أحمد سميسم /
حرصت شبكة الإعلام العراقي بمنصاتها الإعلامية والصحفية كافة منذ انطلاق التظاهرات السلمية يوم الأول من تشرين الأول الماضي، التي شملت أغلب محافظات العراق، على نقل الخطاب الرسمي الرصين المهني بعيداً عن لغة التزييف والتأجيج، وذلك بنقل الصورة الحقيقية من غير رتوش أو تزويق إعلامي إلى الجمهور العراقي والعربي، عبر فريق كبير من المراسلين الإخباريين المنتشرين في بغداد والمحافظات منذ الصباح الباكر وحتى المساء، يعملون بروح وطنية وهدف اسمه العراق أولاً، وسط عاصفة صفراء من الأخبار المزيفة ولغة التصعيد التي أطلقتها بعض القنوات الفضائية بشكل يومي لمحاولة تضليل الرأي العام عبر شاشاتها التي أصبحت هاجساً يؤرّق كل باحث عن الحقيقة في ذروة الأزمات والصراعات السياسية والشعبية.
وللخوض في غمار هذا الموضوع بشكل أوسع التقت “مجلة الشبكة العراقية” عدداً من مديري الشبكة والمراسلين الإخباريين للحديث عن دور شبكة الإعلام العراقي في تغطياتها الإخبارية حول التظاهرات وردود الأفعال تجاهها واختلاف خطابها عن سائر القنوات الفضائية الأخرى.
استعدنا ثقة المتظاهرين
مدير قناة العراقية الإخبارية جعفر العائدي يقول: تمكنا في مدّة وجيزة من نقل جميع الأحداث والفعاليات من ساحة التحرير، مركز ثقل المتظاهرين وسط بغداد، كما استطعنا أن ننقل صورة التظاهرات السلمية عبر شاشة العراقية الإخبارية بشكل مباشر وحصري في الأسابيع الأولى من انطلاق التظاهرات في بغداد، على الرغم مما تعرض له مراسل العراقية الإخبارية ومراسل قناة الاتجاه الفضائية أيضاً من عبارات الشتم والقذف والسب في ساحة التحرير أثناء التغطيات الإعلامية من بعض الذين يحاولون أن يشوهوا مسار التظاهرات، إلا أن هذا التصرف لن يثنينا عن عملنا وإيصال صوت المتظاهرين السلميين ومطالبهم المشروعة إلى أصحاب القرار في الحكومة العراقية.
أضاف العائدي: لم نكتفِ بتجوال كاميرا العراقية الإخبارية وحدها في ساحة التحرير، بل رافقها (لوغو) العراقية في شوارع التحرير بكل حرية وانسيابية، بعد أن استعدنا الثقة بين المتظاهرين وشاشة العراقية، وفهم المتظاهرون خطابها جيداً عبر التناغم والتغطيات المستمرة على مدار 10 ساعات على الهواء مباشرة، بالتناوب بين الفواصل التلفزيونية والبرامج والنشرات الإخبارية التي تغطي التظاهرات هنا وهناك بكل شفافية وحياد كفعل حضاري كفله الدستور العراقي، فضلاً عن ذلك سجلنا لقاءات عدة مع مجموعة من المتظاهرين السلميين في ستديوهات العراقية الإخبارية الذين أرادوا إيصال صوتهم ومطالبهم عبر شاشة العراقية، قناة الشعب العراقي بكل طوائفه.
الوجه المشرق للتظاهرات
من جهته، أوضح مدير قناة العراقية العامة، حيدر الفتلاوي، أن قناة العراقية العامة أوقفت برامجها المعتادة وارتبطت في بثها اليومي مع قناة العراقية الإخبارية منذ اليوم الأول من انطلاق التظاهرات، كون الأخيرة هي المسؤولة بشكل مباشر عن التغطيات المرتبطة بالحدث السياسي وتغيرات الشارع العراقي، إذ استنفر كادر العراقية العامة بجولات تصويرية في أماكن التظاهرات في بغداد على الرغم من التصرفات غير المنضبطة التي تعرض لها فريق العمل في محاولة للنيل من العراقية ونهجها الوطني المعتدل.
أضاف الفتلاوي: أنتجنا أول فلم وثائقي من أجزاء عدة بجهود قناة العراقية العامة، حمل اسم (سلمية) يتناول سلسلة من أحداث التظاهرات السلمية وإبراز الوجه المشرق والإيجابي لحركة التظاهرات، على عكس ما روجته بعض القنوات التي ركزت على الصور السلبية فقط، الفيلم يبرز جوانب عدة كتعاون المتظاهرين مع القوات الأمنية وحملات المتظاهرين الواسعة لتنظيف ساحة التحرير، التي أعطت صورة جميلة للعالم بأن المتظاهر العراقي ليس مخرباً، فضلاً عن الجوانب الفنية من رسومات وأعمال تشكيلية فنية أنجزتها مجموعة من الرسامين على جدران نفق ساحة التحرير والمناطق المحيطة به.
