أحمد سميسم /
يواصل قسم الدراما الإذاعية في شبكة الإعلام العراقي جهوده الحثيثة في تقديم نشاطاته الإذاعية المميزة وإنتاج مسلسلات اجتماعية وتأريخية وثقافية بمشاركة نجوم الفن العراقي.
وتحرص الدراما الإذاعية ضمن خطتها الجديدة على استقطاب مخرجي المسرح والتلفزيون وكتّاب الدراما الإذاعية الكبار لتقديم النصوص الجيدة غير المستهلكة ليستمتع بها المستمع العراقي عبر أثير الشبكة. كما أن للدراما الإذاعية حضوراً كبيراً بين جمهور المستمعين، وكانت لبعض المسلسلات الإذاعية والتمثيليات مكانة كبيرة في قلوب مستمعيها.
النهوض بالدراما الإذاعية
الفنان (وديع نادر)، مدير الإنتاج الدرامي في شبكة الإعلام العراقي، حدثنا قائلاً: استطعنا مؤخراً إعادة الدراما الإذاعية إلى رونقها وألقها بحلّتها الجديدة ضمن الموسم الدرامي الإذاعي، إذ عملنا جاهدين ضمن ملاكات مديريتنا على استقطاب الفنانين والكتّاب المهمّين في الوسط الدرامي بدعم من إدارة الشبكة المتمثلة بمجلس الأمناء الموقر الذي أسهم في زيادة أجور العاملين من الفنانين في هذا القطاع رغم ما تمر به الشبكة من أزمة مالية، شأنها شأن المؤسسات الأخرى، إذ وضعنا خطة درامية لإنتاج المسلسلات لنعيد هيبة الدراما الإذاعية وقوة أدائها، ولاسيما أن العراق يتصدر قائمة أهم المبدعين الإذاعيين فضلاً عن اسم (إذاعة بغداد) التي تأسست عام 1936 وتعد من أهم الإذاعات في الوطن العربي والشرق الأوسط، التي أسست كثيراً من المفاهيم وعمل فيها كبار المخرجين الإذاعيين العراقيين، منهم المخرج الكبير منهد الأنصاري، وحافظ مهدي، ومحمد زهير، فضلاً عن المخرجين المسرحيين أمثال الفنان بدري حسون فريد، والمخرج الفنان سامي عبد الحميد، والدكتور الفنان فاضل خليل.
يضيف نادر: إن العمل الدرامي كان يعتمد على القدرة العالية للإحساس الصوتي ومهارات الممثل في الأداء الذي نفتقده اليوم كثيراً بسبب رحيل أغلب الفنانين المجتهدين ممن عملوا في هذا الحقل الدرامي، لذا ومن هذا المنطلق قررنا أن نستقطب كبار المخرجين المبدعين في مجال المسرح والتلفزيون لكي ينهضوا بالدراما الإذاعية بكل مهنية وعلمية، وشرعنا في العمل الأول ضمن هذا الموسم وأنتجنا مسلسلاً إذاعياً كبيراً حمل اسم (علي بن أبي طالب) يتناول السيرة العطرة لأمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام، المسلسل من إخراج الفنان غانم حميد وتأليف الفنان سلام الأوسي، ومن بطولة الفنانة القديرة هند كامل، والفنان إياد الطائي، والفنانة بتول عزيز، والفنان محمد هاشم، والفنانة أسماء صفاء وآخرين.
يتابع قائلاً: اعتمدنا في صناعة الدراما على مبدأ قراءة الطاولة وتوزيع الأدوار ثم التسجيل على مدى أسبوع كامل لكي نمنح العمل قيمة كبيرة وتكون للمخرج القدرة والمساحة الكافية في أداء عمله مع الفنانين، ويختم بالقول: أخيراً أقول إن أبواب الشبكة مفتوحة لكل مبدع غيور على صناعة الدراما حتى نستعيد الصدارة العربية في هذا المجال، وأنا واحد من خلية كبيرة ومهمة في مديرية الإنتاج الدرامي، الذين يعملون بشغف وحب من أجل إعادة نكهة الدراما الإذاعية العراقية ومن الله التوفيق.
