سوزان الصالحي: المنافسة الحقيقية تكون بين الممثل ونفسه!

حوار/ محسن إبراهيم

ربما تلعب الصدفة دوراً كبيراً في حياة الفنان وتقوده إلى طريق لم يفكر فيه سابقاً، وهو ماحدث مع الفنانة سوزان الصالحي، التي وجدت نفسها في طريق الفن دون سابق إنذار، لتبدأ مشوراها من خلال أعمال نالت استحسان المشاهدين، متحديةً نفسها عند تجسيد أدوار الشخصيات التي لعبتها.

الصالحي كانت ضيفة مجلة “الشبكة العراقية” عبر حوار حاولنا فيه تسليط الضوء على مسيرتها الإبداعية، حوار كان سؤالنا الأول فيه:
* أين ومتى وكيف كانت بداية مشوارك الفني؟
– ربما تلعب الصدفة دوراً كبيراً في حياتنا، وخصوصاً في مجال الفن، وهو ما حدث معي عن طريق (كاستنك) في شركة (درب التبانة) للمنتج نبيل طاهر، ومن خلاله بدأت سلسلة الأعمال التي حاولت جاهدة أن تكون بمستوى الطموح.
* برأيك، ما الذي ميّز مسلسل (ناي) الذي شاركتِ فيه عما قدم سابقاً في مسلسلات تناولت حياة الطلبة في الحرم الجامعي؟
– مسلسل (ناي) كان محاولة لنقل معاناة الشباب الجامعي، وإيصال رسالة لهم، عبر قضايا عائلية وعاطفية تضمنها العمل. فضلاً عن محاولته – العمل- مخاطبة طوائف العراق ومكوناته المختلفة. ربما هذا ما كان يميزه عن بقية المسلسلات، وأستطيع القول إن رسالتنا فيه قد وصلت، التي كان مفادها أن لا وجود للمستحيل لو امتلك المرء الإرادة. أما الأعمال الأخرى، فأعتقد أنها كانت تعمل داخل الحرم الجامعي وتتناول قضية واحدة لا أكثر، وهنا لا أقصد أن أبخس جهودهم، لأن أعماهم كانت جميلة.
* هل تمتلك المنافسة في الوسط الفني معايير صحيحة؟
– نعم، هناك منافسة صحيحة تعتمد على التنافس الشريف بين الفنانين في اختيار الأدوار أو نوع العمل، وهناك أيضاً منافسة يشوبها الكثير من الأشياء التي لا يصح وجودها في الوسط الفني، المنافسة الحقيقية تلك التي تكون بينك وبين نفسك قبل أي شخص آخر، وهي الطريق الوحيد الذي سيجعلك في تطور دائم، وبالتالي المنافسة تصب في صالح العمل، إذ يتسابق الفنانون لتقديم ماهو أفضل ضمن المعايير الصحيحة، كما ذكرت.
* هل فعلاً أن الشباب محارَبون؟
– بالعكس، هناك دعم كبير من الجميع للشباب، والفرص التي قدمت لهم ربما لم تقدم لغيرهم من قبل، وها نحن نرى ولوج أسماء جديدة إلى الساحة الفنية، والدليل هو هذا الكم الهائل من الممثلين الشباب الذين ظهروا في الأعمال الأخيرة، لأنهم عناصر مكملة لنجاح أي عمل.
*ما الذي يغريك في قبول شخصية ما لتؤديها؟
– أفضّل دائماً تقديم شخصيات تختلف عما قدمته سابقاً، يكون فيها تحدٍّ جديد مع نفسي، ومن خلالها أستطيع أن أصل إلى المشاهدين بطريقة مثلى، إضافة إلى اختيار النصّ وما كتب للشخصية التي أؤديها، أفكارها وماهيتها، هذه التفاصيل هي ما تغريني في قبول الشخصية من عدمه.
* بين (ناي)، و(قصة)، و(انتقام روح)، أين وجدت سوزان نفسها؟
– كل شخصية من هذه الشخصيات كان هناك فيها شيء مني، ومثلت جزءاً من حياتي، أو تركت شيئاً في داخلي، لكن الأقرب إلى شخصيتي الحقيقية هي (ناي)، إذ حملت الشخصية الكثير من الصفات المشتركة بيني وبينها.
* برأيك، هل الموهبة كافية لأن يشق الفنان طريقه نحو النجاح؟
– بالتأكيد أن الموهبة هي الأساس لكل أنواع الفنون، والموهبة وحدها قادرة على صناعة فنان، لكن النجومية تحتاج معايير أكثر، وهذا ما نتمناه ونسعى لتحقيقه، من أجل أن نمتلك مواصفات النجوم، سواء كانوا يمتلكون كل مواصفات النجومية محلياً وعربياً وعالمياً.
* ما الأهم بالنسبة لكِ، تنوع الشخصيات أم الكم في العمل؟
– تنوع الشخصيات هو من يخدم الممثل أكثر، ومن الممكن أن تجسد شخصية تثير مشاعر الكره لك عند المشاهد، في حين يتعاطف نفس المشاهد مع شخصية أخرى، التنوع يمنح الفنان نوعاً من العاطفة من قبل المشاهد، وهذا بحد ذاته يُحسب للفنان، لأن الوصول إلى قلبه غاية أي ممثل، وهو دلالة على السير في الطريق الصحيح.
* بماذا تصفين وقوفك الأول أمام الكاميرا؟
– كان شعوراً غريباً جداً، إذ أحسست بالخوف والتوتر، لكن في اللحظة التي نظرت فيها إلى عدسة الكاميرا ابتسمت، وتحدثت مع نفسي، وأخبرتها أن مشوارنا سيكون طويلاً، ويجب أن نكون أصدقاء، ومنذ ذلك الحين كلما وقفت أمام الكاميرا أنقطع عن العالم، ولا أشعر بأحد، ولا أفكر بشيء، لأنها لحظتي الخاصة مع صديقتي الكاميرا.