في مهرجان (كازان) للأفلام الإسلامية بنسخته التاسعة عشرة..”آخر السعاة” يحصد جائزة المهرجان الخاصة

هند الصفار/
منذ النسخة الأولى للمهرجان، التي أقيمت في العاصمة التتارية عام 2005، وبتمويل من مجلس مفتي روسيا، الوكالة الفدرالية للثقافة والسيموغرافي في روسيا ووزارة الثقافة في جمهورية تتارستان، مع دعم رئيس الجمهورية، اهتم المنظمون بانتقاء الأفلام ذات الطابع الإنساني، التي لا تختص بالعالم الإسلامي فقط، إذ إن صفة (الإسلامي) إنما تتبع دولة تتارستان لكنها ليست سمة للأفلام المقدمة.
تحدّث منسق الدول العربية في المهرجان الفنان (أشرف سرحان)، في تصريح خاص لـ “مجلة الشبكة” عن هذا الحدث قائلاً: “إن حضوري في المهرجان مستمر منذ 10 سنوات، ومهمتي تنسيق واختيار الأفلام المقدمة من الدول العربية، مع وجود إمكانية الترشيح المباشر عبر موقع المهرجان. وانطباعي عنه إنه مهرجان رائع، وهناك أفلام كثيرة مهمة مشاركة فيه، حتى أن أحد هذه الأفلام مرشح للأوسكار.”
أضاف سرحان: “مديرة المهرجان هي رئيسة مؤسسة السينما التتارية (مياياوشا ايتوجانوفا) بالتعاون مع وزيرة الثقافة التتارية (أيوبوفا)، وهي سيدة نشيطة ورائعة، وتعاونهما معاً أظهر المهرجان بصورة مميزة.”
وعن الآلية المعتمدة في المهرجان أوضح: “في المعتاد تتسلم إدارة المهرجان ما يقارب الـ 750 فيلماً وتوزعها على اللجان، كما توجد مسابقات للأفلام القومية التتارية والروسية والروائية والقصيرة والمسابقة الكبرى للفيلم الطويل.”
وتضمن برنامج المسابقة 52 فيلماً تمثل 21 دولة بينها: الجزائر، وبنغلاديش، وبريطانيا، واليونان، ومصر، والهند، والعراق، وإيران، وكازاخستان، وقيرغيزستان، والمغرب، والنيبال، وعمان، وباكستان، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، والسنغال، وسورية، وطاجيكستان، وتونس، وتركيا.
وجرى تقديم عشرة أفلام لكل من هذه الدول من فئات “الأفلام الروائية الطويلة” و”الأفلام الروائية القصيرة” و”الأفلام الوثائقية الطويلة” و”الأفلام الوثائقية القصيرة”، وهناك 12 فيلماً أخرى في المسابقة التي تشمل أفلاماً من إنتاج جمهورية تتارستان.
وقد عرّف سرحان للمجلة أعضاء لجنة التحكيم قائلاً: “أما لجنة التحكيم فقد ترأسها المخرج العالمي السنغالي (موسى توريه)، الذي أثار ضجة كبيرة في أوروبا حينما كان عضواً في لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي. و(مختار العجيمي)، رئيس مهرجان سوسة من تونس، والناقد السينمائي وكاتب السيناريو الدكتور (وليد سيف) رئيس قسم النقد السينمائي في أكاديمية الفنون في مصر، والناقد السينمائي الدكتور (بوشعيب المسعودي) من المغرب، ومؤسس مهرجان جدة للأفلام السعودي (ممدوح سالم)، والممثل التركي الشهير (رينان بيليك)، والناقد السينمائي والخبير الجورجي (دالي أوكروبيريدز). بالإضافة إلى ذلك، تضم لجنة التحكيم الأمين العام لجمعية السينما الجديدة في فرنسا والصين، ورئيس لجنة تحكيم مهرجان بكين الدولي لأفلام الأطفال (لي جي) من الصين، بالإضافة إلى المخرج والمنتج الأذربيجاني (فريز أحمدوف).”
وعن الفيلم العراقي (آخر السعاة)، الحاصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمهرجان كازان، تحدث المخرج العراقي (سعد العصامي) قائلاً: “جاءت المشاركة بعد اطلاعي على موقع المهرجان، إذ قدمت طلباً مباشراً للمشاركة، وحصلت الموافقة، وقام الجانب التتاري بتسهيل مهمة سفرنا ومشاركتنا.” وعن قصة الفيلم وما احتواه اضاف العصامي: “الفيلم مقتبس عن قصة فرنسية لساعي البريد (جوزيف)، الذي استطاع بناء قصر من الرخام في فرنسا. وقد تم ذلك بالتعاون مع السيناريست (ولاء المانع) لكتابة سيناريو عراقي يتناول كل ما هو موجود من الذي لا يمكن الحديث عنه وعن الفساد ومعاناة الطبقات الفقيرة والمسحوقة وسكان العشوائيات والعشائر وتسلط القوة وغيرها من المشكلات التي يعاني منها العراقيون في كل البلاد.”
الفيلم إنتاج 2022-2023، وهذه الجائزة هي الرابعة التي يحصل عليها، وهو من بطولة الفنانين مقداد عبد الرضا، ورائد محسن، وإياد الطائي، ولأول مرة تظهر أيار عزيز خيون كممثلة في هذا الفلم. والجوائز التي حصل عليها هي:
1. جائزة أفضل تمثيل في مهرجان سينمانا / سلطنة عمان.
2. جائزة النخلة الذهبية لأفضل فلم خليجي في مهرجان أفلام السعودية.
3. جائزة أفضل تمثيل للفنان رائد محسن في مهرجان الأفلام الشرقية في سويسرا.
4. جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كازان في تتارستان.
كذلك هناك مهرجانات أخرى سيشارك الفيلم فيها قريباً، منها مهرجان الغردقة ومهرجان جنوب بلجيكا. ودعا العصامي إلى ضرورة وجود مؤسسات مختصة لتسويق الأفلام العراقية لتأخذ دورها في العروض السينمائية داخل وخارج البلاد كما هو موجود في كل دول العالم، وأن تتوفر إمكانيات أكبر لدعم الحركة السينمائية العراقية.