مجلة “الشبكة العراقية” /
لم تكن سلمى حايك، المولودة في الثاني من كانون الأول عام 1966من أصل لبناني، تحلم أن تصبح ممثلة مشهورة ونجمة من نجمات هوليوود, لكنها بعد أن شاهدت فيلم (ويلي ونكا ومصنع الشوكولاتة), قررت أن تلج هذا العالم. في سن الثانية عشرة، جرى إرسالها إلى أكاديمية القلب المقدس في نيو أورلينز- لويزيانا.
وبعد التحاقها بجامعة (يونيفرسيداد) الأمريكية المرموقة في مكسيكو سيتي، شعرت بأنها مستعدة لمتابعة التمثيل بجدية.
لن يطول بك الوقت سوى بضع لحظات حين تتبع خطوات سلمى، حتى تكتشف أنها امرأة عازمة على تعريف نفسها. حاول احتواءها في صندوق، لتجد أنها سوف ترفع الغطاء لترتفع بعيداً في كل مرة.
حين احتجت عائلتها على تركها الكلية لمتابعة التمثيل, أخبرتهم أن التمثيل هو مصيرها، ثم شرعت في أن تصبح واحدة من أكبر نجوم المسلسلات في بلدها بعمر 22 عاماً. الذي حدث أنها، بعد أن ضحك معجبوها على اختيارها مغادرة المكسيك في عام 1991، تمكنت من شق طريقها إلى عالم لوس أنجلوس، حين صعدت على متن طائرة بشجاعة أكبر مما يمكن أن تحمله حقيبتاها. وبعد عام واحد فقط، تغلبت على عسر القراءة لتتعلم اللغة الإنجليزية، وحصلت على أول دور سينمائي لها في Mi Vida Loca.
في حينها انتشرت شائعات بأنها كانت على علاقة سرية مع الرئيس المكسيكي، وأنه غادر معها هرباً من غضب زوجته، لكنها لم تهتم، بل شقت طريقها إلى لوس أنجلوس، حيث اقتربت من هوليوود، لكن بحماس ساذج، وسرعان ما علمت أن الممثلات اللاتينيات كن يحصلن على أدوار خادمات أو عشيقات أو عاهرات محليات، لتظهر في أدوار بسيطة، لكنها بعد أن شعرت بعدم التقدير من قبل صانعي الأفلام، عبّرت عن إحباطها في برنامج (بول رودريغيز) الحواري باللغة الإسبانية.
صدفة مثيرة
صادف أن (روبرت رودريغيز) وزوجته (إليزابيث أفيلان) كانا يشاهدانها، وفتنا بها على الفور، وسرعان ما منحها فرصة كبيرة مع النجم (أنطونيو بانديراس) في (عبادة كلاسيكية) عام1995، ما جعلها تطرق باب الشهرة في هوليوود، حيث كان رواد السينما منبهرين بأدائها. بعد ذلك رشحها رودريغيز مرة أخرى لتلعب دور البطولة في فيلم (العبادة) الكلاسيكي عام1996 ..لكن أول فرصة للنجومية تهيأت لها في وقت لاحق عام 1997مع Fools Rush In لكنه كان نجاحاً متواضعاً، مع ذلك استمر نجمها في الارتفاع في كل من الأفلام التجارية وأفلام مثل
Breaking Up مع (راسل كرو) 1917، لتنال بعدها جائزة أفضل ممثلة. قدمت شركة إنتاجها الفيلم الروائي المكسيكي No One Writes to the Colonel 1999, الذي عُرض في مهرجان كان السينمائي واختير كأوسكار رسمي للمكسيك كأفضل فيلم أجنبي.
حققت حايك نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر، ورشحت لست جوائز أكاديمية، بما في ذلك جائزة أفضل ممثلة. فازت بجوائز للمكياج من قبل Elliot Goldenthal. في وقت لاحق من ذلك العام وسعت آفاقها، وأخرجت فيلم
The Maldonado Miracle 2003 الذي عرض في مهرجان Sundance السينمائي. وفي العام ذاته، لعبت دور البطولة مرة أخرى أمام بانديراس. كما لعبت دور البطولة في فيلم (بعد غروب الشمس) 2004، أمام (بيرس بروسنان)، وفيلم (اسأل الغبار) 2006 أمام (كولين فاريل)، ثم دور البطولة في فيلم (Bandidas 2006).
حياة سعيدة
تشعر سلمى حايك بأنها محظوظ جداً، وتعتقد أنها حققت الكثير من النجاحات، ولاسيما أنها وجدت الحب، إذ أن أعظم إنجاز لها هو أنها وجدت إنساناً رائعاً يشاركها حياتها، كانت تعتقد أن ذلك الزواج لن ينجح، إذ كانت تظن أن كل المتزوجين كانوا يعيشون سراً في الحزن، وهو أمر يتحملونه من أجل أولادهم، لكنها أقرت بأنها منذ زواجها في العام 2009، أصبحت ترى الأمور بشكل مختلف جداً، وباتت ترى في ذلك مصدراً للسعادة بدلاً من الحزن بفضل الأيام السعيدة التي تعيشها مع زوجها الملياردير الفرنسي فرانسوا هنري بينو، الذي يدعمها ويلهمها نحو النمو، كما أنها أنجبت طفلاً، وبرغم أن ذلك حصل في وقت متأخر من حياتها، لكنها تمتلك عائلة سعيدة، كما أن لديها أعمالاً ناجحة.