الخطاب المهني
وأشار مدير قناة التركمانية ومديرية الإعلام الوطني، نوفل عبد دهش، إلى أن شبكة الإعلام العراقي كان لها دور كبير في التعامل مع التظاهرات السلمية من خلال الخطاب الذي يعتمد المهنية والاحترافية العالية في نقل الوقائع بشكل معتدل، بعيداً عن التطرف والكذب والتزييف الذي قامت به للأسف الشديد كثير من المنصات الإعلامية من دور تحريضي على العنف ضد الممتلكات العامة كالحرق واستخدام العنف ضد القوات الأمنية، إذ وثقت الشبكة بقنواتها ومنصاتها المظاهر الإيجابية لنشاطات المتظاهرين كالمعارض والرسومات الفنية والعيادات الطبية وتوزيع الطعام، وكان لكاميرا مديرية الإعلام الوطني حضور فعال في ساحة التحرير في إجراء اللقاءات مع المتظاهرين بكثافة وايصال الأحداث ونقلها إلى المشاهد الكردي والتركماني في عموم العراق والعالم.
سبق الإذاعة
وكان للإذاعات أيضاً دور مهم في تغطية الأحداث ونقل الوقائع عبر الأثير، مديرة إذاعة جمهورية العراق سميرة جياد تقول: حرصت إذاعة جمهورية العراق من بغداد منذ انطلاق التظاهرات التي عمّت بغداد وعدداً من المحافظات العراقية على أن تكون السبّاقة في نقل الأحداث والمطالب التي خرج المتظاهرون من أجلها، وكانت مايكرفونات الإذاعة حاضرة في التغطية المميزة عبر برامجنا المباشرة والتسجيلية والتغطيات الخاصة، إذ خصصنا خطة كاملة للتغطيات الإخبارية، منها برنامج (ستديو عشرة) الذي فتح الاتصال المباشر مع المتظاهرين والمسؤولين لسماع المطالب والتحاور بشأن تلبيتها، كذلك تخصيص ساعة كاملة من الواحدة الى الثانية ظهراً لبثّ الأناشيد الوطنية التي تتغنى بحب العراق والمحافظة عليه، ناهيك عن التغطيات الخاصة من الرابعة الى الخامسة مساءً لنقل معاناة المتظاهرين والاستماع إلى مشكلاتهم وإبراز الجوانب الإيجابية في التظاهرات، فضلاً عن التواصل مع شبكة المراسلين في المحافظات التي شهدت التظاهرات السلمية، وكذلك ارتباط إذاعة حمهورية العراق مع القناة الإخبارية في التغطيات والنشاطات والمؤتمرات الصحفية والبرامج الحوارية.
صوت العراقية
لا يمكن أن نغفل الدور الكبير الذي لعبه المراسلون الإخباريون في شبكة الإعلام العراقي وهم يجوبون مناطق التظاهرات صباح مساء في بغداد والمحافظات من أجل نقل الحقيقة للمواطنين. المراسل سجاد الموسوي أوضح قائلاً: إن شبكة الإعلام العراقي، حسب الإحصائيات، لديها تغطيات مستمرة على مدار 18 ساعة ما بين تقارير إخبارية ولقاءات مباشرة وبرامج وفواصل بقنواتها الخمس، ما تميزت به قناة العراقية الإخبارية عن بقية القنوات الأخرى في نقل التظاهرات هو دعم القنوات الفضائية الأخرى بالنقل المباشر لموقعي ساحة التحرير والمطعم التركي، ومنحهم صورة مباشرة على مدار ساعة مجاناً دون مقابل مع (لوكو) العراقية، ومن تلك القنوات قناة الشرقية، وقناة آسيا، وقناة بلادي، وقناة الاتجاه، وقناة المسار، وجميع القنوات الأجنبية العاملة في العراق، ربما البعض يشكل على طريقة خطاب قناة العراقية المعتدل كونها قناة الدولة الرسمية وتلتزم بمعايير السلوك المهني والأمانة الوظيفية، نحن ننقل الأحداث الإيجابية والقانونية والمطالب المشروعة للمتظاهرين بطريقة خالية من التهويل والتضخيم الإعلامي.
المراسل الإخباري حسام التميمي أوضح أن شبكة الأعلام العراقي لم تدّخر جهداً في التغطيات الإخبارية لوقائع التظاهرات في العراق بل سخّرت امكاناتها البشرية كافة، من مراسلين وإعلاميين وفنيين في نقل الأحداث الحية وآخر التطورات السياسية والشعبية الآنية بكل حيادة ومهنية، أعتقد أن صوت العراقية كان واضحاً على الرغم من بعض الأصوات التي أرادت أن تشكك بوطنيتها وجعلها تحسب لجهة معينة دون أخرى، إلا أننا كنا مع الجميع ومع إخوتنا المتظاهرين السلميين.