عودة إلى الميكرفون بعد غياب
من جانبها، أوضحت الفنانة القديرة هند كامل أن مسلسل (الإمام علي) أعادها إلى الوقوف أمام الميكرفون الإذاعي مجدداً بعد غياب ما يقارب الـ 20 عاماً، كونها بدأت الفن في أروقة الإذاعة قبل أن تلج مجال التلفزيون.
وأضافت: كانت تجربة ممتعة بالنسبة لي مشاركتي في المسلسل الإذاعي (الإمام علي) عبر أثير شبكة الإعلام العراقي على الصعيدين الشخصي والمهني، كوني التقيت زملاء المهنة من ممثلين ومخرجين وإداريين بعد سنوات طوال من البعد المهني، أما على الصعيد الشخصي فقد عملت مع أسماء جديدة من حيث التعامل الفني، فلمست كل الحب والاحترام والتقدير والانسجام فيما بيننا، ولم أشعر بغربة الإذاعة رغم ابتعادي عنها، وما زلت بنفس الديناميكية والجاهزية العالية حين وقفت أمام الميكرفون الإذاعي وكأني لم أفارق الإذاعة لحظة واحدة، إذ اعادتني أجواء العمل إلى “بروفة” الطاولة التي غابت سنوات طوال بقيادة الإدارة الدرامية للأستاذ غانم حميد والقيادة الإدارية متمثلة بالأستاذ وديع نادر، فضلاً عن لمسة الجدّية والتقدير للخبرات المخضرمة والشابة في العمل ضمن مديرية الدراما في شبكة الإعلام العراقي.
تجربة مهمة
فيما قالت الفنانة بتول عزيز: أعتقد أن الدراما الإذاعية في شبكة الإعلام العراقي مستمرة في نشاطاتها حتى حين توقفت عجلة الدراما التلفزيونية، إذ كنا نقدم في الإذاعة عدداً من المسلسلات الكوميدية والاجتماعية والتأريخية، فكان هناك تواصل دائم بين الفنانين والإذاعة، والفنان لا بد أن يبدأ من الإذاعة قبل التلفزيون ويتدرب على كيفية الإلقاء وتمرين الصوت، إلا أنه في الوقت الحاضر توقفت الدراما الإذاعية لفترة طويلة بسبب عدم توفر التخصيصات المالية اللازمة لإنتاج الأعمال، لذا باتت الدراما الإذاعية مقتصرة على عمل أو عملين بسبب ضعف التمويل والدعم. وقد شهدنا مؤخراً عودة إنتاج أعمال إذاعية مميزة من جديد أثناء وجودنا في أروقة إذاعات شبكة الإعلام العراقي للمشاركة في المسلسل الإذاعي (علي بن أبي طالب) عليه السلام، فكانت فرحتي غامرة بهذا العمل المهم المتكامل كونه يروي سيرة تأريخية في غاية الأهمية والدقة، لذا استغرقنا في تسجيل العمل جهداً ووقتاً طويلاً وأتوقع أن يحصل على إعجاب المستمعين. شغلتُ في المسلسل أدواراً متنوعة عدة، فجسدتُ شخصية (هند) زوجة معاوية بن أبي سفيان، وأيضاً شخصية (زينب) بنت الحارث اليهودية الأصل التي حاولت أن تدس السُّم للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم)، كما جسدتُ أيضاً شخصية (قِطام) التي حرضت ابن ملجم على قتل الإمام علي (عليه السلام)، وأيضا لعبتُ دور شخصية (درة) بنت أبي لهب وهي من الشخصيات المغمورة في التأريخ إذ كانت شخصية مسلمة مؤمنة بالله ورسوله، على نقيض شخصية والدها. الحمد لله استطعت أن أجسد جميع هذه الشخصيات بأدوارها المختلفة، وهذا العمل تجربة مهمة وأتمنى أن تتكرر أعمال كهذه مستقبلاً وأن تخصص لها ميزانية تليق بها.