأرشيف ولم يحالفها الحظ باعادة بثها، ولو أخذنا الدراما العراقية على وجه التحديد، فلاتزال مسلسلات مثل الذئب وعيون المدينة وتحت موس الحلاق وعالم الست وهيبة عالقة في الأذهان، وتشاهد الى الآن من قبل الجيل الجديد على اليوتوب.
¶العدد الكبير للفضائيات العراقية هل تعتقد انه أثر سلبا أم ايجابا على مستوى الأعمال الدرامية العراقية؟
ـالعبرة ليس بعدد القنوات، إنما بما تقدم، هناك قنوات عربية وعراقية ازدادت شعبيتها وارتفع عدد مشاهديها كونها تنتج أعمالا درامية، والعكس صحيح، فالدراما تعطي تلك القنوات مصداقية ورصانة لدى المشاهد، وهذه حقيقة تغيب عن أغلب القنوات الفضائية، لذا صدقني أن قلت أني لا أشاهد أي قناة عراقية أو عربية لا تنتج دراما، للأسف أصبحت أغلب القنوات ملكا لمموليها وأصحابها، فنرى صور وأخبار صاحب القناة وهو يستقبل أقرباءه أو أنها تغطي نشاطاته الشخصية!، أنا متأكد أن الكثير من هذه الفضائيات ستختفي وتنطفئ بانطفاء (ابو الدخل).
المسرح بخير
¶كيف ترى حالة المسرح اليوم، وهل تتابع الأعمال المسرحية العراقية التي تعرض الآن؟
ـ حالة المسرح العراقي بخير وهي متطورة قياسا بحلقات المجتمع، كما هو حال الفن التشكيلي والشعر والعزف على آلة العود وغيرها، ولا أريد أن أذكر أسماء فالقائمة طويلة جدا. البلد الذي توجد فيه أمثلة ونماذج خالدة يكون دوما ولودا. بالتأكيد أنا أشاهد جميع الأعمال المسرحية حين أكون متواجدا في العراق، أما التي لم أستطع مشاهدتها، فاتابع أخبارها وما يكتب عنها. لست قلقا على المسرح العراقي، أقولها وأنا مسترخ لقد شاهدت أعمالا لاتزال عالقة في مخيلتي وسمعت أيضا عن أعمال أخرى احدثت ضجة ثقافية.
¶قدمت أكثر من عمل مسرحي في السويد ممثلا ومخرجا، كيف كانت أصداء هذه الأعمال؟ وما مشاريعك الجديدة هنا؟
*قدمت أعمالا للطفل والشباب والكبار وللعائلة، كما قدمت أعمالا باللغة العربية واللغة السويدية وبعضها كان بانتومايم، الصحافة العربية كتبت بفرح عن الأعمال التي قدمت باللغة العربية، وكتبت الصحافة السويدية عن الأعمال التي اخرجتها باللغة السويدية، آخر عمل كنت فيه مساعدا للمخرج لأهم فرقة سويدية وهو مسرحية (جئت لأراك) للصديق الفنان كريم رشيد، والحقيقة كان دوري أكثر من مساعد للمخرج، أستعد الآن لتقديم عمل شعبي عراقي، فعدد الجالية العراقية هنا أصبح مشجعا.
مقارنة صعبة
¶بماذا يختلف المسرح الغربي عن العربي؟ وما الذي ينقص المسرح العربي؟
-المقارنة صعبة، وصعبة جدا، المسرح الأوروبي مسرح عريق له تأريخ طويل ابتداء من عصر الأغريق، ولديه مؤسسات ضخمة وميزانيات هائلة، فالمختبرات المسرحية والمعاهد المتطورة والمسارح الحكومية والأهلية، في كل قرية وفي كل منطقة وفي كل مدرسة توجد قاعة عرض، هناك مسارح للطفل ومسارح للشباب ومسارح للصم والبكم ومسارح الصيف، مسارح الدولة ومسارح الفرق الحرة ومسارح المهاجرين بلغاتهم المختلفة ..الخ، في مدينة ستوكهولم وحدها يوجد أكثر من أربعمائة فرقة مسرحية، أعتقد أن الاجابة واضحة.
¶بكلمة أخيرة ماذا تقول لجمهورك في العراق من خلال مجلة الشبكة العراقية؟
ـاتمنى لقراء مجلة الشبكة العراقية رفيعة المستوى كل الخير وأن يكون اللقاء قد اسهم ولو بشكل بسيط بتسليط الضوء على بعض همومنا. والفن هو الوجه الناصع لأي بلد، والبلد الذي لايوجد فيه فن متقدم لاتوجد فيه حياة.