عمرو الريس.. يهدم الخرافة بالفن والثقافة

نورا خالد
تصوير / علي الغرباوي

بدأت فكرة تعليم الأطفال فن الرسم لدى التشكيلي عمرو الريس بعد زيارته مخيمات النزوح ومشاهدته كيف جرى سحب عقلية الأطفال نحو الخرافات، فقرر بعدها أن يهدم الخرافة ببناء الثقافة.

“الأطفال هم جيل المستقبل الواعد، ولابد من دعمهم بالفن الحقيقي، لذلك أقدم لهم برامج ودورات تدريبية بسيطة تساعدهم في تعلم الرسم، لينقلوا الجمال الذي يشاهدونه على الأوراق واللوحات.” بهذه الكلمات بدأ (الريس)، الذي ينظم سلسلة دورات تعليمية في الرسم للأطفال حديثه لمجلة “الشبكة العراقية”، مؤكداً أن “الفن التشكيلي من أهم الأمور التي ترقى بالمجتمعات من أجل تنشئة جيل يستطيع النهوض بالمستقبل.”
“كان الإقبال في بداية الأمر ضعيفاً، ثم ازداد العدد بشكل كبير، ولاسيما في العطلة الصيفية بعد مشاهدة الأهالي المبدعين من الأطفال وهم يرسمون أمل الحياة القريب.” .
عن تلك الدورات، وما يقدمه خلالها، يوضح (الريس): “أعلم الأطفال من سن الـ 6 – 14 سنة من الهواة والمبتدئين أساسيات الرسم والظل والنور واللون، وأخصص يوم الجمعة لتعليم الأيتام بدون مقابل، وحققت إنجازاً جيداً من خلال تنمية مواهب الأطفال، ووضعها على الطريق الصحيح، لتكوين جيل جديد يبني الوطن بالحضارة والثقافة. ونجحت حينما شاهدت النخبة الفنية العراقية، وعلى رأسهم د. قاسم محسن، مدير دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة، يصفق بحرارة معجباً بما قدمه الأطفال الموهوبون في أحد المعارض، إذ لم أكن قد تلقيت دعماً مالياً أو معنوياً من حكومة أو منظمات، لكن بعد هذا الإنجاز قدم مدير دائرة الفنون العامة الدعم الكامل للطفولة ومواهبهم.”
ينتمي عمرو الريس إلى المدرسة الواقعية في الرسم، على الرغم من أنه يجد نفسه أكثر في المدرسة التعبيرية، متأثراً بالرسام العراقي الدولي أدور سعيد، جاره الذي أحب الرسم من خلاله، إذ يعتبره معلمه الأول الذي نمّى موهبته وصقل مخيلته بالفنون. أما عالمياً فتلفت انتباهه أعمال الفنان العالمي الفرنسي (جاك لوي دافيد)، مبدع الفن الكلاسيكي، مبيناً: “استوحي موضوعاتي الفنية من الواقعية، فهي صدق الفكرة وحقيقة الوجود.”
يؤمن (الريس ) أن “الفن له دور كبير في تغيير سلوك الإنسان ومحاربة الأفكار المتطرفة ونبذ العنف، فهو يهذب النفس ويقرب بين ثقافات العالم المختلفة، ويدعو إلى قبول الآخر. إنه لغة العالم، لذلك أحاول أن أقف بوجه الجهل وأحاربه وأزرع روح التسامح والجمال من خلال الثقافة والفن، وهذا ليس بغريب على شعب علّم العالم أبجديات الكتابة وأبهره بعلمه وفنه.”
يحضّر عمرو الريس حالياً لإقامة معرض تشكيلي السنة المقبلة لنخبة من الأطفال، يكون ريعه لأيتام العراق، فطموحه هو تعليم أكبر عدد منهم لبناء عراق مشرق وإعادة الوطن إلى صدارة الفنون العالمية.