زيدون تريكو… المؤلف الموسيقي والمطور الأشهر لآلة العود عالمياً

جمال ناصر/
يعد الفنان العراقي، عازف وصانع العود، زيدون تريكو المولود في مدينة بغداد، المنحدر من عائلة فنية وحرفية اكتسبت شهرة واسعة في العراق والعالم العربي، واحداً من أشهر المطورين لصناعة العود، ولاسيما العود (الزيدوني)، والعود ذا الزندين. وخلال مسيرته في صناعة العود، كتب تريكو عشرات المؤلفات الموسيقية جسد من خلالها صور الحياة والطبيعة والغربة والحنين الى الوطن.

محطات فنية
يؤكد تريكو أن “الفنان الحقيقي يجب أن تكون لديه بصمة فنية خاصة يمتاز بها عن الآخرين، وهذه البصمة هي التي ميزت مؤلفاته.” يضيف زيدون أن “الإبداع ليست له حدود مادامت الحياة تتجدد وتتغير، وحين يكون العمل نابعاً من حب الإنسان لعمله، فلابد من أن يلقى الترحيب من قبل المستمع.”
يؤمن بأن حب العمل يدفعنا الى الابتكار، ويعتقد أن الفكرة هي عبارة عن ومضة تمر علينا من الطبيعة، او استلهام شيء ما نراه بمنظار رؤيتنا للأشياء من حولنا.
العود الزيدوني
يشير تريكو الى أن “العود الزيدوني ذا الزندين يعد باكورة اختراعاتي، ويمتاز هذا العود بمواصفات لا يمكن تحقيقها في العود العادي. بعد ذلك جاء العود ذو (الغزالات الأنولاقية)، الذي يحقق 120 صوتاً مطلقاً، وكأن العود يصبح 120 وتراً رغم أنه 6 أوتار مزدوجة فقط. والكمان ذو الصوت المزدوج ثم الجوزة الزيدونية المتطورة الموازية لآلة الكمان، والرق الزيدوني الذي يجمع بين الماضي والحاضر، والأوتار الزيدونية (الباص) لآلة العود، ثم الصورة المائية والموسيقى المائية.”
وبالنسبة الى الفنان تريكو فإن المتعة تكمن عندما ينجز العمل ويظهر للمستمع بتوزيع جميل يرتقي مع تطور الفن وأذن المستمع الناضجة، وهنا لابد لنا من أن نحافظ على هوية موسيقانا من خلال إبداعنا وإعلامنا، إذ لو كان إبداعنا غير حقيقي، فبالتأكيد سوف تختلط الهوية الموسيقية، لأنها اقتباس. أما الإبداع الحقيقي فلا يمكن أن يتشابه، ولا حتى يحدد بحقبة زمنية، إذ إن الإبداع الحقيقي هو مرآة لجدور ذلك المؤلف.
سر الصنعة
عن أسرار صناعة العود، يعتقد تريكو أن “الخلل يكمن فينا، إذ إننا لا نتحد ولا نتفق على رأي واحد، بينما في الغرب وجدوا قياسات متفقاً عليها، وبدأوا بصناعة آلاتهم. أما نحن، ومن دون دراية ودراسة وعلم، بدأ كل صانع يجتهد ويضع له قياسات وأشكال ليميز نفسه عن الآخرين. منذ زمن كنت أقول للجميع إنه يجب أن تكون هناك قياسات وأشكال ثابتة لكي نحافظ على تراثنا الفني، أما جودة الآلة فتكمن في مهارة ونزاهة الصانع، إذ إن الحياة مستمرة، جيل يذهب وجيل يأتي، والمبدع الحقيقي هو من يتمسك بالأصل ليكون مرجعاً له. كلنا نطمح لرفع اسم العراق عالياً، بل ونطمح الى أن يكون في المقدمة دائماً، قدوة يشهد له في المحافل الموسيقية العالمية.”