كنان ابراهيم/
كزيزة عمر علي هي بنت الفنان الكبير الراحل (عمر على أمين) وزوجة الفنان التشكيلي المعروف (اسماعيل الخياط)، ولدت في مدينة السليمانية عام (1961) أسست فرقة مسرح (اصدقاء كزيزة) عام (1970) وبعد فترة حافلة بالنشاطات توقفت الفرقة عن العمل لكنها عاودت نشاطها وحصلت على اجازة رسمية عام (2004) من وزارة الثقافة في اقليم كوردستان.
عن المسرح والنشاطات الفنية في كوردستان كان لـ “الشبكة” الحوار التالي معها.
* بداية هل يمكن أن تطلعي القراء على الحركة الفنية، والمسرحية خاصة، في كوردستان.. وهل يمكن القول أن هناك حركة مسرحية بمعنى الكلمة؟
– كوردستان على الرغم من كل ما مرّت به وما تمرّ به من ظروف سيئة لم يتوقف فيها الفن، على مر الزمان فقد عمل الفنانون والمثقفون على دفع عجلة تقدم الفن، وفي الوقت الراهن وفي ظل هذا الظرف القاسي ظلّت إقامة المهرجانات الفنية والسينمائية مستمرة. نحن الآن نُحضّر لإقامة مهرجان دولي في السليمانية برعاية شركة (مة ستي فيلم) – وهي شركة تابعة للقطاع الخاص- وهذا في حد ذاته خطوة إيجابية، ساهمت في تشكيل علاقات كثيرة نتجت عنها تحضيرات عالمية تهدف الى المشاركة في المهرجان، وأنا أعمل عضو بورد في إدارة المهرجان. سیكون فی بدایة الشهر العاشر من العام الحالي.
فرقة اصدقاء كزيزة
* انشأتي فرقة «اصدقاء كزيزة» الفنية وقدمت الفرقة الكثير من الأعمال هل مازالت مستمرة بالعمل أم توقفت وماذا عن آخر أعمالكم؟
– أسست هذه الفرقة فی بدایة السبعینات في السلیمانیة علی ید مجموعة من الفنانین منهم (عمر علی أمین – حسن تك نیا – كمال سابیر– لطیف احمد) وقدمت الكثیر من الأعمال الفنیة والمسرحیة، وسجّلت العدید من الدراما التلفزیونیة وفي سنة ٢٠٠٤ أُعيد تأسيس هذه الفرقة بشكل آخر وتحت المسمى نفسه. وقد تمثلت نشاطات الفرقة المسرحية في اكثر من (١٨-٢٠) عملا مسرحیا، واكثر هذه الأعمال من تألیفي واخراجي. ولاتزال الفرقة مستمرة في أعمالها الفنیة.
* في أعمالك الدرامية هل كان هناك حضور للممثلين العرب أو العراقيين أم انها كانت تقتصر على الفنان الكردي؟
– حقيقة انا الى الآن لم أعمل بهذا الشكل فأغلبية الأدوار كانت محصورة بالممثلين الكورد وباللغة الكوردية لأنني سبق أن أشرت الى أن الفرصة لم تكن سانحة.
هل تأثر المسرح الكردي والدراما الكردية عموما بالأوضاع السياسية المحيطة بالعراق وكوردستان؟
لاشك في أن للفن المسرحي خصوصاً والعمل الدرامي الأثر الكبير على جميع نواحي الحياة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالمسرح مرآة للمجتمع، لانستطيع الهروب من الواقع ومن المشاكل التي يعانيها المجتمع. ومن هنا تظهر تأثيرات الفن المسرحي، أقصد من البعد السياسي، لأن جزءا كبيرا من حياتنا احتلته السياسة، هذا فضلاً عن أننا محاطون ببراكين نار يومياً تخلقها لنا دول الجوار ومشاكل ومصائب لا يُعرف لها قرار. ففي جوّ كهذا دون شك لايمكننا تجريد المسرح وتعريته من المشاكل والأحداث الجارية. لذا فالجانب السياسي له التأثير المباشر على الفن المسرحي وديناميكية العمل المسرحي في كوردستان، لكن لحسن الحظ لم تتمكن هذه الظروف أن تنال من الفن، وأن تُحبط الفنان وتوقف النشاط الفني، لأن الفنان الكوردي عمل بكل حماس وأخلاص كي تستمر هذه الحركة.
اعتمدنا على الترجمة
* لماذا لم نسمع أو نرى عملا كرديا مشتركا مع المسرح البغدادي هل اللغة هي العائق؟
– نستطيع القول بأن العامل الرئيس في تطور الحركة المسرحية في كوردستان كان عامل الترجمة، أي ترجمة النصوص الأدبية الى اللغة الكوردية، وبعدها أُنشئت مجموعة من الفرق المسرحية منها في مدينة السليمانية مثل ( فرقة السليمانية للموسيقى والتمثيل) في 1969). وبعد فتح جامعة السليمانية فتحت الأبواب واسعة على مصراعيها أمام الفنون، خصوصاً الفن المسرحي، فأُسّست في مدينة السليمانية فرقة مسرحية باسم (فرقة مسرح الجامعة)، وكانت تقوم بتقديم مسرحيات كوردية ومقتبسة في المناسبات الوطنية والفنية. وبعدها تأسس معهد الفنون الجميلة في السليمانية في بداية الثمانينات، ويُعدّ تأسيس هذا المعهد الخطوة الجوهرية لإزدهار الفنون الموسيقية والتشكيلية، وقد تمّت تربية الطلبة على أساس أكاديمي وفني على يد مجموعة من الأساتذة العرب، والأساتذة الكورد. منهم: (د. فاضل الخليل، ود.صلاح القصب، وعواد علي، وجليل قيسي، وعزيز خيون…..) وكانت هذه نقطة تحول كبيرة في حركة المسرح الكوردي، حيث وصفها كبار الأساتذة وكتّاب المسرحيات والخبراء في المجال المسرحي بأنّها حركة نشطة وناجحة.
اسمي وردة بسبعة ألوان
* اسم كزيزة يلفت النظر وهو يصلح ان يكون اسما لمسرحية أو فيلما سينمائيا ما معنى اسم كزيزة؟
– كزيزة هي وردة ملونة ذات سبعة ألوان تنبت في المناطق الجبلية وهي وردة نادرة يصعب الحصول عليها، والدي رحمه الله دائماً كان يتحدث لي عنها. هل سيصبح اسم كزيزة اسما لفيلم أو لدراما؟ حقيقة لا أعلم ولكن قد يحصل هذا في المستقبل البعيد أو القريب لا أدري، ربما بعد كتابة مذكراتي وتسجيلها، لأنني منذ سنتين أنشر مذكراتي في جريدة (باس) الأسبوعية الصادرة في أربيل في عمود مخصص لي، وكلي أمل أن أجمع فيما بعد هذه المذكرات في كتاب مطبوع.