كنان ابراهيم /
عد نقاد ومتابعون سوريون، مسلسل (الرابوص)، الذي يعمل عليه المخرج اياد نحاس مع نخبة من نجوم الفن السوري، عملا جديدا ومميزا في شكله ومحتواه وبأنه “سيترك بصمة مميزة في الدراما السورية».
“الرابوص” (أي الكابوس أو الجيثوم) الذي كتبه سعيد الحناوي، يتناول مجموعة من القضايا الاجتماعية في قالب من الرعب والتشويق الدرامي، حيث يتتبع المسلسل الكثير من الجرائم والمشاكل المجتمعية التي يرتكبها أفراد تحت ضغوط أو أمراض نفسية معينة، ويبقى أثرها يطارد المجرم طوال حياته مثل الشبح تماما.
حبكة قصصية
يقول مخرج العمل الفنان أياد نحاس، في حوار أجرته معه مجلة “الشبكة العراقية”، أن العمل يتميز بحبكة قصصية ستكون علامة فارقة في تاريخ الدراما العربية، وذلك لاختلافه في الطرح عن كل ما عداه من مسلسلات، إذ اتخذ تركيبة مختلفة تقوم على إيجاد زمن يعود لما قبل خمسين عاما ويستخدم شخوصه أدوات تكنولوجية موجودة اليوم.
وأضاف نحاس: “بهدف مواكبة التنافس، كان لا بد من القيام بخطوة مركبة وصعبة كهذه، لذا سنأتي بزمن قديم ولكن بأدوات حديثة، إذ سيشاهد الجمهور الشخصيات تحمل جهاز موبايل وتتصل من خلاله، وهذا افتراض بالمطلق”.
رعب الماورائيات
وردا على سؤال بشأن مغزى إدخال مشاهد رعب، وهي ربما المرة الأولى في الدراما السورية، يقول نحاس “أن المسلسل ليس مسلسل رعب بالمطلق فنسبة مشاهد الرعب فيه لاتتجاوز 20 بالمائة والباقي هي عمليا قصص رومانسية ودراما، أما الرعب الموجود فهو يتكلم عن الماورائيات أو الأشياء الخارقة للطبيعة، والعمل لا يناقشها من وجهة نظر علمية أو من وجهة نظر دينية. ويؤكد نحاس أن العمل يطرح هذه الظواهر كعمل فني وبصورة حيادية بحيث تكون قابلة لتفسيرين، كأمراض نفسية أو ظواهر خارقة للطبيعة، أو شيء له علاقة بالماورائيات أو بالجن أو الاشباح.
مدينة افتراضية
وعن كيفية تجسيد هذه المشاهد يقول نحاس: من أجل ان نكمل الشيء الغريب بالموضوع ومن أجل أن نكمل الفكرة الجديدة كي تكمل ابعادها وتكون جديدة حقا، فقد اخترنا مدينة افتراضية وزمانا افتراضيا، فنحن لم نتقيد بمدينة أو دولة معينة أو زمان معين، فحكايتنا هي حكاية افتراضية تحدث في مكان ما فاخترنا مدينة صافيتا (السورية) للمشاهد الخارجية وهي تشبه مدينة جبيل اللبنانية التي تطغي عليها اللمسة الحجرية بالمعمار وهي قريبة جدا من المدن الموجودة في جنوبي ايطاليا.
نخبة من الفنانين
وعن الفنانين المشاركين في (الرابوص) قال نحاس “يعمل معنا نجوم سوريا ونجوم لبنان مع حفظ الألقاب، أبرزهم بسام كوسا وأمل عرفة وفايز قزق وضحى الدبس وعبد المنعم عمايري ومحمد حداقي ويحيى بيازي وليث المفتي ويامن الحجلي وراكان تحسين بيك واحمد رافع وسلمى المصري وكندا حنا ومرح جبر جني واسبر رنا وشميس نظلي الرواس ومن لبنان بير داغر وعمار شلق. ويتوقع للمسلسل الذي سيعرض خارج المواسم الرمضانية، أن يترك بصمة مميزة في الدراما السورية، كما يقول نقاد، خاصة أن المسلسلات السورية التي تعالج الجريمة وفي إطار الرعب تكاد تكون شحيحة أو طرحت كهامش أو كجانب من جوانب الدراما في المسلسلات التي تطرح قضايا أخرى، ولم يتم التركيز عليها في عمل درامي مستقل.
حياة مروعة مع اشباح
وفي تفاصيل بعض الشخصيات التي ارتكبت جرائم وتعيش حياة مروعة مع أشباحها يؤدي النجم السوري عبد المنعم عمايري شخصية فهد الذي يفتتح المسلسل مشاهده على صورة له وهو معلق على حبل المشنقة، حيث يكون محكوماً بالإعدام، إلا أنه ينجو من ذلك ليعود العمل بطريقة “الفلاش باك” إلى حكايته وقصته التي أوصلته إلى حبل المشنقة. ويجسد الفنان بسام كوسا دور والد فهد وهو مجرم ويعاني من “رابوص” يترصّده وهذا الشبح هو والده أبو فهد، أمّا جريمة فهد فهي اغتصاب شقيقة صديقه عياش الذي يؤدي دوره الفنان محمد حداقي وهي فتاة قاصر، فقد اغتصبها من دون أن يعلم صديقه لتهرب الفتاة خوفاً من بطش شقيقها، بينما يقع فهد في مواجهة مع شقيقته سناء التي تؤدي دورها النجمة السورية نظلي الرواس.