السليمانية / الشبكة العراقية
بمشاركات عراقية ودولية واسعة، أقيم في محافظة السليمانية المهرجان الدولي الأول للتصوير الفوتوغرافي، الذي يعد حدثاً ثقافياً وفنياً مهماً يُعقد في الإقليم. تضمن المهرجان عرض 100 لوحة فوتوغرافية لـ 90 فناناً من إقليم كردستان وبقية محافظات العراق، وإيران وسوريا ومصر والهند والمغرب وتونس والجزائر، ودول أخرى.
للحديث عن هذا المهرجان كان لـ “الشبكة العراقية” لقاء مع السيد (بختيار سعيد رشيد)، رئيس المهرجان ومدير مركز سبعة ألوان في السليمانية، الذي حدثنا قائلاً:
“ولدت فكرة المهرجان بعد أن أقمنا، قبل ثلاث سنوات، مهرجاناً للتصوير الفوتوغرافي على مستوى إقليم كردستان، فكرنا بعدها أن يكون لدينا مهرجان أوسع، يشارك فيه مصورون فوتوغرافيون من جميع الدول، فأعلنا الفكرة وبعثنا بدعوات عديدة للمشاركة، تلقينا بعدها أعمالاً لما يقرب من 67 مصوراً فوتوغرافياً من جميع محافظات العراق، فضلاً عن مصورين من إيران وسوريا وبريطانيا وغيرها من الدول، شكلنا بعدها لجنة فنية لاختيار الأعمال المشاركة، وحددنا ثلاث جوائز للفائزين الأوائل، فكانت الجائزتان الأولى والثانية من نصيب مصورين من محافظات عراقية، أما الثالثة فكانت لفائز من إقليم كردستان.”
تلاقح فني
يضيف رشيد قائلاً: “هذا المهرجان هو الأول من نوعه، المختص بالتصوير الفوتوغرافي، الذي يقام في إقليم كردستان. نسعى من خلاله إلى تعزيز فن التصوير الفوتوغرافي وتسليط الضوء على المصورين المحليين والدوليين، وتبادل الثقافات والتجارب الفنية بين المشاركين. في الحقيقة فإن مثل هذه المهرجانات مهمة جداً للتعارف والتلاقح الفني المشترك، وتمتين العلاقات بين مصوري العالم، كذلك الوصول إلى صورة فوتوغرافية محترفة. ولا أغفل طبعاً سعينا إلى إبراز الثقافة الكردية من خلال العدسة الفوتوغرافية، وتقديم منصة للتعبير الفني، كما يعد المهرجان فرصة لتعزيز التواصل الثقافي والفني بين إقليم كردستان ودول العالم. أشعر بالفخر والسعادة أن المصورين من بقية محافظات العراق شكلوا العدد الأكبر في المشاركة، جاء بعدهم مصورو الإقليم، ثم المصورون من الدول الأخرى المشاركة، كالجزائر وتونس والمغرب وإيران وسوريا والهند وغيرها، وجميع الأعمال المشاركة حملت أصالة ونكهة الدول المشاركة وجسدت جماليات الحياة، كما أن بعضها جسّد أيضاً مآسي الأطفال ومعاناتهم أوقات الحروب.”
صداقة فنية
يستمر مدير المهرجان في حديثه مع “الشبكة العراقية” فيقول: “من خلال مهرجاننا هذا تعرفنا على كثير من الفنانين الفوتوغرافيين، وأنا أعتز جداً بهذه الصداقات، إذ إن الفن في كل جوانبه هو رسالة صداقة وحب وجمال.”
مؤكداً أن “في النية إقامة مهرجانات أخرى في أربيل وبغداد من خلال جمعية المصورين الفوتوغرافيين في العراق، وإن شاء الله نتمكن أن نقيم المهرجان في محافظات العراق الأخرى، كالبصرة وكربلاء المقدسة.”
من جانبه، تحدث لنا الفائز الأول في المهرجان، المصور مصطفى تركي، عن مشاركته قائلاً: “اتسمت مشاركتي في المهرجان بالكثير من التشويق، فمجرد القبول في هذه المسابقة يعد فوزاً بحد ذاته، وذلك لأن المهرجان حظي بمشاركة عالمية من تسع دول وأكثر من مئة مصور، لذا كان للفوز طعم خاص، ولذة الفوز دائماً ما يكون شعورها مختلفاً، ولاسيما عندما تحرز المركز الأول. كان المهرجان بحق مميزاً بمشاركات دولية مزجت الثقافات العربية بلوحات جميلة احتضنها إقليم كردستان، ونحن -كمصورين- دائماً ما نشجع على إقامة مثل هذه المسابقات الفوتوغرافية، إذ إنها المرآة التي تعكس الفن داخل المصور وتظهره للناس. ولا يسعني إلا أن أشكر القائمين على هذا المهرجان والجهود التي بذلت لإنجاحه، ونتطلع لإقامة المهرجان في السنة المقبلة لتقديم نسخة جديدة مميزة.”