بغداد تحتضن “مهرجان العراق لمسرح التعزية”

رجاء حسين /

تحت شعار (المسرح منصة إنسانية يتجلى فيها النبل البشري والقيم الجليلة)، افتتح مهرجان العراق لسينما ومسرح التعزية الدولي الخامس الأسبوع الفائت على خشبة المسرح الوطني، وعلى مدى خمسة أيام
صدحت عالياً أبيات عبد الرزاق عبد الواحد في حبنا للإمام الحسين عليه السلام على خشبة المسرح وهي تقول:
قَدِمتُ .. وَعَفْوَكَ عن مَقدَمي
حَسيراً ، أسيراً ، كسيراً ، ظَمي
قدِمتُ لأحرِمَ في رَحْبَتَيْك
سَلامٌ لِمَثواكَ من مَحرَم
فَمُذْ كنتُ طفلاً رأيتُ الحسين
مَناراً إلى ضوئِهِ أنتَمي
ومُذْ كنتُ طفلاً وجَدتُ الحسين
مَلاذاً بأسوارِهِ أحتَمي
وَمُذْ كنتُ طفلاً عرَفتُ الحسين
رِضاعاً.. وللآن لم أ فطَمِ !

وكنا قد أثرنا موضوع المسرح الحسيني بين الواقع والتجسيد في عدد سابق من “الشبكة” وطرحنا سؤالنا: هل وجدت واقعة الطف بكل ما تحمل من معانٍ وقيم إنسانية وإيثار من يعبر عنها مسرحياً؟ ليأتي الرد سريعاً بإعادة إقامة هذا المهرجان المهم بعد انقطاع لسنتين بسبب جائحة كورونا.. المهرجان كان بإدارة الفنان منير راضي وبإشراف مهند شاكر حميد وبرعاية محافظ بغداد محمد جابر العطا.
الافتتاح كان بفيلم “أناخت برحيلك” سيناريو وإخراج أزهر خميس، ثم عرضت مسرحية “قيامة الكلمة” وهي من توليف وإخراج منير راضي، تمثيل محمود أبو العباس، آسيا كمال، مازن مصطفى، وآخرون.. تخللت العرض المسرحي أشعار كل من الشعراء بدر شاكر السياب وعبد الرزاق عبد الواحد وأدونيس وحسين القاصد…
كما وكانت عروض المسرحيات على امتداد أيام المهرجان كالآتي:
مسرحية “حلقة الشِّمر” على مسرح الرافدين لفرقة فناني صلاح الدين, ومسرحية “انتهاكات” لفرقة المسرح الجاد في الفلوجة في باحة منتدى المسرح, ومسرحية “حذائي” في ساحة القشلة. وعلى خشبة كلية الفنون الجميلة في بابل مسرحية “إلى الإشارة.”
وكان ختام العروض في جامعة الكوفة مع مسرحية “الجرعة الخامسة” لمنظمة عيون الثقافية.
وقدمت أيضاً جوائز أفضل نص مسرحي لمسرح التعزية حيث كان المركز الأول لمسرحية “محاكمة حميد بن مسلم” لعلي الخباز والمركز الثاني لمسرحية “آيبولا” للفنان كاظم نعمة اللامي، والمركز الثالث لمسرحية “أريد أن أحلم” للفنان العربي اليمني د. علي الجنفدي..
فسلام الله على شهيد الكلمة الإمام الحسين عليه السلام وإلى مبادرات ومهرجانات مستمرة لتجسيد الأسطورة الحسينية الخالدة..