ضحى مجيد سعيد
بدعم من نقابة الفنانين العراقيين، انعقد في بغداد المهرجان السينمائي النسوي بنسخته الثانية. وكرم المهرجان، الذي سلط الضوء على العديد من قضايا المرأة، وأبرزها العنف الأسري، عدداً من رائدات السينما اللائي أبدعن في مجال فني احتكره الرجال طويلا.
سعد عبد الله، رئيس شعبة السينمائيين في نقابة الفانين، والمدير الفني للمهرجان النسوي، قال لـ “الشبكة” إن “هذه النسخة ركزت على تكريم النساء السينمائيات ممن تميزن في السينما العراقية.”
لكنه أشار إلى أن المشاركة في هذه الدورة هي أقل مما كانت عليه في الدورة الأولى للمهرجان، فقد أوضح أن النسخة الأولى من المهرجان، شهدت مشاركة أكثر من أربعين فيلماً، أما في هذه النسخة فاقتصرت على خمسة وعشرين فيلماً فقط.
تمكين المرأة
يؤكد عبد الله أن الشرط الأول للمشاركة في المسابقة يتضمن أن تكون الأفلام من إخراج النساء حصراً، مبيناً أن اختيار الأفلام يكون من نواحي النص والتصوير العالي والأزياء والجودة، ما يعني وجود أمور عدة وضعت كمعايير لاختيار الفلم بشكل صحيح.
وفي ما يتعلق بالجهات الداعمة للمهرجان، ذكر أن الجهة الراعية كانت لجنة تمكين المرأة في مجلس الوزراء، فضلاً عن قاعة المحطة في بغداد التي قدمت تسهيلات ومساعدات كبيرة على مدار يومي العرض.
تكريم الرائدات
أضاف عبد الله أنه جرى تكريم خمس مخرجات من رائدات العمل السينمائي، هن: المخرجة رجاء كاظم، والمخرجة خيرية المنصور، والمخرجة فردوس مدحت، والمخرجة حميدة عبد الكريم، والمخرجة انتصار عبد الجبار.
وفيما يتعلق بعدد الأفلام الفائزة في المهرجان، والاختلافات بين النسختين الأولى والثانية للمهرجان، قال عبد الله إن “هناك ١٣ فلماً دخلت المنافسة، فازت أربعة منها بجوائز متنوعة.” موضحاً أن “الدورة السابقة كانت أقوى نسبياً لتوفر الدعم المادي، كذلك من ناحية المشاركات، فضلاً عن تميزها بحضور عدد كبير من الضيوف، اضافة إلى أن الموقع السابق للمهرجان كان أكثر جمالية، ما أتاح الفرصة لكل العائلات أن تزوره، ولم يقتصر على الرواد والسينمائيين، ونأمل ان تكون الدورات المقبلة أكثر مشاركة وفاعلية.”
دعوة لتحويله إلى مهرجان دولي
من جهته، يقول المخرج السينمائي الشاب زيد عائد إن “هذه التجارب تبشر بالخير للسينما العراقية، موضحاً أن لجنة التحكيم كانت مميزة وموفقة باختياراتها، ونتمنى أن يكون ضمن لجان التحكيم المقبلة فنانون عرب أو أجانب.”
وفي سؤال عن أبرز الأفلام المشاركة، قال نعمة إن “الفيلم الكردي (حياة) الفائز بالجائزة كان لافتاً، إذ تميز هذا الفيلم بالأداء العالي لبطلة الفيلم،” داعياً الى ضرورة أن يسمح للأفلام من الدول المجاورة والأفلام العالمية بالاشتراك في المسابقة أيضاً. وعن أبرز الموضوعات التي تناولتها الأفلام المشاركة في هذا المهرجان النسوي، أوضح نعمة أنها ركزت على العنف الأسري،
إضافة إلى أن الأفلام المشاركة كانت متنوعة، كردية وعربية.
دور المرأة
من جهتها، قالت سافره ناجي جاسم، وهي ناقده مسرحية وتدريسية في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد، إن “الأفلام المشاركة في المهرجان عكست دور المرأة في المجتمع، ورؤيتها للحياة، وما يواجه الواقع النسوي من مشكلات، وهي بالمحصلة مشكلات مجتمع، كذلك أكدت أفلام المهرجان على أن السينما هي مرآة المجتمع، التي تكشف عن خفايا هذا الواقع، ولاسيما فيما يخص المرأة ووجودها.”
وفي ما يتعلق بلجنة التحكيم، تقول الدكتورة سافرة: إن “لجنة التحكيم ذات اختصاص سينمائي، وكان اختيارها للأفلام موضوعياً.” مشيرة إلى أن “المعايير المحددة لاختيار الأفلام كانت جيدة، كونها تناسبت مع موضوع المهرجان، وقد حققت أهدافها، حين اختارت ثلاثة عشر فيلماً قصيراً شملت كل العراق من الشمال إلى الجنوب، وأهم ما ميز الأفلام المتسابقة أنها تناولت الواقع العراقي ومتغيراته، وكان أبرز هذه الافلام -من وجهة نظرنا- هو فليم (القداس) الذي تناول التظاهرات، كذلك الفيلم الوثائقي (عاملات الطابوق) الذي عرفنا بواقع مرير لمهنة شاقة تقوم بها النساء دون توفر أدنى المعايير الإنسانية، وكشف عن مدى جشع القائمين على هذه المهنة. “واعربت الدكتورة سافرة عن أملها في أن تكون الدورات المقبلة أكثر تطوراً وأكثر استيعاباً للأفلام المشاركة. أضافت قائلة: “لكل مهرجان، أو ملتقى سينمائي، معايير توجه عمل لجنة التحكيم، وتضع له الشروط، وكثيراً ما يثار جدل عن حصول ظلم في تقييم الأفلام، وهذا موضوع نسبي بين المشاركين، وحتى المتلقين، والأكيد أن هناك اختلافاً بين رؤية الجمهور ورؤية لجنة التحكيم.” وعن سؤال يتعلق بإيجابيات مثل هذه المهرجانات، أجابت الدكتورة سافرة أن “هذا الملتقى، والأفلام المشاركة فيه، يمثل عامل تحفيز للفنانات العراقيات في مجال السينما، كما أنه كشف عن السينمائية العراقية اليوم التي تمثل امتداداً لرائدات السينما العراقية أمثال خيرية المنصور ورجاء كاظم وغيرهن.”
يذكر أن انعقاد هذا المهرجان تزامن مع أعياد المرأة والأم ونوروز، ما يشير إلى هدف ضمني يؤكد على ضرورة إبراز دور المرأة في المجتمع.