حوار: محسن إبراهيم – تصوير : حسين طالب/
إنسانة حالمة يأسرها جمال الطبيعة والألوان والتصاميم، ويشدها كل ما يمت الى الجمال بصلة، ويبعث في النفس الارتياح. شغفها هذا قادها الى كلية الفنون الجميلة، ثم الى عالم الإعلان، وسرعان ما لفتت انتباه المخرجين لتدخل عالم الدراما بأعمال حظيت باهتمام الجمهور ومتابعته.
متصالحة مع نفسها وتتمتع بعلاقات إيجابية مع الفنانين، تؤمن بأن العمل الجماعي بحاجة الى الانسجام والتعاون والفهم المشترك.
تعتقد أن مبادرة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أسهمت بالفعل في تحريك عجلة الإنتاج المعطلة منذ سنوات طوال، وتؤكد أن الإعلام العراقي لم يساعد في دعم وصناعة الفنان كما يفعل الإعلامان المصري والخليجي.
“الشبكة” التقت نجمة مسلسل (أقوى من الحب) كادي القيسي في حوار تميز بالصراحة والوضوح.
*بعد الشغف بعالم الأزياء والمجوهرات، كيف نشأت الرغبة لديك في دخول عالم الفن، ولاسيما التمثيل؟
-منذ نعومة أظفاري وأنا مشدودة للجمال أينما يكون، وفي أي جانب من جوانبه، إذ كنت حين أراه أتوقف متأملة أمام وردة في حديقة أو غيمة متشكلة في السماء، أمام ألوان زاهية، وتصاميم ترتديها عارضة أزياء، أو مجوهرات تقتنيها فتاة. كان كل شيء جميل يشدني ويبعث في قلبي السرور ويداعب روحي. وتدور الأيام لأجد نفسي شغوفة في أن أكون أنا من أبث الجمال الى الآخرين، من خلال عرض الأزياء والإعلان عن اقتناء المجوهرات، وكنت أرى في ذلك فخامة الحياة المخملية، ما دفعني الى المضي نحو الفنون الجميلة، ومنها التمثيل الذي وجدت نفسي فيه كصانعة للجمال والتعبير عنه من خلال أداء أدوار مختلفة.
مبادرة دعم الدراما
*تشهد الدراما العراقية مؤخراً نهضة مميزة نتيجة للحراك الحالي، كيف تنظرين إلى هذا الحراك؟
-يقال إن (في الحركة بركة)، وما يحصل الآن بفضل المبادرة المباركة للسيد رئيس مجلس الوزراء السوداني لدعم الدراما ورصد مبالغ لموازنة شبكة الإعلام العراقي لغرض إنتاج مسلسلات مختلفة ومتعددة، هو حافز في تحريك عجلة الإنتاج التي تعطلت لسنوات طوال، لتسهم هذه الحركة في تشغيل أعداد كبيرة من العاملين في هذا المجال من فنانين وفنيين، وبالتالي سيشهد هذا الكم من الأعمال تنافساً مشروعاً على النجاح والتطور واكتشاف طاقات جديدة. آمل أن يستمر هذا الدعم وأن تستمر المبادرة في خلق أرضية خصبة لأعمال مستقبلية تمتد الى خارج الحدود.
*(على كد الحال) كان بوابة دخولك الى الدراما الخليجية، لمَ لم تستمري؟
-الدراما الخليجية لها خصوصية في التناول، ومساحة الأبطال الشباب فيها قد تكون محدودة، فهم يذهبون الى الكتابة للرواد لغرض استقطاب جمهور أكثر، بحيث نجد أن غالبية الشباب توكل إليهم أدوار ساندة، لذا لم أجد نفسي في ذلك، لأني أطمح الى مساحة أكبر، وأجد في نفسي مقدرة أوسع.
*(وطن) و(أقوى من الحب) وما بينهما، كيف استطاعت كادي أن تثبت نفسها؟
-هناك فرق شاسع بين التجربتين، مسلسل (وطن) له خصوصية في الكتابة والتنفيذ. في (أقوى من الحب) مدرسة أخرى مختلفة تماماً. التصدي لبطولة مسلسل من تأليف صباح عطوان يعني أني أسترجع كل تاريخ الدراما العراقية، بماضيها ومستقبلها، فأنا أمام قامة كبيرة، أشعر بالفرح تارة وبالقلق تارة أخرى. العمل ليس سهلاً، بالخصوص مع مخرج مثل عزام صالح، متمرس وقريب بفكره من الكاتب، لأنه سبق وعرض له أكثر من عمل، كل هذا جعلني أنظر الى تجربتي هذه باحترام شديد، إذ إن كل مقومات النجاح تؤهلني لصدارة المشهد، أنا الآن أخوض بطولة مطلقة لكاتب كبير ومخرج متمرس.
