ز ياد جسام – تصوير: حسين طالب /
عام 2021 كان حافلا بالأنشطة الفنية العراقية المهمة، ليعوض عاماً سبقه شُلت فيه الحركة التشكيلية، واختفت الملتقيات والفعاليات. لكن عودة النبض إلى روح الحركة التشكيلية يعد لوحده نجاحاً كبيراً كسر كل القيود التي فرضت عليها، سواء أكانت بسبب الجائحة أو بسبب الوضعين الأمني أو السياسي،لا نبالغ إذا قلنا إن المبدع العراقي حقق قصص نجاح فنية من شأنها أن تجعل البلد ينافس العالم بمبدعيه ونتاجاتهم الكبيرة.
الفن التشكيلي العراقي في 2021 كان الأول بالنسبة للعراق والعالم العربي من ناحية الأنشطة بالعدد والنوع. فقد أقيمت معارض ومهرجانات تشكيلية مهمة، منها ما تبنتها وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، عن طريق دائرة الفنون التشكيلية، التي تعد إحدى تشكيلات الوزارة، إذ أقيمت على قاعاتها الكبيرة معارض عديدة للرسم، وأخرى للخط العربي، والصور الفوتوغرافية، وغيرها من الفنون البصرية، على مدار العام وبشكل مستمر. اختتمت هذه النشاطات بالاحتفاء بالذكرى المئوية لتأسيس الدولة العراقية، فقد ضمت هذه المناسبة –تحديداً- فعاليات فنية عديدة من بينها معرض تشكيلي مهم، كما كانت هناك أنشطة فنية تشكيلية أخرى أقامتها نقابة الفنانين العراقيين على قاعتها.
تنوع بصري
أما جمعية التشكيليين، فكانت لها الحصة الأكبر والأبرز من الأنشطة المتنوعة بين الرسم والنحت والخزف والبوستر، منها المعرض السنوي الذي تنظمه الجمعية كل عام للأعضاء العاملين حصراً، ومن جميع المحافظات، ويضم المعرض أعمال الرسم والنحت والخزف في آن واحد، كما أقامت الجمعية أيضاً معرضاً مخصصاً للنحت، إذ كانت لهذا المعرض خصوصية حيث عرض فيه أكثر من ستين عملاً فنياً، لأكثر من خمسين فنانة وفناناً من جميع المحافظات العراقية. وقد امتازت الأعمال باختلاف الأساليب وطرائق العمل والتنفيذ، كما أقيم -على نفس القاعة- معرض آخر للخزف حمل عنوان (حكايات الطين) ضم ستة وأربعين خزافاً، بواقع تسعين عملاً، شاركوا في المعرض ضمن مواصفات الجودة والجمال والحداثة، وأيضاً كان الفنانون من مختلف المحافظات.
نافذة جديدة
أما معرض البوستر، الذي أقيم على قاعة جمعية التشكيليين العراقيين، فكان بدعم من الجمعية بمناسبة الذكرى المئوية للدولة العراقية حمل عنوان ( العراق 100) وشاركت فيه سبع وعشرون دولة عربية وأجنبية بلوحات إبداعية احتفاءً بمئوية الدولة العراقية الحديثة ويوم بغداد السنوي في آن واحد، وقد أحدث هذا المعرض أصداء واسعة باعتباره مرتبطاً بمناسبة مهمة، وأيضا بكونه مخصصاً للبوستر، وهذا النوع من الفنون التشكيلية لم يأخذ نصيبه الكافي بالعرض في العراق، ربما يكون هذا المعرض بمثابة نافذة فُتحت للمصممين ليستمروا بعده بالأنشطة المماثلة.
جلسات احتفائية
وأقامت الجمعية أنشطة أخرى على المستوى الفني التشكيلي، مثل جلسات احتفائية بفنانين من جيل الرواد أو ما بعدهم، ومنهم الفنان سعد الطائي، الذي أقيم له حفل توقيع كتاب عن تجربته الفنية من تأليف د. عاصم عبد الأمير، ولا يفوتنا أن للجمعية أنشطة أخرى مهمة، منها افتتاح فروع لجمعية التشكيليين العراقيين في عدد من المحافظات العراقية، مثل نينوى والبصرة وكربلاء والعمارة وبابل، وقد احتضنت هذه الفروع العديد من الأنشطة والمعارض التشكيلية الجماعية والفردية، وهذه الخطوة تعد من أهم الخطوات التي من شأنها دعم الفنانين التشكيليين في مختلف محافظات العراق.
كذلك الأنشطة التي أقامتها المؤسسات الأخرى، مثل اتحاد المصورين العراقيين، الذي قام بنشاط مهم هو إقامة (المعرض الفوتوغرافي الدولي الأول للبورتريت )، إذ أقيم على إحدى قاعات وزارة الثقافة والسياحة والآثار، يذكر أن هذا المعرض شارك فيه عدد من المصورين العالميين من مختلف الدول، كما أنه نقل لاحقاً إلى إقليم كردستان، وفي أربيل تحديداً.
قاعات جديدة
ربما لا نستطيع أن نحصي جميع الأنشطة التشكيلية التي أقيمت عام 2021 بهذه السطور القليلة، فقد كان عاماً حافلاً بمنجزات تشكيلية مهمة على المستويين المحلي والعربي، وقد أقيمت في هذه المؤسسات وغيرها، مثل القاعات الفنية الأهلية، ومنظمات المجتمع المدني، وتلك التي تقام بشكل أسبوعي على أرض ساعة القشلة، أو المركز الثقافي البغدادي، الموجودتين في شارع المتنبي الذي يكتظ بالناس كل يوم جمعة.. ناهيك عن القاعات الفنية التي افتتحت حديثاً في بغداد والمحافظات، وفتحت أبواباً جديدة لاستقبال واحتضان الفنانين ونقاد الفن التشكيلي والمتذوقين.