جمولي:يوم مُنحت لقب السد العالي

عبد الجبار خلف/
حين التقيته في بيته عام 2000، كانت ذاكرته متوقدة بالرغم من الشيخوخة التي أخذت منه مأخذها، طلبت منه أن يبحث لي في أرجاء حياته عن يوم له مكانة مميزة في عمره ولم ينسه أبدا؟ على الفور أجابني: أنه يوم المباراة التي اطلق علي فيها لقب (السد العالي) وهو اليوم الأقرب إلى نفسي.
وعن هذا اليوم قال نجم الكرة العراقية الكبير جميل عباس الشهير بـ (جمولي) (1927 – 2005): أنه يوم لم أنسه طوال أيام حياتي لأنه أثار في نفسي سعادة كبيرة، شعرت بحلاوتها حتى وأنا شيخ عجوز. كان ذلك في عام 1962 في مدينة حلب السورية، في مباراة المنتخب العراقي ضد المنتخب المصري الشقيق في اطار اللقاء الثلاثي للمنتخبات العسكرية (العراق ومصر وسوريا)، وكان المنتخب المصري يضم أبرز نجوم الكرة المصرية آنذاك مثل يكن ورفعت الفناجيلي والظظوي، وقبل بدء المباراة كان الجمهور والمتابعون يقولون أن الظظوي سيخترقني وسيسجل أربعة أو خمسة أهداف في مرمانا الذي كان يحرسه آنذاك موفق عبد المجيد، فقد كان الظظوي لاعبا موهوبا وليس هنالك مهاجم مثله.
يقول: بدأت المباراة، والجميع يترقب ما سيفعله هذا المهاجم في دفاع المنتخب العراقي الذي أنا أحد لاعبيه، وحاول الظظوي أن يخترقني في أولى محاولاته فلم يتمكن، وركزت كل أهتمامي عليه، بل أنني لم أجعله يتحرك وكان يجدني أمامه اينما يذهب وإذا ما أتته الكرات عالية يجدني اقفز إليها قبله.
ويتابع جمولي قائلا: في هذه المباراة فزنا (2 – 1) وكانت المباراة تنقل مباشرة بصوت المعلق المصري المعروف الكابتن لطيف وهو الذي اطلق عليّ لقب (السد العالي)، إذ كان يقول في تعليقه على المباراة (عندنا في مصر السد العالي وفي العراق الكابتن جميل عباس هو السد العالي) فتلقفت الصحافة هذا اللقب من تعليق الكابتن لطيف على المباراة ومن ثم صار الجمهور يناديني به وهو ما أعتز به كثيرا.
استراح الكابتن جمولي قليلا ولم تفارقه الابتسامة برغم التعب ثم فقال: لذلك أنا أعتز جدا بهذا اليوم، ودائما ما أتذكره وهو يوازي عندي اليوم الذي نصبوا لي فيه تمثالا أمام ملعب الكشافة في محلة الكسرة.
واللاعب جميل عباس (جمولي) هو المدافع العنيد في فريق الحرس الملكي ومن ثم الفرقة الثالثة والعديد من المنتخبات العراقية على مدى سنوات طويلة تمتد إلى الأربعينات والخمسينات والستينات، وهو صاحب أول تمثال يقام للاعب كرة قدم عراقي.