الهدف الأسمى
*هل ساعدك جمالك خلال رحلتك ونجاحك في التمثيل؟
-أنا أرى في جمال الروح عمقاً أكبر، وتأثيراً مباشراً، نعم، أعشق الجمال وأحلق في فضائه، والله جميل يحب الجمال، اللهم إني أسألك من جمالك بأجمله، وكل جمالك جميل، اللهم إني أسألك بجمالك كله يا ألله، على القلب الجميل والروح الجميلة التي يضعها الله فينا ونقتنع بها، وألا نتلاعب بصنع الله، نعم، الجمال الحقيقي دون التداخلات الجراحية والتلاعب بخلق الله ضروري، ربما يساعد الممثل ويكون عاملاً من عوامل النجاح إذا أحسنا توظيفه.
*يحكى عن (كروبات) الأوساط الفنية.. هل ذلك صحيح، وعلى أية أسس تتحدد هذه المعطيات؟
-العمل الفني هو عمل جماعي، قد يكون من الضروري تشكيل (كروبات) متفاهمة يتعايش بعضها مع بعض، وهذه التفاهمات ستؤدي بالنتيجة الى خلق عمل ناجح، أرى أنه لا بأس بالكروبات القريبة بعضها من بعض، التي لا تتشكل على أساس متحيز ونفعي وعلى حساب العمل، لأنها بهذه الصورة ستفقد هدفها الأسمى.
*هل تؤمنين بأن البعد عن أمور كهذه غنيمة؟
-أنا قريبة من الجميع وأحب الجميع، ليست لدي مشكلة مع أحد، أحب عملي الى درجة التقديس، لا أرى أبعد من ذلك، عندما أبدأ الشغل فإن الشيء الوحيد الذي يشغلني هو النجاح وحب الناس.
*ألا تعتقدين أن البطولة المشتركة قد تسبب بعض الحساسية بين الأبطال؟
-البطولة الفردية أو المشتركة تبنى على أساس الحكاية ومعالجتها من قبل الكاتب، فالقصة التي تتطلب أكثر من بطل لها أسلوبها وطريقة سردها، وكذلك البطولة الفردية والمطلقة، فإنها تحتاج الى حكاية مغايرة، كما أن وضع الأبطال في (تايتل) واحد لا يحدد أهمية الدور، إنما ما يقوم به الممثل من أداء يستحق الإشارة إليه بأنه كان، أو كانت، بطلاً حقاً.
صناعة النجم
*كيف تصفين علاقتك بالإعلام، وهل أعطاك حقك؟
-الإعلام الفني وصناعة النجم لم ينالا استحقاقهما لدينا بشكل واضح، نحمد الله أن لدينا “مجلة الشبكة” التي تقاتل لوحدها، وهذا لا يكفي بالتأكيد، ثم أنني بدأت حين كان عصر السوشيال ميديا على أوجه ومتصدراً الساحة، وهذا قد يكون أسرع في الوصول الى المتلقي، لكن يبقى النقد الفاعل والكلمة العلمية هما المؤشرين الحقيقيين للتقييم، لذلك تجدني فرحة وأنا أسترسل في الإجابة عليكم، وأرجو ألا أكون قد أطلت.
*خجولة في الحياة، برغم شراستك على الشاشة، كيف تستطيعين أن تتقمصي شخصية غير شخصيتك في التمثيل؟
-قد لا تجدني شرسة في (أقوى من الحب)، لست خجولة بمعنى المستكينة، لكني أحمل خجل المرأة الريفية التي لا ترفع صوتها إلا عندما تشعر بأن حقها مستلب، أو عند حصول تدافع غير إنساني ضدها.
*أين تتمنين أن تري نفسك في المستقبل؟
-أين أتمنى أن أرى نفسي؟ هذا سؤال يقبل التأويل كثيراً.. لكني أتمنى أن أجد نفسي داخل موقع للتصوير، الجميع فيه يحب بعضهم بعضاً بلا عقد.