محسن ابراهيم /
يقول مخرج الأفلام الوثائقية العالمي”باتريثيو غوثمان”: “إن البلد الذي لا يمتلك سينما وثائقية مثل العائلة التي لا تمتلك ألبوم صور.” صناعة الفيلم الوثائقي واحدة من المهام التي تؤرخ وتنقل للمشاهد أحداثاً وتحديات كبرى في فترة ما قد لايعلم عنها المشاهد شيئا.
فيلم (الرتل) وثّق حدثاً عسكرياً مهماً.. عن هذا الفيلم وطبيعة الأجواء التي رافقته التقينا المخرج رائد المندلاوي:
* حدِّثنا عن فيلم (الرتل) وكيف تولّدت الفكرة؟
– الرتل فيلم وثائقي زمنه ٢٧ دقيقة عن أحداث حقيقية، يروي إحدى بطولات طيران الجيش، إذ تدور أحداثه ليلة ٢٨ على ٢٩ حزيران ٢٠١٦ وتحديداً بعد انتصار الفلوجة حين كان الدواعش يبحثون عن نصر مزعوم يعيد لهم بعض ماء الوجه، بعد هزيمتهم في الفلوجة التي كانوا يروّجون بأنها قلعه حصينة لايمكن اختراقها، حيث جمعوا قواتهم التي كانت بحدود الـ ١٢٠٠سيارة تحمل مختلف الأسلحة متوجهة من جنوب الحبانية باتجاه بحيرة الرزازة ومنها إلى كربلاء.. وهناك تصدى لهم أبطال طيران الجيش ابتداءً من الساعة الواحدة وعشرين دقيقة ليلاً حتى الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الثاني وتمكنوا من إبادة أكثر من ٨٢٠ عجلة، وليفرّ الباقي في الصحراء.
الفكرة تولدت مباشرة بعد إعلان هذا النصر الكبير إذ ارتأينا أن نوثق هذه العملية البطولية بفيلم وثائقي يحكي للأجيال قصة من بطولات جيشنا، لا أن يقتصر على تقارير إخبارية تزول بعد انتهاء الحدث.
* تصوير أفلام كهذه بحاجة إلى دعم كبير.. من قدم لكم ذلك؟
– طبعاً تصوير مثل هكذا أنواع من الأفلام يحتاج إلى دعم كبير من خلال تصوير كل أنواع الطائرات المشاركة، إضافة إلى تصوير الأبطال الحقيقيين، إضافة إلى الطيران فوق المنطقة، ناهيك عن الإعادات التي يطلبها التصوير.. وكان لدعم مديرية التوجيه المعنوي متمثلة باللواء الطيار تحسين الخفاجي باستحصال كافة الموافقات وتسهيل مواعيد الطيران، إضافة إلى الدعم الكبير الذي وفره مشكوراً الفريق أول ركن حامد المالكي قائد طيران الجيش وكل منتسبي قيادته من ضباط ومراتب لإنجاز قصة البطولة.
* لابد من أن هناك خفايا اكتشفتها اثناء تصويرك الفيلم؟
– من خفايا الفلم التي اكتشفت أثناء التصوير هي أن الحدث حصل في إحدى ليالي القدر، وكان الطيارون صائمين فكان سحورهم على خط الطيران وقرب طائراتهم خلال فترة إعادة التزود بالوقود وتحميل الاعتدة للطائرة, كذلك اكتشفنا أن قيادة طيران الجيش قد حصلت على دعم ومباركه مباشرة من المرجعية الرشيدة من خلال استمرار التواصل للاطمئنان على سلامة العملية والطيارين.
* هل شارك الفيلم في مهرجانات سينمائية؟
– حصل الفيلم على جائزتين حتى الآن, الجائزة الأولى لمهرجان القمرة السينمائي الدولي الرابع بمشاركة ٦٣ فيلماً من تسع دول من ضمنها العراق, فقد حصل الفيلم على الجائزة الأولى للمهرجان, و المشاركه الثانية كانت في مهرجان الطفّ السينمائي الذي إقامته الجامعه المستنصرية إذ حصل الفيلم على المرتبة الثانية، وهناك مهرجان محلي سوف يقام في أيلول المقبل سيشارك الفيلم فيه إضافة إلى ثلاثة مهرجانات عالمية خارجية أرسلنا لهم نسخاً من الفيلم، وننتظر ردودهم بشأن قبوله ضمن المسابقة الرسمية.
*ماهي المعوقات التي واجهتك اثناء التصوير؟
– أبرز المعوقات أن أحداث الفيلم كانت أغلبها تجري ليلاً، وهناك صعوبة كبيرة في التصوير الليلي للطيران حيث أن الفضاءات الواسعة من الصعب إضاءتها… إضافة إلى صعوبة تصوير الطائرات والإعادات التي يتطلبها التصوير ما يضطر الطيارين إلى تكرار عمليات الهبوط والاقلاع. وقد اعتمدنا اسلوب التصوير بعدة كاميرات إضافة إلى استخدام تقنية التصوير بكاميرا gopro الصغيرة ووضعها في قمرة القيادة وتصوير عمليات إطلاق النار,إضافة إلى التصوير بالـ Dron (الطائرات المسيرة)، وهذه من الصعوبه أن تعمل في المطارات وقرب الطائرات لوجود حظر طيران من الشركة المنتجة، وقد تغلب عليها الشاب المبدع حمزة المندلاوي.
كان معي في إنجاز توثيق هذه العملية البطولية فريق عمل كفء من كادر مديرية الإنتاج الوثائقي بالإضافة إلى الزميل المعد نبيل الخفاجي.
أخيراً أطمح إلى إنجاز العديد من قصص البطولة إضافة إلى تضحيات شهداء طيران الجيش في أفلام وثائقية مقبلة.